رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كمال حبيب: مرحلة ما بعد «داعش» هي التحدي القادم أمام العالم

جريدة الدستور

أكد الدكتور كمال حبيب، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن العالم يشهد تحديًا أمنيًا كبيرًا، وأن التنظيمات الإرهابية ستعود إلى السرية من خلال الخلايا النائمة والذئاب المنفردة خصوصا بأوروبا.

وأوضح، خلال مشاركته أمس في مؤتمر «ما بعد داعش.. التحديات المستقبلية في مواجهة التطرف والتطرف العنيف»، الذي تنظمة مؤسسة «مؤمنون بلا حدود»، أن مصر عرفت أول مجموعة لتنظيم الجهاد في عام 1968، ثم تطور الأمر بعد ذلك وتعددت مجموعاتها التنظمية بعد دخول العرب أفغانستان، وظهور المجموعات الجهادية في الجزائر.

وبيّن حبيب: إنه في التسعينيات من القرن الماضي استطاعت الدولة المصرية ضرب جماعة الجهاد عن طريق المواجهة الأمنية، ثم تبني المراجعات الفكرية التي كان لها صدى كبيرًا، وتأثرت بها السعودية ثم الجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا.

وأكد أن الدولة المصرية تواجه حاليا مجموعة من التحديات المستقبلية، أهمها تنظيم ولاية سيناء، الذي لا يزال قادرا على تحدي الدولة وإحداث عنف وقلاقل في المجتمع، معتبرا أن الحملة ضده لا تستطيع القضاء عليه، خصوصا أنها اعتمدت على الأسلوب الأمني فقط وغيّبت المقاربات الفكرية.

وأشار إلى أن التحدي الثاني هو تحدي تنظيم القاعدة، خاصة أن مصر لها حدود كبيرة مع ليبيا، وهي ملاذ لكثير من التنظيمات العنيفة والمتطرفة، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية ليس لها معلومات دقيقة عن الجماعات الإرهابية، وليس لها استراتيجية للتعامل معها حتى الآن.


وأكد محمد العاني، المدير العام لمؤسسة «مومنون بلا حدود»، في بداية المؤتمر في مدينة مراكش، أن التحديات المستقبلية في مواجهة التطرف والتطرف العنيف تجعلنا ندخل مرحلة جديدة تعتمد على الدراسات الميدانية لتفكيك الظاهرة الإرهابية.

وأكد أن مؤسسته تمتلك نحو 3 ملايين وثيقة حول هذه الظاهرة والجهات المرتبطة بها، من أشخاص وجماعات إسلامية، وهي تخص أيضا الأجيال الجهادية السابقة منذ الستينيات من القرن الماضي.

وأشار «العاني» إلى أن مؤسسة «مؤمنون بلا حدود» ستعمل على أرشيف بالغ الأهمية، ستتم معالجته وإتاحته للمعنيين بالأمر من باحثين ودارسين وغيرهم، كما ستعمل على تأسيس وحدة متخصصة لمعالجة المعطيات والوثائق الخاصة بالظاهرة الجهادية.

وعقّب الباحث المغربي، منتصر حمادة، المتخصص فى شئون الحركات الإسلامية بمركز المغرب الأقصى للدراسات والأبحاث، المشارك في المؤتمر، بأن مداخلة كمال حبيب تُحسب للمؤتمر، وهي تعبر عن ارتفاع مؤشر «المُكاشفة»، ومن بين النتائج المباشرة لهذا الخيار أخذ مسافة من القراءات الاختزالية التي كانت سائدة، ولكن أخذًا بعين الاعتبار تعدد القراءات، لنشاهد أمامنا عدة قراءات مُركبة، وهذا أمر يُفيد المعني بالقراءة الاختزالية.

وأضاف أن من ذلك عدم اختزال الظاهرة في المُحدد الديني فقط، عبر استحضار مُحددات أخرى، كالمُحدد الاستراتيجي، كما جاء بشكل صريح ــ ولو في صيغة أسئلة ــ في مداخلة كمال حبيب من مصر، والذي طرح عدة أسئلة حول الدعم الإقليمي والغربي لتنظيم «داعش» في أولى محطات الفتنة السورية.