رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"عماد أبوهاشم" يكشف كيف تربي جماعة الإخوان أتباعها على الشتائم

عماد ابوهاشم
عماد ابوهاشم

واصل المستشار"عماد أبو هاشم" القيادى السابق فى تحالف دعم الإخوان هجومه على الجماعة ففى مقال له نشره على صفحته "فيسبوك" بعنوان "التعاليم السرية للجماعة الإخوانية" قال أبوهاشم معلقًا على شتائمهم له جراء إنتقاده لهم:

آثرتُ أن أترك العنان لمن أراد التعليق على مقالاتى الأخيرة أن يقول كلٌّ ما يشاء، ورغم فُحْش وبذاءة معظمها فى مبانيها ومعانيها أبقيتُها دون حذفٍ وأبقيتُ ذويها دون حظر، لقد أردتُ ـ بهذا ـ أن يبقى ساقط القول الذى بدا منهم شاهدًا عليهم فيرتد إليهم بغيهم وما كانوا يفترون، إنهم بدلًا من أن يَدْعُوا إلى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة راحوا يزجرون الناس إكراهًا إلى سبيلهم لا يتورعون عن قولٍ ولا يستحون من شيء فعلوه.

وأضاف أبو هاشم: إن بذاءة ألفاظهم قد نبَّهتنى وإياكم إلى التعرف على الفرق بين ملتنا وملتهم وبين نهج نبينا سيد الخلق محمدٍ صلى الله عليه وسلمَ ونهج الأدعياء المكلفين بإرشادهم، كما أننى وجدتُ فى تلك التعليقات الفرصة السانحة للنفاذ إلى المحتوى الفكرىِّ الذى يحكم سلوك الجماعةِ ككلٍ بإخضاعها ـ لفظًا ومعنىً ـ للفحص والدراسة والتحليل.


وتابع أبو هاشم: من المدهش ـ حقًا ـ أن أجد من يُعَلِّقُ بأننى إذْ أسوق بالدليل والبرهان ضلوع قادة جماعته في جرائم أودت بأرواح الأبرياء وأضرت بالبلاد والعباد فإن ذلك لى يُعَدُّ من علامات سوء الخاتمة واستحقاقى عذاب جهنم، لقد ذهب فاطلع على اللوح المحفوظ فقرأ أن مجرد اتهامى نفرًا منهم ـ ولو كان بالحق ـ يجعل خاتمى خاتمة السوء، ثم نَفَخَ صاحبنا في الصور فأقام قيامتى وعَجَّلنى يوم الحساب ونَشَرَ لى الكتاب وعَقَدَ الديوان ونَصَبَ الميزان وأحل نفسه مكان الديَّان وأقر ذنبى وخطيئتى ثم أصلانى سقر.

لماذا ؟ لأننى أتهم ـ بالحق ـ جماعته التي أُلْقِىَ في روعه أنها جماعة الرب الملائكية المعصومة وأن من يمسسها بسوءٍ أو يَخْرُج منها أو عليها فكأنما ارتد عن الدين وانسلخ عن الملة وحاد عن الصراط المستقيم، فالمساس بالجماعة المعصومة أوالخروج منها أو عليها هو عين سوء الخاتمة في الدنيا والموجبُ لعذاب جهنم يوم القيامة ؛ ذلك أن الجماعة ـ عندهم ـ هي الركن السادس للإسلام وهى الباب إلى الجنة، والجنة هم خزنتها فلا يدخلها أحدٌ إلا من ارتضوه ورضوا عنه، إنهم كأنما أمنوا مكر الله وضَمِنوا لأنفسهم حسن الخاتمة في الدنيا وجنان الخلد في الآخرة فمن يحلف يمين الولاء والطاعة خالصًا مخلصًا من قلبه دخل الجنة بسلام، الجنة لهم خالصةً من دون الناس والجحيم لأعدائهم.

واستطرد "أبوهاشم" أتحَفَنِى آخر بتعليقٍ لوذعىٍّ أفحَمَنِى حيث أنكر علىَّ ما كتبتُه من رأىٍ قيلة إننى ما كنتُ أحلم يومًا أن أُسَلِّم على نفرٍ من قادتهم المُطَوطَمين، أجل، كيف لى أن أبلغ ذلك وقد كنتُ لا أرى وجه الواحد منهم إلا مكبلًا بقيوده أو في الأغلال خلف قضبان قفص الاتهام يتباكى أمامى مُلتمسًا العدل والإنصاف عندى وما زالوا يفعلون هذا مع غيرى ؟

لقد صِيْغَ الطوطم الإخوانى بالإفراط في توزيع أفيون الشعوب المخدر على الأتباع والمريدين فأصبحوا في جاهزيةٍ مُستدَامةٍ للإيمان بأنوار القداسة الربانية التي يلقيها كبراؤهم على أنفسهم ليكونوا " تابوهاتٍ " مقدسةً تتعاظم على كل عظيمٍ وتتعالى على الحق والدين، وبدلًا من يكون طموح الواحد منهم ـ كسائر المسلمين ـ أن يحج مثلًا إلى البيت الحرام فقد تجسدت الغاية الأسمى له في أن يحج إلى المرشد وأعضاء مكتبه ليُسَلِّم عليهم ويُقَبِّل الأرض من تحت أقدامهم فتحل البركة عليه ويقربوه إلى الله زُلفى، إنه من فِرْطِ إيمانه بقداسة أوليائه خال أن الكل مثله يطمح أن يُسَلِّم علي أولئك وأن يُقَبِّل أيديهم وأرجلهم.

