رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نكشف أسرار السلاح الأخير لتنظيم "داعش" الإرهابي في أوروبا

تعبيرية
تعبيرية

ارتفعت خلال الأشهر الأخيرة الأنشطة الإعلامية لتنظيم داعش الإرهابي على شبكة الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، وأرجع الخبراء ذلك إلى أن التنظيم الإرهابي بدأ بالفعل في الاعتماد على الترجمة المتخصصة، واللجوء إلى منصات إعلامية بديلة وأكثر تطورا بعد فقدان منصاته وقنواته الإعلامية، باعتبارها السلاح الأخير له في أوروبا.

وبالفعل فقد أكد مراقبون أن الخطاب الإعلامي للتنظيم الإرهابي في الفترة السابقة، بات أكثر احترافية وتنظيما عن ذي قبل وهو ما ظهر بوضوح في ترجمة كلمة زعيم التنظيم الأخيرة، إضافة إلى نمو نشاطه بشكل موسع، في شكل ترجمة دقيقة لبياناته، وإحصاءاته التي تصدرها مجلته الأسبوعية "النبأ".

وبدأ تنظيم داعش الإرهابي تغيير استراتيجيته في أوروبا مستخدما هذا السلاح الأخير، الذي يعتمد على تكثيف الدعاية لنفسه، وشهدت أغلب البلدان الأوروبية في الشهرين الأخيرين تطورا ملحوظا خاصا في أسلوب التنظيم الدعائي، الذي انصب على ترجمة إصداراته بشكل مكثف ومنها الرسوم البيانية والفيديوهات وكذلك ترجمة القرآن الكريم عبر وسائل متعددة ليتصل بكل أمور الحياة الخاصة بالمواطنين في أوروبا، بهدف تجنيد أكبر عدد ممكن من الذين يستهدفهم التنظيم، خاصة في كل من إيطاليا وفرنسا.
البداية

لم يكن هذا التحول وليد الصدفة، بل سبقه تمهيد وإعداد، وبالفعل فقد انتبه التنظيم إلى أن هناك عشوائية في الخطاب الإعلامي له، والذي بات يعتمد على البيانات الفردية، الأمر الذي استدعى التدخل وابتكار خطة جديدة حتى لا يخسر هذا السلاح المهم.

وبالرجوع إلى البيان الذي أصدره التنظيم في منتصف يوليو الماضي عبر منصاته على تليجرام تحت عنوان "تنويه إعلامي حول نسبة بعض المواد المكتوبة أو الصوتية والمرئية للدولة الإسلامية" يمكن اعتباره بداية لتغيير جديد في سياسة التنظيم الدعائية، ونص البيان على ما يلي:

"نؤكد أن أي مادة- سواء كانت مكتوبة أو صوتية أو مرئية- لا يصح نسبتها للدولة الإسلامية "أعزها الله" ما لم تنشر عبر منصات النشر الرسمية التابعة لديوان الإعلام المركزي، وأن المواد التي تنشر خارج هذه المنصات لا تمثل الدولة الإسلامية وولاياتها وإماراتها، وتوصي بعدم التفاعل معها أو نشرها، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل".



إحصاءات مجلة "النبأ"

وبالفعل، بدأ التنظيم الإرهابي في الاعتماد على شبكة واسعة من أنصاره لترجمة بياناته لكل من اللغات الإيطالية والفرنسية والألمانية والهولندية والإنجليزية وغيرها خاصة في منصتيه "غلبت الروم" باللغة الإيطالية، و"النور" بالفرنسية، وهو ما انعكس على انتشار ترجمات بياناته خاصة العدد الأخير من مجلته الأسبوعية النبأ بشكل متوازٍ، وبطريقة متشابهة في لغات مختلفة.

"غلبت الروم"

وذكرت تقارير إيطالية أن هذه الاستراتيجية لفتت نظر محللي الاستخبارات الذين اكتشفوها مؤخرا، وأكدوا أن هذه الخطة الجديدة الهدف منها استهداف أوروبا لتجنيد مزيد من الأتباع ، لدرجة أنه في الأيام الأخيرة كانت هناك مبادرات للتنظيم في إيطاليا متشابهة مع مبادرات أخرى في فرنسا، شملت ترجمات الرسوم البيانية والفيديو، وكذلك القرآن الكريم، وهو ما ظهر في إصدارات منصة "غلبت الروم" التابعة للتنظيم في إيطاليا ومثلها تماما حدث مع منصة "النور" الفرنسية.

بدأت أولى الإشارات بهذا المعنى في يونيو الماضي، عندما تمت ترجمة خطاب أبي الحسن المهاجر، الذي عرف بأنه المتحدث الرسمي باسم داعش، في أبريل الماضي، إلى الإيطالية، وكانت بعنوان " فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ"، ومنذ ذلك الوقت، ازدادت مثل هذه الإجراءات بشكل كبير، ولكنها تنتشر بمستويات غير مسبوقة من الجودة
وأرجع المحللون أن هذا التطور في استراتيجية التنظيم الدعائية في إيطاليا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، جاء بعد موجة الاعتقالات وطرد مؤيدي التنظيم، فطور التنظيم محتويات قنواته التقليدية التي كان يبثها عبر تليجرام إلى شكل جديد، أكثر احترافية، وبدأ التنظيم في استضافة ترجمات تقريبية لمن يمتلكون قدرة عالية على الترجمة المتخصصة، وتحول العمل من الاعتماد على الهواة الى التخصص الاحتراف.

ويراهن داعش على تطوير أسلوبه في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها السلاح الأخير له بعد إغلاق أكثر قنواته التقليدية في أوروبا.