رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

علي جمعة: التجديد يكون بخدمة التراث بقصد فهمه واستيعابه

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

قال الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن عصرنا الذي نعيش فيه نحن في أحوج الحاجة لمثل هذا التجديد حتى نعيش الواقع الذي حولنا، ونحقق مقاصد الشرع الشريف من غير شطط بترك النصوص القطعية، ومن غير خروج من هويتنا، ومن غير تخلف عن مواكبة عصرنا، والتفاعل معه، والتأثير فيه، وهي مسألة شديدة التعقيد، شديدة التركيب، شديدة الصعوبة.

وأضاف د. جمعة- في كلمته بالجلسة النقاشية الأولى بمؤتمر الإفتاء العالمي حول "الأصول المنهجية للفتوى"- أن كثيرا من العلماء الكبار استشعروا أن علوم الشريعة بدأت في النكوص أو التراجع عن مواكبة عصره، لهي ذات الضرورة التي تجعلنا في مواجهة مع تجديد علوم الشريعة وإحيائها وتفعيلها من جديد كالإمام الغزالي والسيوطى وغيرهما فألفوا كتبا في إحياء سنة الاجتهاد.



ونبّه د. علي جمعة على أن كل تجديد وإبداع لا بد فيه من شطط، وهذا هو نصيب الرواد، دائما يقعون في بعض الشطط، ودائما توجه إليهم أسهم النقد والتجريح، ولكنهم يأخذون ثواب تحريك المياه الراكدة، وإثارة حفيظة العلماء على إعمال العقل والاجتهاد، للرد ولمواجهة الفكرة بالفكرة، والإبداع الموازي، ثم يقبلون بعض التجديد ويرفضون بعضه، فتتحرك الأمة نحو آفاق فكرية جديدة عما كانت جامدة عليه، وهذا أمر محمود شرعا وغير مذموم، فإن النظر يزيد الإيمان، ولا يضره.

وأضاف أن التجديد يكون بخدمة التراث بقصد فهمه، واستيعابه، وتيسيره للدارسين، وكذلك فإن تحرير المصطلح ومعالجته من الأهمية في حركة التجديد حيث إنه يجمع أحكام العلم، ويحدد حقائق مسائله، فيخرج ما يلتبس منها، ويبين الواقع المراد نقله إلى ذهن السامع، ثم الاعتناء بشرح المصطلح بدقة حتى يصبح معيارا صحيحا للفهم، وقادرا على نقل الصورة الصحيحة.

واختتم الدكتور علي جمعة كلمته بقوله: ينبغي علينا كلما رأينا إبداعا ألا نقتله في مهده، ونحارب صاحبه ونوبخه، بل ننظر فيه ونرده إلى مبادئ العلم والمنهج، ونأخذ منه ما كان منضبطا ونافعا، ونترك ما دون ذلك، ونعذر صاحبه.