رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إخواني منشق يكشف انقسامات أعضاء الجماعة في السجون

جريدة الدستور

علق عمرو عبد الحافظ، القيادي الإخواني المنشق، على أوضاع أعضاء الجماعة في السجون، قائلا: بعد مرور أكثر من خمس سنوات على عزل مرسي وصدام الإخوان وأنصارهم مع مؤسسات الدولة؛ أستطيع من واقع تجربتي أن أقسم سجناء الإخوان وأنصارهم إلى عدة أقسام قسم أول مازال على ما هو عليه من أفكار وقناعات.. وقسم ثان أصبح أكثر تطرفا وأشد ميلا إلى العنف، وربما ينقم على الإخوان لأنه يريد جرعة أعلى من العنف، وبعض هؤلاء أصبح أشد ميلا إلى داعش مثلا.. وقسم ثالث أصبح أكثر برجماتية، يرى أن الجولة انتهت لصالح الدولة، وأن على الإخوان أن ينهوا هذه الأزمة ليخرجوا من السجون والعزلة إلى آفاق الحياة ليحاولوا من جديد.. وقسم رابع أرهقه السجن ويئس من قدرة الإخوان على المواجهة، يريد أن يخرج من السجن لينزوي بعيدا، ولسان حاله "توبة إن كنت أواجه تاني توبة"!.

وأضاف في تصريحاته الصحفية: هذه الأقسام الأربعة لم يغادر أيّ منها دائرة الجماعة.. مازال داخلها فكريا.. القسم الأول كما هو.. والثاني صار أكثر تطرفا داخل نفس الدائرة.. والثالث ذكي يريد التقاط الأنفاس، فقط حتى يتمكن من إعادة المحاولة.. والرابع فقد القدرة على الصمود، ولكنه سوف يتشجع إذا ما نجحت الجماعة في إعادة المحاولة كما يريد القسم الثالث.

وتابع: حينما تنظر الدولة إلى القسمين الثالث والرابع؛ فربما تعتقد أنها نجحت تماما في مواجهة الإخوان.. هي نجحت بالفعل، ولكنه نجاح جزئي.. نجحت في أن يقتنع هؤلاء بتصفير الصراع الحالي.. ولكنها لم تنجح بعد في إبعاد هؤلاء عن دائرة الصراع بالكلية.. إنهم فقط يترقبون اللحظة المواتية كي يعيدوها سيرتها الأولى..

واستطرد في تصريحاته: السجون تقمع المتطرفين.. ولكنها لا تعالج التطرف.. بل قد تخرج لنا الأشد تطرفا بعد حين.. ينبغي أن تتحول السجون إلى مستشفيات تعالج التطرف.. يدخلها المتطرف ليخرج بعد حين وقد تعافى من تطرفه..فحالتي وحالة زملائي الذين شاركوني رحلة المراجعات الفكرية؛ حالة استثنائية.. فلم نبق على نفس الحالة كالقسم الأول.. ولم نصبح أكثر تطرفا كالقسم الثاني.. ولم نفكر ببرجماتية كالقسم الثالث.. ولم يضعفنا السجن كالقسم الرابع.. بل خضنا رحلة مراجعات فكرية شاملة، نقلتنا إلى خارج دائرة التطرف تماما.. فعلنا ذلك بقرار ذاتي، ولم تعرف الدولة شيئا عن تجربتنا إلا بعد أن نشرنا نتائجها في وسائل الإعلام.