وقال أبو هاشم: إن من جملة ما سيق من تعليقاتٍ أن أحدهم أظهر إشفاقًا على حالى بانقلابى على ضلالاتهم بعد أن تكشف لى الحق، فكتب يقول لى: إننى قد أضعتُ بلح الشام وعنب اليمن، وكأنه ليس بذى شأنٍ عندهم أن يَتَّجِر المرء بالحق وأن يتكسَّب من ورائه سعيًا إلى بلح الشام أو عنب اليمن، المهم ألا يخرج خالى الوفاض صفر اليدين ولو بَطَرَ الحق وغَمَطَ الناس، ربما غاب عنه أننى زاهدٌ في بلح الشام وعنب اليمن ولم أكن ـ يومًا ـ مثله محرومًا منهما وقد تركتهما خلفى في مصر.

وهذا ما يبرر هرولتهم وراء كل صفقةٍ تُدِرُّ عليهم ربحًا أو تجلب لهم نفعًا بغض النظر عن الإضرار التي تَحِيق بحقوق الآخرين، ففي الوقت الذى يُنكرون فيه ـ بغير الحق ـ الشرعية على نظام الدولة في مصر ويعتبرونه منعدمًا لا وجود له يلهثون ـ سرًا وجهرًا ـ لاسترضائه والتصالح معه، فكيف يَدَّعون أنه نظامٌ منعدمٌ غير موجودٍ ويطمحون إلى التصالح مع هذا المنعدم غير الموجود ؟ وبعد أن أوهموا ذوى القتلى الذين ألقوا بهم إلى التهلكة أنهم لا يرضون بغير القصاص من قاتليهم بديلًا ـ وهم قاتلوهم الحقيقيون ـ يتفاوضون مع الدولة على العودة مقابل إغلاق ذلك الملف إلى الأبد.

وبين أبو هاشم أنهم رغم كونهم مازالوا يعلنون تمسكهم بما أسموه " شرعية مرسى " فإنهم قد أظهروا كامل تأييدهم للفريق سامى عنان حين أبدى رغبته في الترشح لرئاسة الجمهورية رغم كامل تيقنهم أن ذلك لا يصح ـ قانونًا ـ إلا بالاعتراف بانحسار الشرعية عن مرسى وانتقالها إلى الرئيس الحالى الذى كان سيتنافس معه الفريق عنان على المنصب الرئاسي، وما زلوا يبحثون عن عنان آخر يتحالفون معه للوصول إلى السلطة بطريقٍ ناعمٍ، ومازالوا يتاجرون بالدماء انتظارًا لأول صفقةٍ تسنح لهم فيتنصلون منها ويقايضون ـ بغير الحق ـ عليها.

وعن استخدامه لأيات القرآن ضد خصومهم قال "أبوهاشم": تعثَّرَتْ عيناى بتعليقاتٍ تواترت كثيرًا مثل: " ومازال التمحيص مستمرًا "، " ليميز الخبيث من الطيب "، " عد إلى الحق أو إلى رُشدك "، " أنت مجنون "، إنهم يَصِمُّون آذانهم عن كل حديثٍ يتناول شأنًا من شئونهم وكأنهم قد أوتوا موثقًا من الله أنهم على الحق ومَنْ سواهم على الباطل، فأى جنونٍ ذا الذى مس من يَصِمُ الجماعة المعصومة بعدم الكمال أو من يناقش زعماءها العالين الملهمين أصحاب البركات والكرامات والمعجزات في أمرٍ قطعوه، إنها الجماعة المنزهة عن اللغو والخطأ وناقدوها ـ على الدوام ـ مخطئون آثمون، فإذا ما قضى أحدهم أجله أو حلَّ به مكروهٌ قال أتباع الجماعة إن الرب قد قصم ظهره انتقاما منه على ما قاله أو فعله بعشيرته وشعبه المختار.

وانتهى "أبوهاشم" منهذا كله إلى نتيجة لخصها بقوله: هكذا تبلورت فكرة معصومية الجماعة وقداسة كبرائها بحسبان أنها ـ فى نظرهم ـ جماعة الرب المصطفاة في الأرض، وتنامى ـ كأثرٍ لذلك ـ فى نفوس أتباعها الاستعلاء والعنصرية، فأضحى كل حديثٍ مسَّها مفترى وكل نقدٍ لها هراءٌ لا يُسمَع ولا يُرَى، ومن خلال فكرة المعصومية والقداسة هذى تَستحِل الجماعة ما تُحرِّمه على غيرها بغية تحقيق غاياتها والنيل من غرمائها سالكةً ـ في ذلك ـ سبل الحرام من كذبٍ وتدليسٍ وغشٍّ وخداعٍ وتشويهٍ لمنتقديها وسفكٍ للدماء وأكلٍّ للسحت وبَطْرٍ للحقِّ وغَمْطٍ للناس واتجارٍ بالدين والرقاب، فمن كل حرامٍ لها فيه مخرجٌ لتحليله، وكل حلالٍ لها فيه تصريفٌ لتحريمه، وحيث تتقلب المصالح بين عشية وضحاها يصبح حرام الأمس عندها حلالًا غدًا، وحلال غدٍ حرامًا بعد الغد، إنها الجاهزية المطلقة لجنىِ بلح الشام وقطف عنب اليمن في صفقةٍ واحدةٍ.