رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الجيش السوري الحر».. المتسبب الأول في الحرب الأهلية (1-3)

قادة الجيش السوري
قادة الجيش السوري الحر

أبرز المعارضين للنظام السوري، الفصيل الأول الذي وُلد من رحم انشقاقات متتالية حصلت من مجندين وضباط برتب متفاوتة، ليعنوا بهذا الإنشقاق عن مسمى جديد لهم تحت عنوان «الجيش السوري الحر»، العمل المسلح ضد الدولة السورية، فاتحين هذا الأمر أول الطريق للجماعات والتنظمات الإرهابية، وولادة الفصائل السورية المسلحة، لتكون سوريا بذلك دولة الدم الذي لم ينته بعد، وزيادة الاقتتال الداخلي أكثر فأكثر.

وعقب اندلاع الاحتجاجات في الداخل السوري، أعلن عن أول حالة انشقاق هي الأولى من نوعها في ريف العاصمة السورية دمشق، وذلك في ابريل 2011، وعلى إثره تم تأسيس ما يسمى بـ"لواء الضباط الأحرار"، من قبل المقدم حسين هرموش -الذي ألقي البض عليه وتم تسليمه للنظام السوري ،اعدم في يناير عام 2012-، وبعد ذلك تم الإعلان رسميًا عن تأسيس الجيش السوري الحر أواخر شهر يوليو 2011.

ومؤسس الجيش الحر الفعلي العقيد "رياض الأسعد"، كان من أوائل المنشقيين عن الجيش السوري، ولفت إلى أن الهدف من إقامة "الحر"، هو تحرير سوريا ورفع راية الحق وإقامة العدل، بحسب قوله، فيما تبعه بعد ذلك انشقاق قادة وضباط كبار من القوات المسلحة السورية لتعلن انضمامها إليه، وعلى رأسهم العميد "أحمد الرحال"، الذي كان اول عميد في البحرية يعلن انشقاقه، ليترأس المجلس العسكري لـ"الجيش الحر"، في منطقة الساحل، وغادر سوريا بعد محاولا عدة لقتله باءت جميعها بالفشل.

فتحت تلك الإنشقاقات العسكرية التي مرت على الساحة السورية فور اندلاع الاحتجاجات، الباب أمام الحرب الهلية للإندلاع، التي اتخذت طريقًا مغايرًا وبعدًا طائفيًا ومذهبيًا، نتيجة تدخل التنظيمات المسلحة، وتواجد المتنازعين الأكبر من الجماعات الإرهابية«القاعدة- داعش»، وكان سببًا رئيسيًا في اندلاع الحرب الأهلية في سوريا المستمرة على مدار 7 سنوات.

تشكّل "الجيش الحر" من عناصر عسكرية مؤيدة للثورة السورية، وأعلن عن تواجده تحديدًا في التاسع والعشرين من يوليو عام 2011، من مجموعات صغيرة من الجنود المنشقة عن القوات المسلحة السورية، بالإضافة إلى استعانته بالمجالس العسكرية المحلية، التي تتألف من قادة مختلف الكتائب في المنطقة من مدنيين لهم بعض الخبرات العسكرية كالضباط المتقاعدين.

توجه "الحر" إلى تجنيد المدنيين في صفوفه من خلال الخطابات والبيانات التي تحمل الكثير من العبارات الرنانة ضد النظام السوري لكسب تعاطف المدنيين للإنضمام له، وكانت المهام الأولية التي ادعى أنه أنشأ لها، كانت دفاعية فقط، وحماية المتظاهرين، ولكنه على مدار السنون تحول من الدفاع إلى الهجوم.

ويتشكّل "الجيش الحر"، من عدد من الكتائب التي تنضوي تحتها العديد من الألوية والسرايا المسلحة، التي تعمل في عدد من البلدان والقرى السورية، والتي يأتي في مقدمتها "كتيبة خالد بن الوليد التي أعلن عن تواجدها في مدينة حمص السورية عام 2011، ولواء الإسلام، الذي اعلن عن تشكيله في الخامس من يونيو عام 2012، وغيرهما من الكتائب والألوية التي تعمل تحت إمرة الجيش الحر في سوريا.