رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفاصيل اجتماع "سيد قطب" مع الوكالة اليهودية في القدس عام 46

سيد قطب
سيد قطب

مفاجأة جديدة كشفها توحيد مجدي الكاتب الصحفي البارز والباحث في الشئون الإسرائيلية حول علاقات إسرائيل بقادة محسوبين على التيار الإسلامي وفقا لعدد من الوثائق الإسرائيلية التي تم تسريبها.

من ضمن هذه الشخصيات المفاجئة للجميع هو سيد قطب والذي أكد مجدي أثناء ندوته في "أمان" على وجود لقاءات بينه وبين الوكالة اليهودية التي كانت موجودة في القدس ومهدت لقيام دولة الكيان الصهيوني.

وعن هذه اللقاءات، قال توحيد مجدي في تصريحاته الخاصة لـ "أمان": علاقة سيد قطب مع إسرائيل قديمة وقبل إعلان دولة إسرائيل نفسها، وقد بدأت بسذاجة شخصية من سيد قطب عام 1946 عندما كان على رأس الوفد المصري المسافر للقدس من أجل تفعيل بروتوكول تعاون ثقافي وعلمي بين وزارة المعارف المصرية والمدارس العاملة في قلب فلسطين حتى يطبق المناهج المصرية في قلب فلسطين، لم يكن هناك أي صراع ظاهر ولا احتلال في تلك الفترة.

وأضاف: في هذه الفترة كانت الوكالة اليهودية تعمل بشكل طبيعي في فلسطين وكانوا موجودين في مصر بشكل طبيعي، ولم يكن لدى مصر مانع بشأن التعامل مع الوكالة اليهودية، ولهذا استدعت الوكالة سيد قطب وطلبوا منه تطبيق المناهج المصرية في المدارس العبرية الخاصة بالوكالة والتي تدرس اللغة العبرية، والعربية أيضا بهدف تسهيل التعايش بعد احتلال فلسطين، وطلبوا من سيد قطب باعتباره خبير مناهج دراسية أن يضع لهم منهج ملخص يدرس باللغة العربية للطلبة اليهود حتى يتعلموا اللغة العربية أسرع مما يتعلموها بشكل طبيعي.

وتابع: قابل سيد قطب، ديفيد بنجريون رئيس إسرائيل السابق والذي كان وقتها رئيسا للوكالة اليهودية وكان معجب جدا بـ "قطب" فعرض عليه أن يترك وظيفته في مصر في ظل مشاكله الكثيرة مع الموظفين الذين كانوا ينعتونه بالجنون للعمل مع الوكالة في القدس، وعرض عليه أضعاف مرتبه بشرط أن يقيم في القدس ويشرف بنفسه على المناهج العربية في المدارسة العبرية التابعة للوكالة اليهودية، الأمر الذي رفضه سيد قطب الذي لم يكن عنده استعداد أن يترك مصر لأحلامه الخاصة بها.

وأشار إلى أن لقاء سيد قطب بالوكالة اليهودية في هذه الفترة لم يكن يمثل بالنسبة له أي مشاكل لأنه كان ماسونيا وقد اعترف بذلك في مقال له عام 46 بعنوان "كيف صرت ماسونيا ؟" وهذا يعني أنه لم يك وقتها سيد قطب المفكر الإسلامي المعروف الذي احتوته جماعة الإخوان حتى لا ينازعها السيطرة على عقول البسطاء.