عادل حبارة.. ذراع داعش المبتور بين حبال المشنقة

على أنقاض الرائحة الموت، بنى امبراطوريته الإرهابية، أوقاتًا بالقتل وأخرى بالتفجير، كل ذلك أسفل شعار "إقامة الشريعة"، إنه عادل حبارة، أخطر إرهابي في العصر الحديث، الذي حصل على عفو رئاسي من الرئيس المعزول محمد مرسي، بعدما وصل إلى الحكم، رغم تورطه في عشرات العمليات الإرهابية.

من مواليد عام 1983م، وولد بقرية الحفانوة مركز أبوكبير بمحافظة الشرقية، وظل يعيش بها حتى سافر إلي مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، في عام 2005م، والتحق بمدارس قريته، منذ الصغر، حتى حصل علي دبلوم صنايع من مدرسة أبوكبير الثانوية العسكرية للتعليم الفني والتابعة لمحافظة الشرقية، وبعدها عمل في مجال التجارة.

انتماءاته الفكرية
لم يكن حبارة، من أصحاب الفكر فهو شخص، كانت الأهواء التي تتحكم فيه، فطارة يصبح بلطجي، وأخري ينضم وينظم لجماعة إرهابية في سيناء، وتنفيذ العديد من العمليات ضد ضباط وجنود القوات المسلحة المصرية، ويقول أحد أهالي قريته خلال مقابلة صحفية سابقة لـ"الشرق الأوسط": حياته تشبه الدراما والأفلام السينمائية، فبعد الهرب من منزل عائلته وهو فى الـ11 بسبب المشاجرات التي كانت تنشب دومًا بين والديه، عاد بعد عدة أشهر وظل بالقرية حتى أنهى تعليمه المتوسط، وفجأة ارتدى الجلباب وأطال لحيته، وافترى على الجميع؛ الأهالي وحتى الشرطة.


يعد حبارة، من أخطر العناصر الإرهابية، حيث شن عدد من العمليات الإجرامية والقتالية، وكان العقل المدبر لمذبحة رفح الثانية، التي أسفر عنها مقتل 25مجندًا، وكذلك مذبحة رفح الأولى التي نفذت على الحدود بين مصر وإسرائيل 6 أغسطس 2012، وأسفرت عن استشهاد 16ضابطًا وجنديًا مصريًا وإصابة 7 آخرين، وهو المنفذ لعملية تفجيرات طابا ودهب 2004.

وقامت قوات الأمن بإلقاء القبض عليه في سبتمبر2013، بصحبة اثنين ممن شاركوا معه في الجريمة، حيث كان المتهم يستقل سيارة دفع رباعي وكان الفريق الأمني يستقل سيارة أجرة ميكروباص من المنتشرة داخل المدينة، وارتدوا قوات الأمن ملابس تقليدية سيناوية، وكانوا يتتبعون خطوات المتهم إلي أحد الأسواق التجارية بشارع 23يوليو في العريش، وفور نزوله ودخوله إحدى المحلات داهمته القوات وحاصرته، حيث حاول حبارة، أن يفجر نفسه بواسطة قنابل كانت بحوزته وتمت السيطرة عليه، وتمكنت القوات من إلقاء القبض عليه هو ومرافقيه، وتم نقلهم إلى مقر أمني بالعريش، وأجرى التحقيق معهم وبالفعل اعترف بأنه قام بقتل 25جنديًا على طريق العريش -رفح، وقام بتمثيل الواقعة كما حدثت تمامًا.

وذلك بعد أن قام الرئيس المعزول محمد مرسي، قد أفرج عن حبارة بعفو رئاسي من قبل أحداث تفجيرات طابا ودهب، وأفرج عن العديد من الإرهابيين أيضًا، وبدأت محكمة الزقازيق في 12 يناير2015 بمحاكمة عادل حبارة، و7 تكفيريين وتمت إحالتهم للجنايات رقم 24856 جنايات أبو كبير والمقيدة برقم 2010م.
وفي 1 أكتوبر عام 2015، قررت محكمة جنايات بمحافظة القاهرة برئاسة المستشار معتز خفاجي، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة في طره، إحالة أوراق القيادي الإرهابي عادل حبارة و15 آخرين من الخلية المعروفة باسم الأنصار والمهاجرين المتورطين في مذبحة رفح الثاني للمفتي، وتأجيل الدعوى لجلسة 14 نوفمبر للنطق بالحكم.
وتم تنفيذ حكم الإعدام عليه، في 15 ديسمبر 2016، حيث نفذت مصلحة السجون حكم الإعدام فى المسجون عادل حبارة، عقب صدور حكم عليه نهائى بات بإعدامه فى قضية مذبحة رفح الثانية، التى أسفرت عن مقتل 25 جنديا من قطاع الأمن المركزى، وسط إجراءات أمنية مشددة.

أفكاره
تبدو حياة حباره غامضة فيما سبق تنفيذه مقتل الجنود المصريين بمدينة العريش، سادها حالة من الغموض، حاولنا استكشاف هذه الحياة من خلال تصريحاته وما قيل في حقه من جيرانه وأصدقائه والقريبين منه.

فلم تنشر حياة وكواليس خفية لقيادات الجماعة، وهذا ما اضطرنا للحديث عن أفكار من خلال تصريحات التي تحدث فيها أهالي قريته وأسرته، وكانت البداية مع شقيقه الأكبر طارق، ميكانيكي، بقوله: نحن ستة أشقاء، أنا، وعادل، ومحمد، و4 فتيات، نشأنا بمنزل بسيط وأحسن والدانا تربيتنا، وتحملت والدتنا الجزء الأكبر في تربيتنا خصوصًا أن والدي يعمل بالمطابخ الجامعية بجامعة القاهرة، ولم يكن موجودًا بالمنزل سوى ثلاثة أيام في الأسبوع، قبل أن ينفصل عن والدتي من حوالي 13 سنة ويتزوج من امرأة أخرى وعاش بعيدًا عنا في قرية ثانية، وعادل عاش معانا من غير ما يعمل أي مشاكل مع حد، وبعد ما خلص تعليمه، وحصل على شهادة دبلوم التعليم الفني الثانوي الصناعي غادر القرية وتوجه للعمل ببندر أبو كبير، وعمل في مهن كثيرة منها، جزار، وبائع فاكهة، وبائع بمحل فول وفلافل، وكوّن نفسه وبعدين تعرف على فتاة وشاء الله أن تتعرض لحادث وبترت يدها أثناء توجهها لدراستها بالجامعة وأصر على إتمام الزواج منها وأنجبا بنتين فاطمة 4 سنوات، وعائشة 6 سنوات.