رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الأزهر» ينتفض ضد «الحوت الأزرق».. حملات توعية بجميع المحافظات

جريدة الدستور

بعد أن باتت لعبة الحوت الأزرق تهدد أرواح الأطفال والمراهقين من خلال السيطرة على عقولهم وتحدي قدراتهم والوصول بهم إلى مراحل يشعرون فيها بالعجز مما يؤدي بهم إلى الانتحار خاصة بعد وقوع ضحايا لهذه اللعبة الخطيرة التي أدت إلى إزهاق أرواحهم، أعلن مجمع البحوث الإسلامية عن تنظيم حملة موسعة في جميع محافظات ومدن الجمهورية للتحذير من خطورتها.

وقال الدكتور محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن الحملة تنطلق من خلال التركيز على عدة محاور مهمة منها: استعادة دور الأسرة في التربية والمتابعة المستمرة لأفرادها في مراحلهم العمرية المختلفة، وهو ما يدعونا إلى ضرورة الاهتمام بالبناء الفكري للأبناء وليس البناء الجسدي فقط، فالمخاطر الفكرية التي تهدد حياة الأبناء أكثر من المخاطر الجسدية.

أضاف عفيفي أن الحملة تركز أيضا على جانب مهم يتعلق بالاستخدام الأمثل للتكنولوجيا والاستفادة منها في المعرفة والتواصل البناء دون الوقوع في أضرارها.

أشار إلى أن مثل هذه الألعاب الإلكترونية الخطيرة التي حصدت أرواح الأبرياء تلقي باللوم أولا على الآباء لغيابهم وانشغالهم عن توعية أبنائهم ومتابعة مسيرة حياتهم وعلاقتهم بغيرهم، فضلا عن إهمال جوانب مهمة في حياتهم كتعزيز الثقة بالنفس وتنمية الذات والإحساس بالمسئولية إلى غير ذلك من القدرات النفسية التي تجعلهم أكثر قدرة على المواجهة والحفاظ على أنفسهم.

وأكد عفيفي أن الحملة التي سينفذها المجمع سوف تنتشر في المدارس والمعاهد ومراكز الشباب للتوعية بأهمية استغلال الوقت والتحذير من مخاطر الفراغ، لافتا إلى أنه من المقرر أن يتم التواصل مع الأطفال والمراهقين من خلال خبراء في التربية وعلم النفس، ومع المدرسين وأولياء الأمور من جانب آخر لحثهم على الاهتمام بهذا النشء وتشجيعهم على وضع أهداف إيجابية في حياتهم، وضرورة استعادة الدور المفقود للعديد من الأسر.

في السياق نفسه، قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، إنه من الضروري شن حملة توعوية للشباب والأسر بمخاطر لعبة الحوت الأزرق والتحذير منها.

وأضاف شومان في تصريحات له، أنه يجب اتخاذ تدابير ضد المروجين لهذه اللعبة لمنع تداولها وبيعها، واعتبارها من الألعاب المحظورة في كافيهات النت، وعلى الآباء توجيه الأبناء بمخاطرها ثم مراقبتهم لمنعهم من لعبها، فحماية الشباب من الاستهداف الممنهج والخبيث للإضرار بهم وبمستقبلهم لايقل أهمية عن جهود الدولة للتصدي للإرهاب.

كما أعاد مركز الأزهر للفتوى نشر فتوى التحذير من المشاركة في لعبة الحوت الأزرق، وذلك نظرًا لتكرار وقائع انتحار الأطفال.

وقال المركز إن لعبة الحوت الأزرق تجعل الأطفال يعيشون عالمًا افتراضيًّا يعزلهم عن الواقع، وتدفعهم بعد ذلك إلى ما لا تُحمد عاقبته، وتستهدف هذه اللعبة -بالأخص- أبناءنا وبناتنا من سن 12 إلى 16 عامًا تقريبًا، وهذه اللعبة تبدو في ظاهرها بسيطة، لكنها للأسف تستخدِم أساليبَ نفسيةً معقَّدةً تحرض على إزهاق الروح من خلال الانتحار، والذي سُجِّلت أعلى حالاته في بلد المنشأ لهذه اللعبة وهي (روسيا) حيث تم تسجيل 130 حالة انتحار، وانتشرت اللعبة حتى وصلت إلى عالمنا العربي والإسلاميِّ. وقد نهانا الله سبحانه عن ارتكاب أي شيء يهدد حياتنا وسلامة أجسامنا فقال: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا).

وقدم المركزعدَّةَ نصائحَ لوقاية من الوقوع في هذا المنزلق الخطير:

1- متابعة الطفل بصفة مستمرة وعلى مدار الساعة.
2- مراقبة تطبيقات الهاتف بالنسبة للأبناء، وعدم ترك الهواتف بين أيديهم لفترات طويلة.
3- شغل أوقات فراغ الأطفال بما ينفعهم من تحصيل العلوم النافعة والأنشطة الرياضية المختلفة.
4- التأكيد علي أهمية الوقت بالنسبة للطفل.
5- مشاركة الطفل في جميع جوانب حياته مع توجيه النصح وتقديم القدوة الصالحة له.
6- تنمية مهارات الطفل، وتوظيف هذه المهارات فيما ينفعه والاستفادة من إبداعاته. 7- التشجيع الدائم للطفل على ما يقدمه من أعمال إيجابية ولو كانت بسيطة من وجهة نظر الآباء.
8- منح الأبناء مساحة لتحقيق الذات وتعزيز القدرات وكسب الثقة.
9- تدريب الأبناء على تحديد أهدافهم، واختيار الأفضل لرسم مستقبلهم، والحث على المشاركة الفعالة والواقعية في محيط الأسرة والمجتمع.
10 - تخير الرفقة الصالحة للأبناء ومتابعتهم في الدراسة من خلال التواصل المستمر مع المعلمين وإدارة المدرسة.
11- تنبيه الطفل على حرمة استخدام آلات حادة تصيبه بأي ضرر جسدي، وصونه عن كل ما يؤذيه؛ وذلك لقول رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ...» صحيح البخاري.