رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سر صورة «جون الداعشي» التي فضحت قاتل والده في العراق

فاروق الجبوري ونجله
فاروق الجبوري ونجله

* القصة الكاملة لمقتل "الجبوري" برصاصة نجله
* مسئول بمجلس النواب العراقي لـ"أمان": الشاب مراهق ومدمن مخدرات
* داعش يُعلن مسئوليته عن الحادث ويهدد باستهداف انتخابات 12 مايو

قبل يومين من انطلاق ماراثون الانتخابات التشريعية العراقية الثانية منذ انسحاب الغزو الأمريكي في 2011، وتزامنًا مع استعداد فاروق الجبوري، أحد أبرز المرشحين عن "ائتلاف الوطنية"، جنوبي الموصل، وقع حادث معاكس لم يضعه أحد في الحسبان، حينما أطلق "حسان"، النار على واجه والده وهو نائم فجرًا، لينهي حياته قبل بدء المعركة التي ظل شهورًا يستعد لها، تاركًا وراءه بصمات "داعش".

أقبل "حسان فاروق زرزور الجبوري"، البالغ من العمر 16 عامًا، على قتل والده المرشح البارز رقم "23" في ائتلاف "أياد علاوي"، رئيس الحكومة العراقية الأسبق، في مركز نينوى شمالي العراق، بعد أن كانت جميع المؤشرات ترجح فوز والده بقوة في الانتخابات المقبلة.

وبحسب اعترافات الشاب، للمحققين فإن عملية القتل جاءت بدافع سوء معاملة والده له وهي "عدم السماح له بالخروج، والضغط عليه في الدراسة"، إلا أن ما عثر عليه المحققون في صفحة الشاب يشير إلى تورط داعش في الحادث، خاصة وأن صور داعش وعلى رأسها "جون الجهادي"، الذي عُرف بـ"ذباح داعش"، والتي نشرها في 19 مارس الماضي، قد زينت صفحة الشاب.


الأمر الذي دفع عددا من جيران الشاب، والقريبين منه للتعليق بـ"أن أفكار داعش لازالت متغلغلة بعقول أطفال الموصل وتحتاج إلى ثورة فكرية". وأكد أحدهم أن علاقة "حسان" بوالده لم تكن جيدة كونه متعاطيا للمخدرات، وكثيرًا ما كانت تقع بينه وبين والده الكثير من المشكلات لرفضه إعطاء المالي لشراء المخدر.

وتواصل "أمان" مع "جاسم الجبوري"، المستشار الإعلامي بمجلس النواب العراقي، وأحد المطلعين على الحادث، حيث أكد أن الشاب مراهق ومتعاطٍ للمخدرات، مستبعدًا علاقته بداعش.

"الجبوري"، أكد في تصريحات خاصة، صدق الصور التي تم العثور عليها على صفحة الشاب، واعترافات الشاب أمام المحققين بأنه قتل والده بسبب سوء معاملة الأخير له. 

وتداولت عددا من الصفحات العراقية، صورة أخرى مغايرة تمامًا يرتدي فيها الشاب قميصا أبيضا ورسمات تشبه الزهور باللون السمائي، وضع عليها عبارة "رغم أنني كارثة أريدك أن تراني نجاة" وكأنها رسالة إلى أبيه، بسبب الخلافات القائمة بينهما. 


من جانبها، نشرت "وكالة أعماق" الإرهابية، خبرًا عن تصفية فاروق الجبوري، داخل منزله في قرية "لزاكة" شمال القيارة بنينوى، ووصفت القتيل بأنه "مرتد مرشح للانتخابات الشركية على إحدى القوائم الوثنية".

يشار إلى أن حسان، هو الابن الأكبر لعائلته التي غادرت موطنها بعد سيطرة تنظيم داعش على الموصل في منتصف عام 2014، متجهة إلى مدينة أربيل، وعادت بعد تحرير الناحية بالكامل على يد القوات العراقية، في أواخر 2016.

وكان المتحدث باسم داعش "أبو الحسن المهاجر"، دعا قبل أيام جميع عناصر التنظيم إلى الهجوم على جميع مقارات الانتخابات العراقية التي من المقرر أن تبدأ في 12 مايو الجاري، ونفذ التنظيم سلسلة عمليات إرهابية خلال الأسابيع الماضية استهدفت عددًا من المرشحين ومقرًا لحزب "الحل".