رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشاباك يكشف أسرارًا جديدة عن عملية اغتيال "عياش" مهندس متفجرات حماس

جريدة الدستور

كشف جهاز المخابرات الإسرائيلي "الشاباك" تفاصيل جديدة عن عملية اغتيال المهندس يحيى عياش عام 1996.

وقال آفي ديختر، الرئيس السابق للجهاز، في مقابلة إذاعية، اليوم الخميس، إن التخطيط لعملية اغتيال عياش استغرق 8 أشهر من العمل الاستخباري الشاق، وعلى مدار الساعة من خلال رصده.

وأكد ديختر، الذي شغل في ذلك الوقت منصب قائد المنطقة الجنوبية في الشاباك، وهو المسئول المباشر عن عملية التصفية، أنه وقبيل التخطيط للاغتيال عبر جهاز الهاتف النقال، جرى التخطيط لقتله عبر جهاز فاكس يمكن أن يستخدمه خلال زياراته لمنطقة شمالي قطاع غزة، وذلك في الوقت الذي تركز وجوده في منطقة خان يونس، بالنظر إلى تواجد القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف هناك، لكن هذه الطريقة جرى استبعادها بالنظر إلى تعقيدها وعدم معرفة ساعة تواجد عياش في المكان الذي سيدخل إليه جهاز الفاكس.

وقال ديختر: قررنا اغتيال عياش عن طريق التفجير، وجرى التواصل عن طريق عميل قريب من أحد مساعدي عياش، وتم تزويده بجهاز هاتف محمول غير مفخخ ليتعود عليه.. حسبما أوردت وكالة صفا للأنباء.

وبعد التدريب تم استبدال الهاتف بآخر مفخخ بعد تمرير تبريرات وحجج حول استبداله أمام عياش، وبالفعل جرى استبداله وتم الاستعداد للعملية عبر طائرة دون طيار وأجهزة تحكم عن بُعد، وتبين للشاباك من خلال متابعة الهاتف السابق أنه يتحدث مع عائلته في كل يوم جمعة.

وفي أحد أيام الجمع، بدأ عياش الاتصال مع عائلته، فحاول خبراء التقنية لدى الشاباك إغلاق الدائرة والتسبب بانفجار العبوة الصغيرة المرفقة بالهاتف دون جدوى، فجرى تخفيض ارتفاع الطائرة المسئولة عن العملية فوق الحي الذي تواجد فيه عياش لتحسين الإشارة دون فائدة، فصدم ضباط الشاباك.

وواصل رئيس الشاباك حديثه عن العملية، قائلًا إنه جرى استعادة الهاتف النقال بطريقة ما، وتم فحصه من جديد ليتبين وجود خلل في بعض مكوناته ما تسبب بتعطيل التفجير، وجرى إصلاحه وإعادته إلى العميل القريب من أحد مساعدي عياش مرة أخرى.

وفي نهاية المطاف، وخلال اتصال عياش مع والده في أحد أيام الجمعة، وفي الخامس من ينايرعام 1996، جرى تفجير الشحنة المتفجرة المتواجدة داخل الهاتف النقال، واستشهد قائد كتائب القسام يحيى عياش.

ولفت "ديختر" إلى أنه وفي الوقت الذي نجحت فيه عملية تصفية "عياش"، كانت عملية موازية لتصفية محمد الضيف، قائد كتائب القسام الجناح العسكري لحركة (حماس)، ولكنها فشلت، وذلك بعد توافر فرصة لتصفيته بعد تصفية عياش بساعات.

ويعد يحيى عبداللطيف عياش- الذي يلقب بـ"المهندس"- مهندس متفجرات ومن أبرز قادة كتائب القسام حتى اغتياله، ولد ببلدة رافات في محافظة سلفيت بالضفة الغربية عام 1966، حاصل على شهادة البكالوريس في الهندسة الكهربائية.

كان يتنقل بين الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، ووقف خلف العديد من العمليات التي جرت داخل الأراضي المحتلة عام 1948، وقتل فيها عشرات الإسرائيليين، ما جعله المطلوب رقم (1) لقوات الاحتلال التي لاحقته، وتمكنت من اغتياله بواسطة هاتف نقال مفخخ في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.