رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف نُفذت الاغتيالات بين العرب قديمًا؟

الخنجر- أرشيفية
الخنجر- أرشيفية

لم تكن أساليب الاغتيالات صنعا جديدا على أيدى التنظيمات الإرهابية التي وضعت أسماء لقادة سياسيين قامت باستهدافهم، وذلك بعد تمددهم، حيث إن التاريخ يؤكد أن الاغتيال ولد منذ فجر خلق البشر على الأرض، حيث هناك الكثير من أحداث التنافس والصراع على السلطة، وهو ما كان ينتج عنه في النهاية التخلص من خصومهم بالقتل، فكانت عبر الاغتيالات.

فمنذ أن نشأت الأرض وقعت أول عملية اغتيال على وجه العالم، وهي جريمة قتل قابيل لأخيه هابيل، ولكن لم تُذكر طريقة تنفيذ القتل، وبعدها تنوعت عمليات الاغتيال السياسي في التاريخ العربي، كاستعمال الخناجر والسيوف، والطرق الخفية كالخنق والسم، بالإضافة إلى بعض الوسائل المبتكرة مثل العطور القاتلة.

العطر السام
لم يخطر على بال أحد أن يكون من بين الأسلحة المستخدمة في عمليات الاغتيال، هو العطر السام، وذلك ظهر في عصر الإدريسيين، حيث تم اغتيال إدريس بن عبدالله، مؤسس الدولة الإدريسية في المغرب، فهى واحدة من أكثر الحوادث المميزة في هذا الاتجاه.

جاءت الواقعة، حسب الروايات التاريخية، أخرج سليمان بن جرير، المعروف بـ"الشماخ"، بتعليمات من الخليفة العباسي هارون الرشيد، زجاجة عطر سامة، وأطنب في ذكر حسن رائحتها أمام إدريس، فلما وافق العلوي على شمها أعطاها له الشماخ، ولم يمر وقت طويل حتى سقط إدريس مغشيًا عليه، وتوفي بعد فترة قصيرة وسط حيرة أهله وأتباعه.

الضرب
 في كتاب "سمط النجوم العوالي في أخبار الأوائل والتوالي"، يذكر العصامي المكي، أن القائد المغولي هولاكو عزم بعد دخوله بغداد على اغتيال الخليفة العباسي المستنصر بالله، ولما نصحه بعض أتباعه بخطورة إراقة دم الخليفة خوفًا من أن يتسبب ذلك في وقوع أحداث عظيمة بالبلاد، أمر بتقييد المستعصم ووضعه في جوال وأغلق عليه بإحكام، ثم أمر مجموعة من جنود المغول بالانهيال على الجسد المسجى على الأرض ركلًا ورفسًا حتى فارقته الحياة.

الخناجر
كان الخنجر أشهر الوسائل التي استخدمت في عمليات القتل والاغتيال، وكان السبب في ذلك مفعوله القوي وسهولة حمله وإخفائه بعيدًا عن الأعين، تم تنفيذ الكثير من عمليات الاغتيال المشهورة بالخنجر، ولعل أولاها اغتيال الخليفة الثاني عمر بن الخطاب على يد أبي لؤلؤة المجوسي، الذي استخدم خنجرًا ذا نصلين سقاه السم الزعاف، حسب ما يذكره السيوطي في كتابه "تاريخ الخلفاء".

وكانت جماعة الحشاشين، التي اتخذت من قلعة ألموت في إيران مركزًا لها، من أشهر الجماعات التي عُرفت باستخدام الخناجر في اغتيالاتها، حتى صار الخنجر شعارًا مميزًا لها.

السم
كان السم من أكثر الطرق المستخدمة في الاغتيال والقتل، وربما كان أول ضحايا الاغتيال بالسم في التاريخ الإسلامي الرسول نفسه.. فحسب ما يذكره البخاري في صحيحه، فإن الرسول أخبر زوجته عائشة، وهو على فراش الموت، بأنه يحس بالآلام التي أحدثها السم الموجود في شاة مصليّة قدمتها له امرأة يهودية يوم خيبر.

الخنق
استُخدم الخنق في بعض الأحيان للتخلص من الشخصيات المهمة، وكان أكثر ما يميّز تلك الطريقة أنها تجري في الخفاء دون أن تترك آثارًا واضحة يمكن التعرف عليها، وهناك حادثتان مشهورتان استُخدم فيهما الخنق كوسيلة للاغتيال، وقعتا في التاريخ الإسلامي، وكان الفاعل في كل منهما من النساء، بل ومن أهل بيت القتيل أيضًا.