رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكراها الــ 66.. هل ما زالت مبادئ ثورة يوليو حية

جريدة الدستور

فى ذكراها الــ 66
هل ما زالت مبادئ ثورة يوليو حية بيننا أم أن هناك إنكسارًا حدث في مسارها



تمر علينا الذكرى الــ 66 لثورة 23 يوليو وكان عميد الأدب العربي طه حسين هو اول من اطلق عليها لقب ثورة بعد ان يطلق عليها في بداياتها الحركة المباركة ولا يستطيع منصف ان ينكر ان ثورة يوليو لعبت دورها في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية حيث تعد ثورة يوليو ثورة عابرة للقارات ذلك انها أسست مشروعا قوميا عالميا سار علي نهجها العديد من الثورات والحركات التحررية في العالم .

وهو ما ادي لتعرضها للتآمر من قوي خارجية والذي أدي بدوره لانكسارها في نكسة 1967
وكان الرئيس السيسي في الذكري ال65 للثورة العام الماضي قد حرص على إعادة الاعتبار لأول رئيس مصري وهو محمد نجيب فأطلق اسمه على أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط وقبلها أطلق اسمي الرئيسان جمال عبدالناصر ومحمد أنور السادات على حاملتي طائرات ميسترال.

لكن هل ما زال لثورة يوليو وأفكارها وجود فعلي على أرض الواقع، لقد روجت ثورة يوليو وزعيمها الأشهر لحلم الوحدة العربية، وهو الذي أصبح حلمًا بعيد المنال حيث تتصارع الدول العربية فيما بينها بل أن هناك دولا تتصارع أطيافها من الداخل صراعًا دمويًا.

كما أن منجزات مثل الاصلاح الزراعي أصبح هناك شكوى مريرة منها بسبب ما حدث من تفتيت للملكية الزراعية، كما أن القطاع العام الذي نشأ بسبب قرارات التأميم من مجلس قيادة الثورة أصبح عبئًا ثقيلا على الدولة منذ عهد مبارك ويتم بيعه بالتدريج والنظام الاشتراكي الذي أرست قواعده ثورة يوليو لم يعد له وجود وأصبح النظام الحالي رأسمالي استهلاكي.

وحتى الطبقة الوسطى التي اهتمت بها ثورة يوليو فابتعثت من أفرادها عشرة آلاف للخارج وهم من كانوا يشكلون طبقة الأفندية، أصبحوا حاليًا مطحونين بل أن أغلبهم يتباكون على العصر الملكي ومنجزات أسرة محمد علي وهو أمرٌ كان مستهجنًا بالأمس القريب ولكن سبحان مغير الأحوال.

وواقع الأمر حاليًا يشير إلى حدوث انكسار حاد فى مسار ثورة يوليو ليس فى أيامنا فقط ولكن منذ تولي الرئيس السادات الذي انتهج نهجًا مخالفًا لسابقه عبد الناصر فأطلق مثقفيه ورجاله ينادون بأن مصر فرعونية في الأساس ولها استقلالية عن كل الدول العربية، وخرجت مصر من الصراع الأهم فى المنطقة وهو الصراع العربي الاسرائيلي سنة 1979 عندما وقعت معاهدة السلام وقاطعتها كل الدول العربية.

وتبع ذلك الأمر خروج مصر من التحالف مع الشرق الاتحاد السوفيتي السابق للتحالف مع الغرب الولايات المتحدة الأمريكية وحتى الآن لا يزال هذا التحالف قائمًا.

ومن ناحية أخرى وعلى المستوى الاقتصادي نجد أن ثورة يوليو قامت بتأميم كل البنوك الأجنبية فى مصر ولكن الآن أصبحت كل البنوك أجنبية ما عدا البنك الأهلي ومصر بعد أن تم بيع بنك الاسكندرية وبنوك أخرى في الطريق، كما أتت الثورة والحركة العقارية فى مصر على أشدها ولكن بعد قرارات تخفيض الايجارات توقف السوق العقاري بينما هو الآن على أشده والعقارات فى ازدياد دائم.

ورغم كل ما سبق إلا أنه لا ننسى مشروعات ثورة يوليو العملاقة مثل تأميم قناة السويس وبناء السد العالي وجيش ثورة يوليو الذي حمى ثوار ثورة يناير و30 يونيو، كما حققت يوليو حلم العدل الاجتماعي أو حاولت.

وبعيدًا عن الخلاف الدائم بين أهل الرأي والسياسة حول توصيف ما حدث في 23 يوليو حيث يرى البعض أنه حركة عسكرية أطاحت بنظام وأتت بنظام آخر ورغم ذلك لا ينكر منصف أن ثورة يوليو نقلت مصر من النظام الملكى إلى النظام الجمهوري.

*كاتب صحفي مصري
[email protected]