رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالأسماء.. الجامعة الأمريكية المفتوحة.. بوابة الإرهابية لمنافسة الأزهر

جريدة الدستور

بعد إغلاق جامعة تابعة للإخوان في موريتانيا

بدائل الإخوان للسيطرة علي التعليم الجامعي في مصر والعالم العربي



تعتبر المؤسسات التعليمية، أهدافا دائمة لجماعة الإخوان المسلمين، لغرس أفكارها ونشر مناهجها بين الطلاب ويا حبذا لو لو تم تأسيس المعهد العلمي أو الكلية من الأصل على يد اتباع الجماعة مثلما هو الحال مع "جامعة عبدالله ياسين" الموريتانية التي يترأسها الداعية الإخواني الشهير محمد الحسن ولد الدودو الشنقيطي، والتي أعلنت السلطات الموريتانية إغلاقها الأربعاء الماضي.

فتح إغلاق الجامعة الإخوانية بموريتانيا ملف المؤسسات التابعة للجماعة في مصر، ومازالت تعمل تحت مسميات مختلفة، من أبرز هذه الكيانات ما يعرف بـ "الجامعة الأمريكية المفتوحة" والتي تأسست عام 1995، في الحي السابع بمدينة نصر.

الجامعة الأمريكية المفتوحة

تأسست الجامعة الأمريكية المفتوحة في عام 1995 وكانت أول جامعة في الغرب لتقديم الدراسات الإسلامية من خلال نظام التعليم عن بعد، ولها عدد من الفروع في العالم، وكلها تصب في مركز رئيسي واحد على صلة وثيقة بمجلس فقهاء المسلمين بالولايات المتحدة الأمريكية وعدد من المؤسسات التابعة لجماعة الإخوان في أمريكا، وللجامعة عدة فروع منتشرة في الكثير من دول العالم أبرزها مصر، وتظهر في مسميات مختلفة اشهرها الجامعة الأمريكية المفتوحة.

المؤسسون

بدأت الدراسة بالجامعة في يناير 1996م برئاسة القيادي الإخواني البارز صلاح الصاوي الأمين العام لمجمع فقهاء الشريعة بأمريكا، وظل الصاوي رئيساً للجامعة ونائباً لرئيس مجلس أمنائها منذ تأسيسها عام 1995 حتى عام 2004 م، كما ترأس الجامعة أيضا القيادي بحركة التحرير الإسلامي بالسودان جعفر شيخ إدريس ذي الميول القطبية.

الإخوان في الجامعة

هيمن التيار القطبي الإخواني على الجامعة في مصر منذ تأسيسها، وسقطت في يد قسم نشر الدعوة بالجماعة، التي حرصت على أن يكون أغلب إن لم يكن كل هيئة التدريس من المنتمين للإخوان، أو المتعاطفين من الجماعة خاصة الذين يحملون الفكر القطبي من تلاميذ مدرسة سيد قطب التكفيرية.

ومن أهم وأبرز الأسماء التي عملت في الجامعة القيادي الإخواني جمال عبدالستار رئيس قسم نشر الدعوة بالجماعة، والدكتور صلاح سلطان أستاذ الفقه الإسلامي وعضو مجلس أمناء الجامعة.

الهيئة الشرعية للحقوق الإصلاح

وضمت الجامعة أيضا معظم قيادات ما كان يطلق عليه الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح ومنهم الدكتور محمد يسري إبراهيم، رئيس الهيئة وعمل وكيلا للجامعة الأمريكية المفتوحة، وكذلك الدكتور عبدالله شاكر عضو الهيئة الذي عمل محاضرا بها.


وتمنح الجامعة درجات علمية في المواد الشرعية تبدأ من البكالوريوس، والماجستير والدكتوراه، وفي أغلب الأحيان تستعين بأساتذة تابعين أو متعاطفين مع الإخوان من جامعة الأزهر، ومنها الواقعة الشهيرة لرسالة الدكتوراه المقدمة من الداعية الشهير محمد حسان.

فمن المفارقات أن الشيخ محمد حسان يعد أحد ابرز خريجي الجامعة الأمريكية المفتوحة، ففي إبريل 2012، وقد استأجر حسان قاعة في مركز المؤتمرات التابع لجامعة الأزهر لمناقشة رسالته المقدمة لنيل درجة الدكتوراه لفرع الجامعة الأمريكية المفتوحة وحصل على الشهادة مع مرتبة الشرف عن رسالته العلمية المقدمة بعنوان (منهج النبى فى دعوة الآخر).

أشرف على رسالة الشيخ حسان الدكتور صابر طه عميد كلية الدعوة بجامعة الأزهر وتشكلت لجنة المناقشة من الدكتور محمد العدوى الأستاذ بالجامعة، والدكتور طلعت عفيفى وزير الأوقاف السابق وعميد كلية الدعوة سابقا، والدكتور محسن عبد الواحد عميد كلية الآداب بجامعة القاهرة.

ونقلت قناة الرحمة الفضائية التابعة للداعية السلفي محمد حسان مناقشة الرسالة على الهواء وزعمت وقتها أنها في جامعة الأزهر التي نفت بعد ذلك مؤكدة أن الرسالة مقدمة للجامعة الأمريكية المفتوحة، وليس جامعة الأزهر.

مطالب بتدخل الأزهر

طالب الشيخ عبد الحميد الأطرش من علماء الازهر ورئيس لجنة الفتوى السابق في تصريح بضرورة التصدي لهذه الكيانات الموازية، مشيرا إلى أن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: إن الله يزع بالسلطان، ما لا يزع بالقرآن"، والأزهر هو المعني رسميا بتدريس العلوم الشرعية، ولا يجوز لأية جهة أخرى أن تشكل كيانا موازيا للأزهر يمنح الدرجات العلمية التي تمنحها جامعته للدارسين به، ولذلك ينبغي على الأزهر التدخل فورا لوقف هذا الكيان.

وأكد الأطرش أنه ليس معنى أن يكون في هذه الجامعة أسماء محسوبة على الأزهر الشريف أن ذلك يمنحها الحق في سرقة مجهود الأزهر الذي حافظ علي العلم الشرعي ونشر الوسطية.

وأشار إلى أن جماعة الإخوان اعتادت سرقة مجهود الآخرين، ومن الضروري الانتباه لمثل هذه الكيانات التي تنشر الفكر المتطرف، وتناقض المنهج الوسطي في الأزهر الشريف.

مفاجأة

وأشار أستاذ بجامعة الأزهر- رفض ذكر اسمه- إن الجامعة الأمريكية كانت تعطى شهادات معتمدة من الأزهر خلال فترة ترؤس الدكتور أحمد عمر هاشم لجامعة الأزهر بموجب بروتوكول تعاون بين الطرفين، برغم أن الجامعة لم يكن لها مكتب آنذاك بالقاهرة، مشيرا إلى أن هذا البروتوكول توقف العمل به، وبعد تأسيس مقر لها بالقاهرة بالحى السابع أسس فى عام 2006 توقف الاعتراف الأزهرى بها، وأوضح أن الخارجية المصرية والأمريكية تعترف بشادتها.

وقال المصدر أن هناك كيانات أخري تعمل في المجال نفسه وتمنح شهادات علمية موازية للأزهر منها جامعة بنما وتستغلها الجماعة الإرهابية في منح الشهادات لكوادرها، وكلها تصب في جهة واحدة وهي الجهة نفسها التي تتبع لها الجامعة الأمريكية المفتوحة.