رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا ظل تنظيم «القاعدة» على رأس الجماعات الإرهابية لمدة 20 عامًا؟

جريدة الدستور

عشرون عاما مضت على تشكيل تنظيم «القاعدة» الإرهابي، الذي مثّل قاعدة للإرهابيين في كل دول العالم، ونجح في جذب عشرات الميليشيات المسلحة تحت رايته، فضلا عن مبايعة تنظيمات أخرى متعددة التوجهات والأيديولوجيات الفكرية في جميع أنحاء العالم دون استثناء، ليصبح التنظيم «هدفا» رئيسيا لكل أجهزة الأمن الدولية، رغم اتهامات طالت الدول الكبري «برعايته»، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية، على رأس هذه الاتهامات.

نظرية العدو القريب

كان تنظيم «القاعدة»، قد تولى قيادته «أسامة بن لادن» عند تشكله الأول عام 1998، بعد مبايعة «أيمن الظواهري»، زعيم الجهاد المصري، لأسامة بن لادن، والذي كان يتبني نظرية محاربة «العدو القريب» وهي النظرية التي تحولت بعد المبايعة إلى محاربة اليهود والأمريكان وأنصارهم في شتي بقاع العالم، من خلال فتوى أصدرها بن لادن والظواهري.

كان من أبرز التنظيمات «جبهة النصرة» سابقا، والمعروفة حاليا بـ«هيئة تحرير الشام»، والتي يقودها أبومحمد الجولاني، وهي من أكبر فروع التنظيم في العالم، وجاءت حركة «طالبان» الأفغانية، في المرتبة الثانية، ثم تأتي حركات وتنظيمات على النحو التالي:

جيش الرب الأوغندية، عسكر طيبة، أنصار الشريعة في ليبيا، أنصار الشريعة اليمني، الذي أسسه «أبوالمنذر الشنقيطي»، وجند الشام، وجند الأقصى من أبرز الجماعات الفلسطينية، وضمن الحركات والتنظيمات التي بايعت تنظيم القاعدة، نصرة الإسلام والمسلمين في موريتانيا، والذي تشكل من عدة تنظيمات مسلحة، وحركات جهادية، كان أبرزها تنظيم «مختار بلحاج» الجزائري.

لماذا يتصدر «القاعدة» هرم الجماعات الإرهابية
استطاع تنظيم القاعدة بناء قاعدة اتصالات إلكترونية حديثة، مستغلا التقدم التكنولوجي لنشر عملياته الإرهابية من ناحية، وتجنيد عناصره الجديدة من ناحية أخرى.

وبلغ عدد المواقع التي دشنها التنظيم الإرهابي عام 2006، نحو 12 موقعا إلكترونيا فقط، كان يبث من خلالها أنشطته الإرهابية، ووصل عدد المواقع الإلكترونية في 2017، لنحو 12 ألف موقع إعلامي، وذلك بفضل تمكنه من ضم عناصر أجنبية وتجنيدهم ضمن صفوفه، وهو الفريق الذي أشاد به زعيم التنظيم «أيمن الظواهري»، في أحد إصداراته، مؤكدًا أنه الفريق الذي تمكن من خداع أجهزة الاستخبارات العالمية، بالإضافة إلى براعته في إجراء تعديلات دائمة ومستمرة على إصداراته، إلى جانب نجاح الفريق في الإفلات من «قرصنة» الدول على تلك المواقع والوسائط الإعلامية، بفضل تمكنهم من فنون استخدام الأجهزة المتقدمة للحسابات الإلكترونية.

وهذه الوسيلة الدعائية ساهمت في نشر الأفكار الإرهابية، بالإضافة إلى تجنيد الآلاف من العناصر الإرهابية، وبخاصة بمناطق التوتر «العربي» في الشام والعراق وليبيا واليمن وأفغانستان، ودول القوقاز وآسيا الوسطي والصغري.

وكانت أهم الضربات التي وجهها تنظيم «القاعدة» للدول الغربية، هي نجاحه في تجنيد مئات الأوروبيين في السنوات الأخيرة، وهذه الإصدارات كانت سببا في مدح «الظواهري» فريقه الإعلامى، بأنه نموذج «محترم»- حسب تعبيره- لرفضه نشر «الذبح» والحرق ضد معارضيه، كما يفعل نظيره الإرهابي «داعش».