رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الركود الداعشى.. التنظيم يلجأ لوسائل جديدة لكسب المقاتلين

داعش- أرشيفية
داعش- أرشيفية

التنظيم يعيد نشر مواده القديمة لخداع أتباعه وكسب مقاتلين جدد

«النجار»: يهدف لتعويض غيابه على الأرض


بدأ تنظيم «داعش» الإرهابي في نشر العديد من مواده الإعلامية المصورة والمقروءة على حد سواء، من مختلف المؤسسات التي تتبع له، سواء المناصرة أو غيرها، وبأعداد ضخمة، في إشارة إلى افتقار التنظيم وركوده على الأرض وتعرضه لهزائم كثيرة خلال الفترة الماضية، وتحديدًا الخسائر التي تلقاها عناصره في سيناء عقب العملية الشاملة للقوات المسلحة «سيناء 2018».

وعكفت المنابر الإعلامية والمنتديات الجهادية، والقنوات الخاصة بالتنظيم، عبر موقع التواصل الاجتماعي «التليجرام»، على نشر مواد أرشيفية، كالمواد المقروءة الخاصة بما تعرف بـ«مؤسسة التراث العلمي»، وأرشيف مواد «أبوماريا الأسيف»، ومكتبة الهمة، وأعداد كبيرة من مجلة النبأ، وإعلام الولايات التي كانت تتبع له، بالإضافة إلى مؤسسات «الفرقان والاعتصام وأجناد»، وإذاعة «البيان» ومركز «الحياة» للإعلام، في محاولة منه لاستعادة أمجاده المزعومة، بالإضافة إلى نشره بيان بيعته، داعيًا عناصره إلى تجديدها مرة أخرى.

ديوان الإعلام

ليس هذا فحسب، بل حرص التنظيم الإرهابي على نشر العديد من التعميمات للانضمام إلى ديوان الإعلام لديه، والالتحاق بمجالات الدعاية والإعلام، مطالبًا المتقدم بأن تكون لديه خبرة في كل مجالات «التصميم، والمونتاج، وكتّابة المقالات، والسيناريو، والتدقيق اللغوي»، بالإضافة إلى فتح سرية جديدة عبر «التليجرام» أطلق عليها «سرية أجناد»، للعمل في صفوفها ضمن «كتيبة الغزو» بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، لفتح العديد من الحسابات التابعة للتنظيم الإرهابي، تهدف إلى نشر المواد الإعلامية الخاصة به، مطالبا المنضمين إليها بالتركيز على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، و«تويتر»، الفترة المقبلة، والتواجد فيهما بكثرة، في مسعى منه لنشر أفكاره الإرهابية، واستقطاب عناصر جدد.

ضربة للدواعش

وفي ضربة جديدة تلقاها تنظيم «داعش» الإرهابي، وتحديدًا جهازه الإعلامي ومؤسسته الرسمية التي تنشر أخباره باستمرار، ما تعرف بـ«وكالة أعماق» - تم القبض على المسئول الإعلامي للوكالة الداعشية، حيث اعتقلت القوات العراقية مسئول وكالة أعماق، وعددًا من مساعديه في ضواحي مدينة الموصل العراقية.

وجاء اعتقال المسئول الإعلامي للوكالة الداعشية، بعد إصدارها الرعب والترهيب لدى التنظيم الإرهابي الذي استمر منذ تأسيسها عام 2014، وعقب سيطرته على أجزاء واسعة من سوريا والعراق، حيث تعد الوكالة هي الذراع الإعلامية للتنظيم التي تبث يوميًا سمومها وأخبارها والمقاطع المصورة للترويج للتنظيم.

فيما تمكنت قوات الأمن الأفغانية، مساء أمس، من قتل 13 من عناصر داعش خلال حملة أمنية موسعة في ولاية جوزجان شمال أفغانستان، عقب العملية الأخيرة للتنظيم التي شنها الجمعة الماضي، بهجوم انتحاري بسيارة مفخخة ضد موكب لقوات أجنبية شرق العاصمة الأفغانية كابول.

وعن ركود التنظيم ومحاولات تواجده مرة أخرى، أكد «هشام النجار»، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن تنظيم داعش الإرهابي في مرحلة جديدة يحاول من خلالها استخدام أساليب وتكتيكات تنظيم «القاعدة» الإرهابي، ليعوض هزائمه، لافتًا إلى أن هذا توجه يحمل مغامرة كبيرة لدى داعش، ويحتاج لوقت كبير يحدد فيه هويته الجديدة وإعادة ترتيب أوراقه مرة أخرى.

وأضاف «النجار»، في تصريحات لـ«أمان»، أن من ضمن الأسباب التي سعى إليها التنظيم الإرهابي لنشر مواده الإعلامية سواء المصورة أو المقروءة، تأتي ضمن محاولة بقائه على مسرح الأحداث، مؤكدًا أن تعويض غيابه وفعالياته على الأرض لن يتحقق إلا بتكثيف حضوره الإعلامي، وهو لا يجد ما يغطي ذلك إلا عبر نشر المواد القديمة مرة أخرى، لإيهام المتعاطفين معه بمجده، واستقطاب عناصر جدد لديه بعد الضربات الكبيرة التي تعرض لها.

وأوضح الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن التنظيم الإرهابي يبحث عن ملاذ جديد، يحاول من خلاله العودة مرة أخرى وبقوة، لافتًا إلى أنه سيبتعد عن المراكز التقليدية، وسيحرص على التواجد في الدول والبؤر التي تنتشر فيها الفوضى ويسهل السيطرة عليها من قبل عناصر التنظيم.