رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التنظيم الدولي للإرهابية.. كيف ظهر سرطان الإخوان الخفي وانتشر في العالم؟

قيادات الجماعة قديما
قيادات الجماعة قديما

ادعت جماعة الإخوان في بداية نشأتها على يد حسن البنا، أنها جماعة دعوية وتحمل الخير لمصر، ولكنها تحولت إلى العمل السياسي مع زيادة أتابعها، وبدت أطماعها في الظهور آنذاك وحوّلت عملها من مصر إلى النشاط الدولي لتفعيل هدفها الأساسي الذي يرمي لأستاذية العالم عن طريق إعادة الخلافة.

النواة الأولى للسرطان الدولي الإخواني، كان ظهوره في عام 1933 على يد البنا، حينما أصدر قرارًا بتشكيل شعبة للجماعة الإرهابية في جيبوتي آنذاك، بالإضافة إلى قراره في المؤتمر الثالث للجماعة عام 1935م، بتعميم ذلك الأمر في جميع البلدان بكل الوسائل المتاحة للجماعة، بما يخدم مصالحها، من أجل بث أفكارها السرطانية.

والبداية الفعلية لظهور السرطان الدولي للإرهابية، كان عقب حادث المنشية عام 1954م، بإطلاق النار على الرئيس جمال عبدالناصر، على يد جماعة الإخوان والتي كانت نقطة فارقة في تاريخ العلاقة بين الجماعة وناصر، الأمر الذي تسبب في سجن من شاركوا في تلك العملية، وهروب آخرين إلى الخارج.

وفّرت الجماعة لصهر البنا، سعيد رمضان زوج ابنته والمهندس الأول للتنظيم العالمي، بعد هروب تلك العناصر للخارج تمويلًا ضخمًا، تمكن بعدها من تأسيس المركز الإسلامي بميونخ والذي أصبح بعد ذلك الانطلاقة الحقيقية للتنظيم الدولي، وتخرج منه العديد من كوادر الإرهابية، على رأسهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي تتلمذ في هذا المركز خلال فترة دراسته بألمانيا.

وأخذ سرطان الإرهابية الدولي في الانتشار، حيث أسست الجماعة في بريطانيا عام 1970م، "بيت الرفاة الاجتماعي الإسلامي" لنشر أفكار الجماعة بين الطلاب في بريطانيا، أعقبه تأسيس "الرابطة الإسلامية في بريطانيا" والتي انتمى لها العديد من قيادات الإرهابية على رأسهم إبراهيم منير الأمين العام للتنظيم الدولي، ونائب المرشد.

وفي رسالة للمرشد الرابع للجماعة محمد حامد أبو النصر، عقب توليه منصب المرشد عام 1986م، قال "إن الجماعة لها شعب في الخارج في ألمانيا ولندن وأوروبا، وكل إخواني مصري خرج من القاهرة كون شعبة ولها اتصال مستمر بالحركة الأم بالداخل"، ليؤكد أن التنظيم الدولي للإرهابية وصل للعديد من دول العالم.

وسعى السرطان الدولي للإرهابية، على مدار تاريخها، إلى تلميع صورة الجماعة في الداخل لمحو آثار أعمالها الإرهابية، بالإضافة إلى لعمل حالة من التأييد الخارجي، وقنوات الاتصال المباشر مع القادة السياسيين، لخلق حالة ضغط على الداخل، إلا أن هذا الأمر لم يسرِ على أهواء عدد من أبناء وقادة الجماعة البارزين المطالبين بحل هذا التنظيم عقب القرار الذي سيتخذه البيت الأبيض بإدراج الجماعة على القائمة الأمريكية الخاصة بـ"الجماعات الإرهابية الأجنبية".

وكانت تلك المطالب المنادية بحل السرطان الإخواني في الخارج، برزت في الوقت الحالي بسبب الوضع المزري الذي تسبب فيه قادة الجماعة المنتمين للجبهة التاريخية التي يقودها محمود عزت القائم بأعمال المرشد، وعلى رأسهم إبراهيم منير ومحمود حسين، الأمين العام للتنظيم الدولي.

وطالب إبراهيم الزعفراني، القيادي بالجماعة، بحلّ تنظيم الإخوان بعد التهديدات الأمريكية بتصنيف الجماعة منظة إرهابية، وإلغاء التنظيم العالمي الذى ليس له وجود على أرض الواقع، وأصبح مثل خيال المآتة يستخدمه البعض فزاعة عند الطلب، وليس له أي دور فاعل تجاه الأحداث، وكثير من الكيانات التي كانت مرتبطة به أعلنت استقلالها عنه.

فيما قال عصام تليمة إن القيادات الكبيرة هم السبب في فضح الجماعة في وسائل الإعلام، لكشفهم استخدام الجماعة العنف، وكونهم المتسببين في القرار الذي قد تتخذه الإدارة الأمريكية خلال الفترة المقبلة بتصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية، مشيرًا إلى أن القرار رسالة لقيادات أقل ما يقال عنهم إنهم فاسدون، فقد نالوا الجزاء من جنس عملهم، فقد قاموا من قبل على أكتاف إخوة لهم، واتهموهم بالعنف، ورددوا الكلام في وسائل الإعلام العربية، وفي دوائر سياسية غربية.

فيما اتهم عمرو فراج، القيادات المعروف إعلاميًا بـ"التاريخية"، المتسببين في ذلك وفي ضياع الجماعة بالكامل، موضحًا أن إدارة ترامب ستضع الجماعة على قوائم الإرهاب بالفعل، وأن أوروبا سترفض ذلك في البداية فقط، مؤكدًا أن إبراهيم منير ومحمود حسين وباقي الموالين لهم سبب رئيسي في الوضع المزري الذي عايشه التنظيم الآن.