رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القصة الكاملة لخلافات الإسلاميين حول مبادرة وقف العنف عام 1997

جريدة الدستور

على الرغم من مرور ما يقرب من 21 عاما على مبادرة وقف العنف التي خاضتها الجماعة الإسلامية في السجون عام 1997 إلا أنه لا تزال تبعاتها مستمرة حتى الآن، حيث شهدت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا حربا شرسة بين عدد من قيادات الجماعة الإسلامية وقيادات التيار الجهادي وكذلك قيادات الإخوان بسبب هذه المبادرة التي وصفها البعض بالتنازل من الجماعة الإسلامية والاستسلام في حين تراها الجماعة نصرا وخدمة للإسلام والمسلمين.

الخلاف الأول

بدأت هذه الحرب بهجوم شرس من أنور عكاشة أحد قيادات الجهاد القدامى الذي وصف الجماعة الإسلامية وقياداتها بـ "المتساقطين" بسبب هذه المبادرة، الأمر الذي جعل عبد الشكور عامر، القيادي السابق بالجماعة والمشارك في المبادرة، يرد على هجومه بهجوم مواز.

وفي تصريحات خاصة لـ "أمان" قال إنه أوضح له نصا: "لي بعض الملاحظات على كلامك باعتبار سابق علاقتنا التى جمعتنا لسنوات فى زمن المحنة والابتلاء، منها لماذا سميت كل من يختلف مع فكر التكفير والتحريض ضد مؤسسات الدولة بالمتساقطين؟ هل انت وحدك ومن يؤمن بفكرك هم الثابتون، ألم تشارك فى مراجعات وقف العنف وتقدم اعتذارا للدولة وللشعب وللأجهزة الامنية ونظام مبارك، ألم تعترف وقيادات تنظيم الجهاد بانكم اخطأتم فى حق الدولة والاسلام والشعب فى تسجيلاتكم التلفزيونية مع الاعلامى عبداللطيف المناوى فى 2006 فى سجن العقرب؟ الم تتراجع عن مواقفك وافكارك مع سيد فضل منظر جماعة الجهاد؟ ألم تعترضوا فى بداية الأمر على مراجعات الجماعة الاسلامية وترفضونها كقيادات للجهاد وهاجمتها جماعتكم فى الداخل والخارج ثم بعد نجاح مبادرة الجماعة مع الدولة المصرية سارعتم إلى عمل مراجعات مثلها وتم تجميعكم فى سجن العقرب وسلكتم نفس مسلك الجماعة وقياداتها؟".

وأضاف: لقد كنت شاهدا عليكم وعلى الجماعة على كل ما فعلتموه وكل ما تم داخل العقرب وغيره، الم يتبرأ منكم أيمن الظواهرى ويهاجمكم هو وقيادات الجهاد خارج مصر واتهموكم بما تتهمون به غيركم الآن بانكم تتساقطون وانكم اعداء للإسلام والتيار الدينى وانكم تخليتم عن مبدأ مطالبتكم بتطبيق الشريعة فى مصر ؟، الم يتهمكم بانكم بعتم دينكم بعرض من الدنيا مقابل ان تخرجوا من السجون وتفتح لكم الزيارات والخلوات الشرعية ؟، فلماذا تتهم اليوم كل من يختلفون معك او مع قيادات العنف فى الداخل والخارج والذين تنصلوا من مراجعات وقف العنف بانهم متساقطون".

الخلاف الثاني

لم تكن هذه المعركة هي الأخيرة، فبعدها نشر الشيخ حمدي عبد الرحمن، القيادي بالجماعة الإسلامية، شهادته عن المراجعات الفكرية التي خاضتها الجماعة الإسلامية في السجون في تسعينيات القرن الماضي بعد خروج عدد من أعضاء الإخوان وجماعة الجهاد القديمة بالهجوم على الجماعة ومراجعاتها واتهامها بأنها خضعت لها بالإجبار من قبل الأمن.

وقال عبد الرحمن في شهادته التي نشرها على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": طلب مني بعض الإخوة وبالأخص الدكتور علاء العرينى التحدث عن مبادرة وقف العنف التى أطلقتها الجماعة الإسلامية حيث أنني كنت أحد القائمين عليها والشاهدين لمراحلها الواحدة تلو الأخرى وأول نقطة سأتكلم فيها هي كيفية تعامل الدولة أو الأمن مع المبادرة، وأقول بصراحة إن الأمن تعامل معنا معاملة راقية جدا يغلفها الذوق في المنطق والمعاملة ولم يشعرونا أبدا بأننا الطرف الضعيف أو المنهزم أو المنكسر ولم يطلبوا منا أي طلبات ولم يفرضوا أي شروط وكانوا يسمعون منا ويتناقشون معنا في كل ما نطرحه من حلول.

وأضاف: وكان هناك فريق منا غير متجاوب مع المبادرة ومتخوفا منها لم يغيروا معاملتهم معهم وتركوا مهمة إقناعهم لنا للأيام تثبت وجهه نظرنا، كانت معاملة اللواء أحمد رأفت ومجموعته تعاملا راقيا مهذبا وفعالا في نفس الوقت، وكان عندنا فريق يقول الأمن هيذلكم وسيأخذ كل شيء ولن يعطيكم شيئا، ولكن ما حدث عكس ذلك تماما، والحمد لله معظم من شارك في المبادرة موجودون علي قيد الحياة ومن عنده تكذيب لكلامي فليخرخ علينا بما عنده توكلوا علي الله ومدوا أيديكم بالخير وانووه يفتح الله لكم أبواب الخير، وللحديث بقية بإذن الله.

ونصح حمدي عبد الرحمن في تصريح آخر له جماعة الإخوان الإرهابية السير على نهج الجماعة الإسلامية وخوض مراجعات فكرية شاملة إذا كانوا يرغبون أن يكونوا جزءا من الدولة المصرية.

تصريحات حمدي عبد الرحمن استفزت طارق عبد الحليم، منظر تنظيم القاعدة الإرهابي المقيم في كندا والذي فتح النار على الجماعة الإسلامية وقال في تصريحات صحفية نشرها على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": الجماعة المخذولة التي باعت نفسها بلا ثمن، إلا إراقة ماء الوجه والدين، يريدون للجميع أن يقتدوا بهم".

ووصف عبد الحليم، الشيخ حمدي عبد الرحمن بالمنافق بسبب تصريحاته تلك متبرئا من مبادرة وقف العنف عام 1997 ومن كل شخص وافق عليها، واصفا إياها بـ صفقة الهوان.

رفض طارق فكري، القيادي بحزب البناء والتنمية الذراع السياسي للجماعة الإسلامية، الحرب الشرسة على جماعته مؤخرا بسبب مراجعاتها عام 1997 والتي تخلت فيها عن العنف والعمل المسلح ضد الدولة.

وقال فكري في تصريحات صحفية له: المراجعات التي خاضتها الجماعة الإسلامية مشروع قومي بناه رجال الجماعة وبعض المخلصين من رجال الدولة ولكن هذا المشروع يحتاج لإنماء وتطوير بيد الدولة ليكون واجهة ومرجعية مصرية رائدة تحسب لمن طورها وحافظ عليها.

وأضاف: عملت الجماعة الاسلامية بالمراجعات وصدقت ودفعت بكل جهدها في هذا الطريق وعندهم إمكانيات بشرية وفكرية ولو فتح لها المجال لأحدثت طفرة في مجال الدعوة السلمية والعمل السياسي المنضبط بالثوابت الشرعية والوطنية.