رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

د هاني رسلان يوضح أسباب فشل الإخوان في السودان

جريدة الدستور

قال الدكتور هاني رسلان، رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية، ورئيس وحدة دراسات السودان بالمركز، أن الجبهة القومية الإسلامية التى كان يقودها حسن الترابى والتى قامت بانقلاب عام ١٩٨٩، وهى التي تعتبر التنظيم الإخوانى الرئيسى فى السودان، قامت بإدخال بعض التكتيكات السياسية والإدارية التي تتوائم مع ظروف السودان من وجهة نظرة.

وتابع: وبالتالى هم يحكمون منذ ثلاثين عاما، ومن ثم أخذوا فرصتهم كاملة وإلى آخر مداها، وطبقوا استراتيجية التمكين التى كان إخوان مصر يسعون إليها، ومنعوا دخول أى طالب إلى الكلية الحربية السودانية إلا من ابناء التنظيم الإخوانى، وفعلوا ذلك أيضا فى القضاء والخدمة المدنية والجهاز الأمنى، وعلى المستوى الاقتصادى حيث أصبح رجال الأعمال ( الكيزان ) هم المسيطرين على السوق بالكامل عبر شركاتهم ومؤسساتهم

وأضاف في تصريحات لـ" أمان" أن نتيجة ما حدث في السودان يرجع لعدة أسباب وهي: فشل كامل على كل الأصعدة، وقتل مئات الآلاف من السودانيين فى دارفور وجنوب كردفان وجبال النوبة، ونشر الحرب الأهلية فى البلاد، مع تمزيق النسيج الوطنى، وانتشار الفساد الهائل غير المسبوق ونهب مقدرات وثروات السودان التى استباحوها.

وأردف قائلًا: وفوق ذلك دمروا الاقتصاد السودانى تدميرا كاملا،كنتيجة حتمية لتصرفاتهم وقيادهم، فانهارت العملة السودانية، ولم بعد الناس يجدون الوقود، ولا الخبز، فى بلد كان من المفترض أن يطعم العالم العربي ومن ثم فإن ثورة الشعب السودان. على هذا الحكم سواء تحت قيادة البشير أو ابن عوف هى ثورة ضد فشل الإخوان وفسادهم وكذبهم.

وأوضح رسلان أن هذا النموذج الذى تقدمة التجربة الإخوانية فى السودان، هى بمثابة البينة التى تقطع قول كل خطيب، والتى تجسد فساد الفكرة وهشاستها وخطلها، وأنها مجرد شعارات فارغة من أى مضمون، وهدفها الوحيد هو استخدام الدين للوصول إلى السلطة.

لافتا أنه بعد ذلك لا يعبأون بالدين ذاته فى ممارساتهم وافعالهم التى تتسم بانتهازية لا سقف لها، هدفها الوحيد الاستمرار فى الامساك بالسلطة والاستمرغر فى نهب كل موارد البلاد من بترول وذهب وغيرها لصالحهم الخاص، مع انحطاط أخلاقى لا مثيل له، كان يمتد إلى اغتصاب معارضيهم فى غرف التعذيب وبيوت الاشباح، لكسر عزيمتهم واذلالهم.

وأشار إلي أن هذه وقائع ثابتة يعرفها أى متابع للشأن السودانى، والمحال لا يتسع ليرد م أن الأمثلة من مخازى هذا النظام الذى تحول إلى طغمة فاسدة، فى الوقت الذى يرددون فيه دون حياء فى خطاباتهم المعلنة: " لقد جئنا لكى نربط الأرض بقيم السماء ".

ويري رسلان أن  الجماعة تسعي الأن عبر قنواتها فى تركيا وعبر المحور القطرى التركى المساند لهم، لتصوير أن الانتفاضة فى السودان هى ضد البشير" وهو عضو منظم فى الإخوان منذ عام ١٩٦٩ )، وليست ضد الحكم الإخوانى الفاسد والفاشل.

وقال أن أحد الشعارات الأساسية للمحتجين والمعتصمين فى كل مدن السودان هو " اى كوز ندوسة دوس ".. والكوز وجمغها " كيزان " هى التسمية الشعبية فى السودان للإخوان، فى مقابل تسميتهم فى مصر ب " الخرفان".