رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دراسة علمية.. ورقة ابن نوفل أول مَن آمن مِن الرجال

أرشيفية
أرشيفية

من الشخصيات التاريخية المثيرة للجدل، ورقة ابن نوفل، وقصته الشهيرة مع السيدة خديجة رضي الله عنها، عندما نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، وتبشيرها بنبوته وفرحه بذلك.

وأكثر الأسئلة التي أثيرت حول شخصيته، هل أعلن إسلامه أم لا؟ كما أثيرت حوله الكثير من الشبهات التي تطعن في نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم، من الكثير من المستشرقين وغيرهم، السطور التالية تسدل الستار حول هذه القضية.

حصل "أمان" على ورقة علمية بعنوان "بذل النصح والشفقة للتعريف بالسيد ورقة، لبرهان الدين الباقعي الشافعي، وهي منشورة ضمن دراسة جامعية، تحمل الاسم نفسه بتحقيق وشرح محمد محمد نبيل الطريفي، عن دار الفكر العربي في بيروت.

أكد فيها شارح الورقة أن هذا العمل "يثبت بعلمية واضحة لا غبار عليها أن ورقة بن نوفل رضي الله عنه كان أول من آمن بالرسول الكريم صلوات الله عليه".

وأشار إلى أن هذه الورقة "تعيد لهذا الصحابي الجليل مكانته الدينية التي هضمته إياها بعض الأقلام".

وقال المؤلف: ورقة رضي الله عنه ورد إسلامه بالأسانيد الضعيفة تارة، والحسنة تارة أخرى، بل والصحيحة المودعة في الصحيحين اللذين تقلتهما الأمة بالقبول، فصار مخالفهما مخالفا للأئمة سالكا غير سبيل الأمة".

وذكر أن من أدلة إثبات صحبته:

"تشوقه إلى استنباء محمد صلى الله عليه وسلم واستبطائه لذلك، وقوله إنه المبشر به في كتب الله تعالى القديمة، وإنشاده في ذلك الأشعار العظيمة، والثبات عند المفاجأة بالحقيقة بتصديق النبي صلى الله عليه وسلم في إتيان جبريل عليه السلام إليه، وتثبيته له في ذلك وعزمه علي الجهاد معه، إذا جاء وقته".

ونقل المؤلف أقوال من أقر إسلام ورقة ابن نوفل من العلماء فقال:

"وقال بإيمان ورقة، ابن حجر والبرماوي ومغلطاي والسهيلي والنووي في ذكره، وذكر زيد بن عمرو والتعجب ممن توقف في صحبته وإلزامه بأن جعله دون أهل الفترة في زعم كثير من الناس مع تحقق إشراكهم بالله".


من نقلوا إثبات إيمانه

قال المؤلف: فأما الذين نقلوا الأخبار الدالة على إيمانه، فالإمام أحمد بن حنبل والبخاري ومسلم وابن إسحاق، وابن هشام، وأبو زرعة الرازي والبيهقي وأبو نعيم والمحاملي والمسعودي والسهيلي والكلاعي ومغلطاي والناصر بن الفرات وغيرهم.

وأما رواة الأخبار الشاهدة بانه في الجنة فجابر بن عبدالله وعائشة وعبيد ابن عمير الليثي رضي الله عنهم وأبو ميسرة عمرو بن شرحبيل أحد المخضرمين ممن أدرك الجاهلية والإسلام ولكن لم يلق النبي صلى الله عليه وسلم.

ونقل ما ذكره ابن كثير عن محمد ابن ابي شيبة عن جابر رضي الله عنه بإسناد قال أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ورقة ابن نوفل، فقال: ابصرته في بطنان الجنة، عليه سندس".

وممن أثبت أن ورقة بن نوفل من الصحابة:

يقول أبو زرعة العراقى: "قال والدى رحمه الله فى نكت بن الصلاح : ينبغى أن يقال : إن أول من آمن من الرجال ورقة بن نوفل" ( طرح التثريب 4/ 197 ).

وقال السهيلى فى الروض الأنف: "ورقة قد ثبت إيمانه بمحمد عليه السلام" ( الروض الأنف 1/173 ).

ويقول ابن القيم الجوزية فى زاد المعاد: "واسلم القس ورقة بن نوفل ، وتمنى أن يكون جذعاً إذ يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه وفى جامع الترمذى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رآه فى هيئة حسنة . وفى حديث آخر أنه رآه فى ثياب بيض" ( زاد المعاد 3/21 ).

وورد عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه لما سُئل عن ورقة قال: "أبصرته فى بطنان الجنة عليه سندس ( مسند أبى يعلى 2/ 299 تحقيق وتعليق إرشاد الحق الثرى).