رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد القبض عليه.. هل باعت "القاعدة" هشام عشماوي؟

هشام عشماوي
هشام عشماوي

في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء الماضي، أعلن الجيش الليبي عبر متحدثه العقيد أحمد المسماري، عبر نبأ عاجل يؤكد فيه القبض على قائد تنظيم "المرابطون"، التابع لتنظيم القاعدة الإرهابي، هشام عشماوي، وذلك في درنة قبل هروبه منها، ويرافقه مجموعة من قادة التنظيم، من بينهم زوجة الإرهابي عمر رفاعي سرور المقتول في ليبيا منتصف العام الحالي.

إلى هنا نجحت القوات الليبية، وبدأت المفاوضات المصرية الليبية للحصول على الإرهابي، خاصة أنه مصري ومتهم في العديد من القضايا الإرهابية، كما أنه كان ضابط سابق بالقوات المسلحة، وأسس تنظيمات إرهابية شاركت في توجيه العداء للدولة.


ومع مرور أسبوع على العملية ووضعه في السجن الليبي، بدأت التحقيقات معه داخل النيابة، للاطلاع على أقواله، خاصة أنه أحد أهم الشخصيات الإرهابية التي نجحت القوات الأمنية الدولية فى القبض عليه حيًا، وهو ما يجعله صيدًا ثمينًا، والغريب أنه حتى الآن لم يتحدث تنظيم القاعدة عن هشام عشماوي، لا عبر منصاته الإعلامية ولا حتى في الكلمة التي خرج بها قائد التنظيم أيمن الظواهري.

وهذا ما تم توجيهه لخبراء في ملف الحركات الإسلامية، الذين أكدوا أن تنظيم القاعدة كعادته لا يفضل الحديث عن أي من قادته حال وقوع القبض عليهم، كما أن تنظيم القاعدة قليل الظهور في الإعلام.

يقول محمد كمال، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن سقوط هشام عشماوي في أيدي قوات الأمن الليبية ومن ثم تسليمه لمصر يعد ضربة قوية في جبين التنظيمات الإرهابية، وهو ما لا تريد التنظيمات الإرهابية الاعتراف به من خلال إصدار بيانات أو الحديث عن قادتها المقتولين أو المقبوض عليهم.

وأضاف كمال، في تصريح خاص، أن تنظيم القاعدة الإرهابي لن يتحدث عن عشماوي، لعدم الاعتراف بالعلاقة المتبادلة به، وأنه كان قائد التنظيم في منطقتي ليبيا ومصر، وذلك من خلال تأسيسه عدة تنظيمات متعددة، كذلك الخوف من المعلومات التي قد يدلي بها عشماوي في تحقيقاته.

فيما قال الخبير في شئون التنظيمات الإرهابية، سامح عيد، إن هشام عشماوي متهم في 52 قضية، شهداؤها يتخطى عددهم الـ500 فرد، فضلًا عن أنه يعد مخزنا كبيرا للمعلومات.

وأوضح عيد، في تصريحاته الصحفية، أن عشماوي يعد همزة الوصل بين تنظيم القاعدة والعناصر المتطرفة في إفريقيا كلها، كما أنه رفض مبايعة "داعش"، واستمر على ولائه لتنظيم القاعدة، وكان من الصعب استمراره في سيناء وإلا كان سيُقتل فاضطر إلى الانتقال إلى ليبيا.

ولفت إلى أن تنظيم القاعدة باع عشماوي في العلن، لكنه سيقدم له جميع الإمكانيات والمحاولات من خلال اقتحام السجون أو غيرها لفك أسره.