رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"عدنان أوكتار".. سقوط الداعية التركي الذي يروج للإسلام بالرقص والخمر

الداعية التركي عدنان
الداعية التركي عدنان أوكتار

قبضت الشرطة التركية، اليوم الأربعاء، على 235 شخصًا على صلة بالكاتب والداعية المسلم عدنان أوكتار بسبب اتهامات منها؛ تشكيل عصابة إجرامية والاحتيال وانتهاكات جنسية.

وأضافت في بيان أن قسم الجرائم المالية نفذ المداهمات في عملية قالت وكالة أنباء الأناضول الرسمية إنها شملت خمسة أقاليم وإن هناك عمليات تفتيش جارية لممتلكات.

من هو أوكتار؟
"أوكتار" أو الشهير بـ"هارون يحيي"، هو أحد الدعاة التركيين المثيرين للجدل، حيث لم ير أي خلاف بين الإسلام كدين وبين الرقص والخمر وممارسة الجنس وارتداء النساء للملابس المثيرة.

البداية كانت مع عام 2011، حيث أطلق قناته "A9" بهدف بث محاضراته الدينية على الهواء مباشرة، وسرعان ما حظيت حلقات برامجه التلفزيونية باهتمام كبير من وسائل الإعلام التركية والدولية بسبب غرابتها الشديدة، خصوصًا تلك التي يظهر فيها "القطط الصغيرة" كما يحب أن يطلق هو على الفتيات الجميلات اللواتي يرتدين ملابس مثيرة ويضعن مساحيق تجميل ويرقصن ويتناقشن مع أوكتار في موضوعات عدة حول الإسلام.

وبعد مرور ثماني سنوات، وبالتحديد في فبراير الماضي، قرّر المجلس الأعلى للإذاعة والتليفزيون التركي وقف بث برامج القناة بالإضافة إلى فرض غرامة مالية على القناة التي تتخذ من اسطنبول مقرًا لها، ولم يكن قرار الوقف سببه تناول برامج أوكتار لمواضيع دينية وهو بين فتيات يرقصن وأمامهن زجاجات الخمر، بل كان السبب هو أن برامجه "تنتهك المساواة بين الجنسين وحقوق النساء".

وعن استخدامه لهذا النوع من الشكل الديني، يؤكد أوكتار دائمًا أن هدفه الأساسي هو تقديم نسخة عصرية من الإسلام، فلا يمكن القول إن الرجل مجرد "داعية إسلامي" كما يصف هو نفسه، فقد بات أقرب لزعيم "طائفة دينية"، لها تفاصيل وأسرار لا يعرفها الكثيرون، خصوصًا أن المشترك الوحيد بين أتباع "طائفته" هو أن كل المنتمين لها من الأثرياء، وبحسب شهادات لبعض من كانوا في تلك الطائفة فإن قرار الخروج منها ليس أمر سهلًا أبدًا… بل محفوفا بالمخاطر.


 

* استضافة حاخامات
في تقرير حديث نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليومية، يؤكد الكاتب آساف رونيل أن أوكتار نجح منذ إنشاء قناته التلفزيونية A9، في استضافة سياسيين وحاخامات كثر من إسرائيل، معلقًا بالقول إن رغبة بعض السياسيين ورجال الدين الإسرائيليين في الظهور في برنامج أوكتار التلفزيوني قد يكون سببها هو موقفه من المسجد الأقصى.

أبرز الإسرائيليين الذين ظهروا في البرنامج في السنوات الأخيرة هم عضو الكنيست يهودا غليك (الليكود) ووزير الاتصالات أيوب كارا (الليكود)، فضلًا عن الكثير من الحاخامات وعدد غير قليل من أعضاء الكنيست.

ويلفت التقرير أن أوكتار الذي يتبنى الترويج لـ"شكل غير مألوف من الإسلام" منذ الثمانينيات، كان قد نجح في إنشاء جماعة دينية تتبنى أفكاره.


* النساء
يتعامل أوكتار مع النساء بشكل مختلف تمامًا عن تعامل أغلب رجال الدين المسلمين معهن، إذ يعتبر النساء مخلوقات مذهلة، واصفًا إياهن بأنهن "أجمل الكائنات على الأرض، أعمال فنية رائعة خلقها الله. إنهن كائنات متألقة يجب احترامهن والإعجاب بهن، والوقوع في غرامهن"، وهذا ما قاله أوكتار لرونيل، مراسل "هآرتس".

ويكمل أن النساء يمكنهن ارتداء البكيني، حيث أن الحشمة في الإسلام من وجهة نظره هي فقط عدم إظهار الحلمتين ومنطقة الرحم، بحسب قوله.

يكشف تقرير الصحيفة الإسرائيلية أن أوكتار زعيم لطائفة دينية تقوم بأعمال جنسية تحت غطاء إسلامي، ناقلًا شهادتين لسيدتين تركيتين كانتا منضمتين لتلك الطائفة لسنوات طويلة، وقالتا لمحرر الصحيفة إنهن حاولن الهرب من الطائفة أكثر من مرة لكنهن فشلن، بسبب الرقابة الشديدة التي يتعرضن لها، قبل أن تتمكن إحداهن من الهرب بمساعدة والدها في "سيناريو بوليسي".


* علاقته بأردوغان
بحسب تقرير نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية مطلع العام الحالي، هناك أقاويل كثيرة في تركيا ترى أن أوكتار صديق شخصي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وإنه داعم حقيقي له.

تؤكد المجلة أن أوكتار قدم مؤلفات عدة تتبنى نظرية المؤامرة، وتهاجم الماسونية والصهيونية والإلحاد، وكان السبب في غلق موقع داعية الإلحاد البريطاني ريتشارد دوكين في تركيا.

تضيف المجلة أن أوكتار أُدين عام 2008 بالسجن لمدة ثلاث سنوات، لاتهامه بإنشاء "منظمة للتكسب الشخصي"، حيث قال المدعي العام في تركيا إن أوكتار قام بتصوير أتباعه وهم يمارسون الجنس من أجل ابتزازهم، لكن هذا الحكم ألغي عام 2010.