رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبو حمزة الكردي يروي في اعترافاته عن أسوأ معاملة "داعش" لـ"البيشمركة"

جريدة الدستور

بعد أيام من إلقاء القبض على القيادي الداعشي المدعو "جمال خليل طه زناد المشهداني"، الملقب بـ"أبو حمزة الكردي"، أحد قياديي الصف الأول في تنظيم داعش الإرهابي، في العاصمة العراقية بغداد، اعترف بأسوأ الأمور التي قام بها التنظيم الإرهابي في أسراه البيشمركة أثناء تواجده في العراق.

وقال "أبو حمزة الكردي"، المولود في مدينة بغداد عام 1973، وتخرّج من كلية الأمن القومي عام 1992، والي ما يسمى "ولاية كركوك"، خلال اعترافاته أمام محكمة تحقيق الكرخ المختصة بقضايا الإرهاب، إن السبب والهدف الرئيسي في قيام التنظيم الإرهابي بالتجول بأسرى "البيشمركة" في العراق وهو في أقفص حديدة كان لرفع الروح المعنوية لمقاتلي التنظيم الإرهابي هناك.

وأوضح القيادي الداعشي، أنه خلال تواجده مع التنظيم الإرهابي كوالي لما يسمى بـ"ولاية كركوك"، أصدر أوامره بفتح جبهات قتال ضد قوات البيشمركة المرابطة للمناطق المحاذية لولاية كركوك لتخفيف تقدمهم، وتم استخدام الأسلحة المختلفة والسيارات المفخخة، وقد شارك في هذه المعركة 700 مقاتل تكبد التنظيم خلالها خسائر كبيرة بالارواح والمعدات.

وأكد "أبو حمزة الكردي"، أنه خلال المعركة تم أسر 18 ضابطا ومنتسبا من قوات البيشمركة الكردية وبعدها تم وضعه في أقفاص حديدة إضافة إلى ثلاثة أسرى أخرين وإلباسهم بدلات خاصة بالمعتقلين والتجوال بهم داخل قضاء الحويجة وتصويرهم.

ولفت القيادي الداعش، إلى أن التنظيم الإرهابي قام بنشر إصدار مرئي للأسرى البيشمركة وعرضه لرفع معنويات العناصر الداعشية التي كانت قد انخفضت بسبب الخسائر التي تعرضوا لها، مؤكدًا أن التنظيم قام بنقل الأسرى إلى نينوى خوفًا من الإنزالات الجوية التي تنفذها القوات العسكرية.

وعن التحاقه بالتنظيم الإرهابي، قال "الكردي"، إن المدعو "أبو زيد" فاتحه في موضوع الإنتماء للتنظيم الإرهابي، وتحديدًا في ولاية شمال بغداد، كونه أحد أحد القياديين في هذه الولاية، وطلب منه ترديد البيعة الخاصة التي يجب أن يرددها كل من ينتمي للتنظيم.

ولفت القيادي الداعشي إلى أنه بعد مبايعة التنظيم الإرهابي، تم تنصيبه معاون مسؤول التوبات في ولاية شمال بغداد، مشيرًا إلى أن عمل تلك اللجنة هي أخذ التوبات من عناصر التنظيم الذين كانوا يعملون مع القوات الأمنية، واعلان التبرئة بشكل كامل، وتسليم ما بذمته لداعش.

وكشف القيادي الداعشي، خلال اعترافاته، أنه التقى بزعيم التنظيم الإرهابي، أبو بكر البغدادي، خلال اجتماع ضمً كل الولاة في داعش، وكان الاجتماع في نينوى، لافتًا إلى أنه استغرق يومين استعرض فيهما أبرز المعوقات وضرورة حث المواطنين على الانتماء للتنظيم الإرهابي.

ونوه إلى أن "البغدادي"، اجتمع به على انفراد وطلب منه رفع مواقف شهرية إلى اللجنة المفوضة للإطلاع على عمل الولاية، والنتائج التي تم تحقيقها، موضحًا أنه في هذه الأثناء سلّمه "البغدادي" مبلغًا من المال مكافأة على الإنجازات التي تحققت في ولاية شمال بغداد.

وعمل "أبو حمزة الكردي"، ضابطًا سابقًا في الجيش العراقي، واعتقل من قبل القوات الأمريكية، عام 2006، وأطلق سراحه منتصف عام 2011.

والتحق الكردي بتنظيم داعش الإرهابي فور ظهوره، وشغل منصب ما يعرف بـ"والي بغداد"، ونقل للعمل فيما يعرف بـ"ولاية كركوك" ثم إلى سوريا بداية عام 2015، من قبل ما تعرف بـ"اللجنة المفوضة"، التابعة للتنظيم الإرهابي، وتم تعيينه في الإدارة العسكرية المسؤولة عن ديوان الجند والإشراف على جيوش الولايات، وشارك القيادي الداعشي مع التنظيم الإرهابي معارك عدة أبرزها معركة مدينة تدمر من خلال تقديم الدعم والإسناد.

ونصب القيادي الداعشي "أبو حمزة"، مناصب عدة بين عامي 2015 و2017، إبان تواجده في سوريا مع التنظيم الإرهابي، منها "أمير الإدارة العامة للمعسكرات داخل التنظيم، وفوج القعقاع، والمكتب المركزي لإدارة السجون"، وإداري عام في ديوان الجند إبان إعلان التنظيم الإرهابي فرض التجنيد الإجباري في محافظة دير الزور، ما أدى لاعتقال مئات الشباب وفرار الآلاف.

وهرب أبو حمزة الكردي من سوريا عبر الشمال السوري إلى مدينة أورفا التركية ومنها الى العاصمة بغداد مجددًا، لستقر بها ويتم القبض عليه من قبل القوات العراقية.