رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تؤدى ضربات التحالف على سوريا لظهور نسخة جديدة من «القاعدة»؟

جريدة الدستور

تسيطر حالة من القلق على الساحة السورية، بعد ضربات التحالف الجديدة التي تستهدف مواقع تابعة لنظام بشار الأسد، مع ظهور توقعات بأن تؤدي هذه الأحداث لظهور طبعة جديدة من تنظيم القاعدة، بعد الطبعة الأولى التي نتجت عن الحرب الأفغانية، والطبعة الثانية التي أدت إلى ظهور "داعش" بعد ضرب العراق.

تأتي هذه التوقعات بعد فترة طويلة من الانشقاقات بين الفصائل المسلحة، والتي تبعتها نداءات أخرى على الأرض بالتوحد والعمل المستقل المشترك، في الداخل السوري.

كانت حركة "أحرار الشام" وكتائب "نور الدين زنكي" أعلنت اتحادهما في فبراير الماضي تحت مسمي "جبهة تحرير سوريا" بينما أعلنت حركة فتح الشام ( النصرة سابقا ) في يناير 2017 اتحادهما مع لواء الحق" و"جبهة أنصار الدين" و"جيش السنة" وهي الفصائل التي كانت تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي.

كما نشبت سلسلة من المعارك العسكرية بين جبهة (تحرر سوريا) أحرار الشام سابقا، و(فتح الشام) جبهة النصرة سابقًا خلال الأسابيع الأخيرة قبل الضربات الثلاثية للتحالف الدولي، ما أدخلهم في نفق مظلم.

وحول أوضاع التنظيمات الإرهابية داخل العمق السوري أكد القيادي القاعدي "أبوسامر الفلسطيني" في تصريحات له عبر موقع التواصل الاجتماعي "تليجرام" أن المعارك الحالية التي تدور ستجعل الساحة السورية مختلفة إلى حد كبير فهيئة تحرير الشام منذ عدة أشهر تبحث التواجد المدني داخل محافظة إدلب والريف الغربي، سواء من خلال إنشاء محاكم مدنية ومراكز للسجون، بالإضافة إلى مدارس تعليمية في محاولة منها لتلافي آثار الماضي في هذه المناطق.

وأضاف أبوسامر أن التنظيمات التي يطلق عليها الجهادية أوضاعها معقدة إلى حد كبير، ففتح الشام تسيطر في بعض الأحيان على بعض المناطق المدنية لتنسحب منها بشكل سريع لتسيطر على بعض الحواجز الأخرى وتراجع أيضًا بشكل سريعا.

وعن تأثير ضربات التحالف الثلاثي على سوريا وموقف الجماعات المسلحة منها، قال أبوسامر: "لا علاقة لهذه الضربات، بحركات أو جبهات المعارضة السورية على الإطلاق فالكل بشكل أساسي يعمل ضدها ويستهدفها، وقد استهدفتها بالفعل قوات التحالف في الشهور القليلة الماضية بل ووصلت الضربات لأكثر من 500 طلعة جوية ومع ذلك كل هذه الحركات موجودة ولها تواجد علي الارض.


قاعدة الأمس وقاعدة اليوم 

وعن الظروف المشابهة بين أوضاع القاعدة في سويا وأوضاع القاعدة في أفغانستان والعراق واليمن في التسعينيات من القرن الماضي قال القيادي القاعدي:" الأمر مختلف الآن فالقاعدة في هذه الدول كانت لها قوة عسكرية كبيرة، أما في سوريا الآن لا، فقد شاركوا منذ البدايات الأولي ضد بشار الأسد وكثير من مناطق سوريا التي تسيطر عليها دخلت فيها نزاع مع تنظيم "داعش" وسيطر الأخير عليها مما دفعها إلي الانسحاب منها".

وأشار إلى أن القاعدة في سوريا الآن غير ملتزمة بأدبيات القاعدة الأم، وهناك خلافات عديدة حتى في تصورات وأولويات الصراع ورؤية القيادات على الارض.

وأكد أن أحرار الشام اليوم تختلف عن بدايتها بعد اغتيال قادتها الذين يحملون فكرها الأصلي وقد غيرت الاغتيالات البنية الأساسية لفكر الأحرار، فقد كانت في الصف الأول لضرب الأسد ونظامه، ثم وصلت لمرحلة دفاع عن الأسد ونظامه.

وأضاف أبو سامر أن الرسالة التي تهدف ضربات التحالف الثلاثي توصيلها، خارج حسابات التيارات الجهادية فهي رسالة إلى نظام الاسد وروسيا وإيران وحزب الله بأن الغرب وأمريكا هنا في المشهد. 

وقال إن القاعدة ترى أن أهداف هذه الضربات هو: 

- إضعاف الاسد وليس القضاء عليه. 
- إضعاف ايران وحرمانها من الكعكة السورية وإخراجها من الساحة (وتكون الخاسر الأكبر).
- إدخال فرنسا وبريطانيا كدول عظمى من أجل ضمان حصتهما ولو في الفرصة الأخيرة. 
- الأهم من ذلك كله الخلاص من السلاح القديم وتجريب السلاح الجديد ومعرفة مدى فعالياته في القتل والتدمير.


مرحلة جديدة

الصرع السوري يدخل الآن مرحلة جديدة فقد دفع القتال بين الفصائل جبهة تحرير سوريا وصقور الشام من جهةٍ وبين هيئة تحرير الشام من جهةٍ ثانيةٍ الى هدنةٍ لمدة أسبوعٍ تبدأ من الساعة الثانية عشرة ليلا من اليوم الجمعة 642018 م حتى الساعة الثانية عشرة ليلا من يوم الجمعة 1342018 م، يتم خلال هذه الفترة بحث الملفات العالقة بين الطرفين للخروج بتفاق مبدائي بتعامل مع الواقع الجديد بشكل مختلف. 

لكن سرعان ما خرقت هيئة تحرير الشام الاتفاق بهجومها على "معرة النعمان " وهي مدينة تقع جنوبي إدلب في سوريا، صباح هذا اليوم الأحد 1542018 م بحسب بيان جبهة تحرير سوريا، ضاربين عرض الحائط جميعَ الاتفاقات التي تمَّت مناقشتها في الجلسة الاخيرة ليتحمَّلوا مسؤولية الدماء وما ستؤول اليه الساحةمن خلال إصرارهم على قتال إخوانهم وتعنُّتهم في ذلك. 

هذا ما دفع فصائل القاعدة الرئيسية في سوريا مثل "جند الملاحم، وجيش الساحل، وجيش البادية، وسرايا الساحل، وسرية كابل، وجند الشريعة"، للإعلان عن مشروع توحيد الفصائل تحت مسمى تنظيم "حراس الدين"، وأعلن أميرها أبو همام الشامي أن ‏كل من بايع تنظيم قاعدة الجهاد في الشام ولم يقل الشيخ أيمن الظواهري بيعته يجب عليه السمع والطاعة للشيخ أبي همام والقاعدة الجديدة.

كما طالب الفصائل المتصارعة -هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا- بوقف الاقتتال الدائر بينهما، داعين جميع الفصائل السورية إلى أن يوجهوا بنادقهم وأسلحتهم نحو العدو( يقصدون الأسد والتحالف الثلاثي )، ويسارعوا في إنقاذ سوريا وأهلها من الجحيم الذي يعيشون فيه.