رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فك شفرة «الجولاني».. ننفرد بنشرقصة زعيم"هيئة تحرير الشام"(1)

جريدة الدستور

«غموض.. سرية.. شكوك».. تلك هي ملخص قصة أبي محمد الجولاني، الرجل الأول في هيئة تحرير الشام «جبهة النصرة سابقا»، والذي تلاحقه الاتهامات بالعمالة للنظام السوري، وأنصاره الروس والإيرانيين، أو بالعمالة للأمريكان، بعد إعتقاله في 2004 علي أيدي أجهزتها الاستخباراتية..."أمان" تحاول فك شفرات "الجولاني" وإلقاء الضوء علي نشأته ومسيرته.
اسمه الحقيقي، أحمد حسين علي الشرع، والملقب "الجولاني"، ولد في مدينة "درعا" عام 1981، ثم انتقل إلي المملكة العربية السعودية للاقامة هناك مع عائلته، ويقال أنه من عائلة "الشرع"الذي ينتسب إليها، فاروق الشرع،وزير خارجية سورية الأسبق.
عاد "الجولاني" إلي العاصمة السورية، مع بداية الألفية الجديدة، لدراسة الإعلام في جامعتها " دمشق"ولم يكمل دراسته فيها، ثم توجه إلى العراق في عام 2004، والتحق بفصيل مغمور يدعى"سرايا المجاهدين"،وانتقل إلي حلب، ومع أول عمل ميداني لــ"لجولاني" ألقت القوات الأميركية القبض عليه في محافظة الأنبار، وحولته الى معتقل بوكا.
"بوكا" سجن بالعراق،التقى "الجولاني" فيه بعدد من الشخصيات التي شكلت لاحقا عماد تنظيم "داعش" الإجرامي،وكان على رأسهم أبو مسلم التركماني وأبو أيمن العراقي
كما عرف عن سجن بوكا -الذي تديره القوات الأمريكية - أنه "الجامعة" التي تخرج منها معظم قادة داعش المشبوهين، وفي مقدمتهم البغدادي وحجي بكر !
في عام 2010،أفرجت أمريكا عن مجموعة من الشخصيات التي تقلدت مفاصل تنظيم"داعش"الإرهابي لاحقا،منهم أبو مسلم التركماني الذي عين واليا على ولاية نينوى العراقية فيما بعد.
مع بداية انطلاق شرارة الثورة السورية،عام 2011 أفرجت القوات الأمريكية عن "الجولاني"، فالتحق بأبي مسلم التركماني في نينوى شمال العراق، وهدفت الولايات المتحدة الأمريكية من إطلاق سراح المئات من معتقلي "بوكا"،الإسلاميين مع بداية الثورة السورية،من جانب وأنتصارات الحشد الشعبي في العراق خلال تلك الفترة من جانب أخر، كانت أهدافه معلومة للفصيل الإسلامي الذي بدأ تكوينه علي ايدي تلك الاستخبارات الغربية،ولم يكن حدثا عفويا، أو بادرة حسن نية تجاه شعوب المنطقة التي أيدت الإسلاميين،دون إدراكها بأنها وقعت في ايدي "الغرب" للقضاء علي ما تبقي من تراث الأمة، من أدلجة الثورة الشعبية واختراقها، وإغراقها بفوضى صراعات التيارات الإسلامية، التي كانت تطحن بعضها في السجون.