رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القاعـدة وطالبان التقارب المشروط

جريدة الدستور

الـقـاعـدة وطـالـبــان التقارب المشروط
إشكالية "البيعة" بين البقاء والنقض

• ما نقاط الاختلاف بين "التنظيم" و"الحركة"؟
• ما دور تنظيم القاعدة في اضطراب محاولات الهدنة بين طالبان والحكومة الأفغانية؟
• هل عكست مفردات بيعة التنظيم تخوفًا من الحركة؟
• تحليل الهجمات الإرهابية لكل من طلبان والقاعدة من يناير إلى يونيو 2018.
• ما تحليل نشاط التنظيمات الإرهابية في أفغانستان وما حولها؟
• كيف يمكن قراءة بيعة الظواهرى لطالبان؟

نشر المركز العالمي لمكافحة التطرف "اعتدال"، التابع للمملكة العربية السعودية، دراسة بعنوان "الـقاعدة وطالبان التقارب المشروط " تناول فيها المركز إشكالية (البيعة) بين البقاء والنقض بن الحركتين، وقصة الخلاف المستتر بين الحركتين، ثم رموز الخلاف بين القاعدة والحركة أمثال الملا محمد اختر، وأيمن الظواهري زعيم القاعدة الحالي، وحمزة بن لادن نجل زعيم القاعدة، والخليفة المتوقع لتنظيم القاعدة، ثم صدي الفتاوي التكفيرة وعلاقتها بالعمليات العسكرية ويستعرض "أمان" أهم موضوعات الدراسة في هذا الملف بعنوان "القاعدة وطالبان التقارب والتباعد" وإلي تفاصيل الدراسة : ــ 


بين الحركة والقاعدة
مدخل..

تعد خارطة العلاقة بين تنظيم القاعدة وحركة طالبان في أفغانستان أكثر تعقيدًا وتشابكًا وتضاربًا مما تبدو عليه ظاهريًا، فرغم محاولاتهما معًا إخفاء أي مظاهر للخلاف، إلا أن ثمة معطيات تؤكد حدوثه وإن كان بشكل مستتر مع ترجيح ظهوره للعلن بصورة أكثر وضوحًا قريبًا، خاصة مع وجود إشارات أصدرتها حركة طالبان خلال الأعوام السبعة الأخيرة تفيد "عدم رضاها "عن منهج القاعدة المختلفة معها عقائديًا وسياسيًا واستراتيجيًا، حتى وإن تعمد زعيم التنظيم أيمن الظواهري اختيار مفردات دقيقة ومباشرة في بيعة القائد الجديد لحركة طالبان هبة الله أخونزاده، بعد اغتيال سلفه أختر منصور في 2016، والذي أكد فيها أنهم (على العهد باقون).

مشهد الخلاف المستتر بين الحركة والقاعدة

مشهد الخلاف المستتر بين تنظيم القاعدة وحركة طالبان ليس طارئًا، بل هو ملموس منذ تأخر التنظيم في إعلان البيعة لقائد الحركة السابق أختر منصور، وما تكون لدى قادة طالبان من صور ذهنية حول ضعف خلف أسامة بن لادن أيمن الظواهري، وهو ما يحاول الظواهري تداركه الآن باعتبار طالبان هي الحاضنة لجزء من قيادات التنظيم حيث تتوزع هذه القيادات ما بين أفغانستان وإيران. ورغم المصير المشترك للتنظيم والحركة في أفغانستان ظاهريًا، إلا أن ثمة خلافات جوهرية بين الجانبين من أبرزها:-

التمايز الأيديولوجي بين التنظيم والحركة، فالقاعدة لا تعترف بالحدود أو الأوطان، فيما تعتبر طالبان نفسها حركة تحرير وطنية محلية نشأت في فترة الصراع بين من يسمون بـ"أمراء الحرب" عام 1996.

الاختلاف العقدي بين الجانبين، فالقاعدة تزعم انتماءها للمذهب السلفي الجهادي، وطالبان تتبع المدرسة الديبوندية التابعة للمذهب الحنفي.

الاختلاف في استراتيجية الجانبين، فالقاعدة ترى أنها تنطلق من رؤية توحيد العالم الإسلامي وعدم الاعتراف بجغرافياته أو سياساته، فيما تعلن طالبان التزامها التام بالعمل فقط داخل أفغانستان، وهي إحدى نقاط الخلاف بين الظواهري، ومنصور، خاصة فيما يتعلق بشن هجمات للقاعدة في بعض الدول الإسلامية، أو في الدول الحليفة لها.

الخلاف في قوميات عناصر الجانبين، فالقاعدة لا تشترط أى جنسية أو قومية محددة لقيادتها، على عكس طالبان التي يغلب على قياداتها الداخلية انتماؤهم للقومية البشتونية.

الخلاف السياسي، فالقاعدة ترفض أي مصالحات أو مقاربات مع الحكومات الإسلامية، فيما ترى طالبان أهمية المواءمات السياسية، وترى أن ارتباطها بالقاعدة يمثل عقبة رئيسة أمام أي مكاسب سياسية في أفغانستان.

كشف حمزة نجل أسامة بن لادن في 2010 أن الاتفاق مع طالبان يتوقف على (الضرورات والمصالح) التي تبيح هذا التقارب.

وترى قيادة طالبان أن أيمن الظواهري فشل في قيادة القاعدة بعد أسامة بن لادن.