نجلة رئيس اتحاد كتاب فلسطين لـ "أمان": الجيش دافع عن عروبة القدس ولا صحة لصفقة القرن

تعد المرأة الفلسطينية هي نواة الأسرة وحجر الأساس وتلعب دور الريادة دائما في مجالات عدة،  "فدوي فؤاد إبراهيم عباس " روائية و ناقدة وكاتبة فلسطينية ، من مواليد النكبة 1948م تقول عن نفسها  "أنا ابنة النكبة وبدون شهادة ميلاد ، أعتبر نفسي مصرية وتعلمت بمصر ولم يكن ليّ شهادة ميلاد لأن أبي كان رافضاً الحياة بعيدة عن ارضه وأرض آبائه وأجداده .

هي ابنة الأديب والمفكر الفلسطيني "فؤاد عباس" رئيس فرع الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين بمصر، ومؤسس إذاعة "صوت فلسطين – صوت منظمة التحرير الفلسطينية من القاهرة" حيث كتب التعليق والبرنامج والخاطرة، في معظم الصحف المصرية مدافعا عن عروبة القدس ومشيدا بالمواقف المصرية تجاه القضية الفلسطينية ، التقتها  "أمان" بمناسبة اليوم العالمي للمرأة  وكان هذا الحوار :

ما هو رأيك في قرار ترامب بشان نقل العاصمة الإسرائيلية إلي القدس المحتلة ؟

أمريكا لا ترعي سلام، والشعب الفلسطيني لا يثق في امريكا ووعودها، إسرائيل لا معاهدة لها، فالشعوب تري أن اسرائيل في أعينهم كـالذئب يستحيل أن يسلمٌها، فلا سلام مع اسرائيل، لأنها هي اول من زرعت الإرهاب في العالم العربي.

ماذا تقصدي بأن إسرائيل هي أول من زرعت الإرهاب بالعالم؟

نعم أول من زرعت الإرهاب بالنفوس، باستخدام أبشع أنواع العنف وقتل الاطفال والأبرياء والشيوخ بلا رحمة، فأحداث التاريخ شاهدة على إرهابهم كـحادثة مذبحة بحر البقر في الشرقية، وقتل الأطفال بالمدارس في جنين وغزة.




ما آليات مقاومة قرار ترامب من وجهة نظرك ؟

كثير ما اسأل نفسي.. هل البلاد العربية تفتقد المال؟ فالتاريخ يعيد نفسه مرة أخرى، والغريب أن الشعب الفلسطيني يصعب عليه أن يحصل على سلاح ويٌعتقد البعض أنه ترك مقاومة المغتصب.

ودائمًا ما كنت أسأل والدي عندما كنت صغيرة وهو كان رئيس للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين وصاحب موسوعة بيت المقدس، ولم أكن أبلغ من العمر العشر أعوام.. لماذا تركتم يا ابي الأرض؟.. وكان رد والدي كرد جميع الفلسطينيين أننا لا نملك السلاح أو حتى السكاكين، على عكس حال العدو الذي يملك أحدث تقنيات الحرب، الشعب الفلسطيني أٌجبر على الرحيل يا بنيتي، وجهت لنا نداءات بترك الأراضي على أمل ان نعود بعد شهر، ولكن فجأة عرفنا القرار بالهدنة.. ومن أراد أن يعود إلى بيته من جديد بعد الهدنة كان يطلق عليه النار.

ولماذا يشاع في بعض الدول العربية ان الفلسطيني باع ارضة للصهاينة ؟

هذه من الخرافات التي روجتها إسرائيل وصدقها العرب، لقد تم تجريدنا من المال، ثم السلاح، وبدأت المؤامرة علي ارض فلسطين، أما الإسرائيليين في هذا التوقيت فكانوا يأخذون التعويضات من ألمانيا من اجل الهولوكوست المزعوم ؛ لذلك اقتصادها كان قوى.. هذا لم يضعف قوة الفلسطينيين علي الارض، وأكبر دليل على قوتهم وقدرتهم على اهتزاز اقتصاد إسرائيل هي الانتفاضة الثانية عام 1987م.

كيف تري دعم مصر لقضية القدس وعروبتها ؟

مصر خط الدفاع الأول عن عروبة القدس وعصب الأمة العربية.. ولكننا نحتاج إلى دعم الشعوب العربية للقدس، سقوط الأقصى سقوط للأمة العربية.

مصر قوية فالله -عز وجل- ذكرها في كتابه العزيز: "ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ"، مصر تحتضن كل البلاد العربية في أزمتهم فمصر ترحب بكل اللاجئين بأرضها دون مقابل؛ فمصر بلد روحانيًا.

ساعدت مصر كل البلاد العربية في مشروعاتها التحررية ؛ فبعد تحرير الجزائر دعي الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بالاهتمام بالقضية الفلسطينية، وأتذكر دائمًا أن والدي أعطى مفتاح ييتنا في فلسطين للجيش المصري الذي قاوم الاحتلال فأبْلى بلاء حسنًا في الاربعينيات، ولا صحة انها سوف تفرط في ارض فلسطين او ما يثار حول قضية صفقة القرن .

فى اليوم العالمي للمرأة كيف تري حال "المرأة الفلسطينية" ؟

المرأة الفلسطينية قوية ودورها أكبر من الرجل لأنها مسئولة على تربية الرجال، فالمرأة الفلسطينية تقاوم الاحتلال بكل ما تملك، واستطاعت أن تعيش وسط أحوال الحرب وتصر على المقاومة، فأنا علي سبيل المثال امرأة فلسطينية ابنة النكبة وبدون شهادة ميلاد.

كيف يتم توثيق جرائم الحرب الإسرائيلية ؟

السرد وتسجيل الجرائم يٌحيى الوطن، وكانت جدتي تقول لي "إن الوطن يحي بالحكي، حتى نصل للوعي".. فتناول جميع الجرائم الصهيونية بالروايات والشعر والأدب هو نوع من انواع المقاومة، والمقاومة الإيجابية التي توثق الجرائم، لان جرائم الحرب والتعذيب لا تسقط بالتقادم وهذا ما أقوم بكتابته وتوثيقه.

كيف تنظري للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية ؟

المصالحة خيار شعبنا ولا يجب التفرقة بين كيان واخر، نحن كالفلسطينيين لا نفرق بين جميع الفصائل، وللأسف ظهرت التفرقة الحديثة الآن، أخبرني أبي أنه كان ينتمي لحركة فتح، لكن جميع الحركات كان لها اليد الطولي في المقاومة، التفرقة سبب من أسباب الخراب وضياع أحقية الأرض والقدس، هذه الحرب الطائفية حذر منها الشيخ أحمد حسن الباقوري بأنها نقطة ضعف شديدة في الامة العربية التي يترتب عليها تدمير وزوال هيبتها.