رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفاصيل ترحيل الإخوان من ماليزيا لمصر

جريدة الدستور


كشف نور الدين عبد الكريم كاتب وباحث أردني، عن أسباب التي دفعت السلطات الماليزية إلى ترحيل أربع شباب من جماعة الإخوان الإرهابية إلى مصر.

وقال عبد الكريم في مقال نشره على موقع "الجزيرة"، إن "من المعروف أن السلطات الماليزية تقوم بين كل فترة وأخرى بحملات تفتيشية تستهدف المناطق والتجمعات التي يكثر فيها الأجانب، وذلك بغرض التأكد من قانونية وصلاحية إقامة الجميع، وهو إجراء رسمي روتيني معروف تتبعه أغلب الدول، وقد ذكر لي بعض الأصدقاء أن حملة من هذه الحملات قد تمت في منطقة "تامان ميلاتي"، القريبة من الجامعة الإسلامية قبل حوالي شهر، وأنه تم خلال هذه الحملة إلقاء القبض على ما يزيد عن 25 شخص من مختلف الجنسيات العربية والغير عربية، وتم إطلاق سراح كل من تم التأكد من سلامة وضعه حسب قانون الهجرة، وقرأت وقتها بعض التعليقات ممن كانوا على قرب من المعتقلين أن الشرطة الماليزية تعاملت معهم بشكل لائق وقانوني. وكان هؤلاء الشبان الأربعة من ضمن المعتقلين في هذه الحملة".


الترحيل لأسباب أمنية
وأضاف "تمكنت من جمع بعض التفاصيل حول هؤلاء الشبان، فهؤلاء الأربعة مقيمون في ماليزيا منذ ما يزيد عن أربع سنوات، واثنان منهما طالبان في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، هما: عبد الله محمد هشام مصطفى، وعبد الرحمن عبد العزيز أحمد مصطفى. أما الآخران: محمد عبد العزيز فتحي عيد، وعزمي السيد محمد إبراهيم، فيعملان في التدريس، الأول يدرس اللغة العربية، والثاني مدرس تجويد، وبالاضافة إلى ذلك، يعملان في السمسرة لتأجير الشقق والبيوت".

وتابع: "وقد حدث أن قدم إلى ماليزيا ضيف مصري وجار سابق لأحد الطالبين، فقام كل من عبد الله محمد، وعبد الرحمن عبد العزيز بمساعدة ابن بلدتهما في ترتيب موضوع سكنه وإقامته مؤقتاً ريثما يستتب أمره، فقاما بكراء سكن له عن طريق محمد عبد العزيز فتحي، وقاما كذلك باستخدام اسمائهما وجوازات سفرهما لاستقبال بعض الحوالات المالية له. ثم تبع ذلك أن جاء صديقان آخران، وطلبا نفس المساعدة، فقدماها لهما عن طريق عزمي السيد".

واستطرد "بعد ذلك بفترة، سافر هؤلاء الضيوف إلى تايلند، وهناك تم اعتقالهم، حيث تبين أنهم قد قدموا إلى ماليزيا بعد أن كانوا في السودان، وقد غادروها بطلب من السلطات هناك، لشبهات أمنية، فقد اتضح أنهم قدموا إلى السودان من ليبيا، وأنهم كانت لهم ممارسات مشبوهة هناك، وأنهم كانوا تحت المراقبة دولياً. وبمجرد إلقاء القبض عليهم قاموا بالاعتراف عن كل من قام بمساعدتهم وتوفير السكن لهم في ماليزيا، وهو ما أثار الشكوك حول هؤلاء الشبان، وقد تمكن أحد هؤلاء المعتقلين من أخبار زوجته أثناء زيارتها له ببعض هذه التفاصيل، حيث اتضح له سبب اعتقاله هذا أثناء اجراءات التحقيق معه".

واستكمل: "تذكرنا هذه القصة بحكاية مشابهة، حدثت في فترة ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، حيث تم اعتقال مواطن هندي في استراليا وتم توجيه شبهة الانتماء لتنظيم القاعدة له وذلك بسبب مساعدته لبعض ضيوفه، من خلال توفير شريحة هاتف لهم، ليتضح فيما بعد أن هؤلاء الضيوف منتمون لهذا التنظيم، وأنه قد لحقه ما لحقهم بسبب محاولته إظهار شيء من واجب الضيافة وكرمها لهم".