رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمود عبدالرازق الرضواني يكشف حقيقة «الميليشيات السرية» لـ«الإخوان»

محمود الرضواني خلال
محمود الرضواني خلال الحوار

الإخوان دولة سرية قائمة بالفعل و10% من أتباعها ميليشيات مسلحة
كل الجماعات الإرهابية تعمل لصالح الإخوان
الأزهر «تسمع منه عجيجًا ولا ترى طحنًا» في مواجهة الإرهاب




الاحتكاك المباشر مع أصحاب الفكر المتطرف، أقرب الطرق لفهم طبيعة تفكيرهم، وتوقع ماذا يمكن أن يكونوا عليه في المستقبل، ومن يمكن أن يستميلوه ويسيطروا عليه، وليس هناك أقرب احتكاكًا بهم من أولئك الذين وقعوا معهم في معارك وسجالات طويلة، فعرفوا بذلك أساليبهم وكيف يطوعون الشرع في خدمة أهدافهم، ويعد الداعية السلفي الدكتور محمود عبدالرازق الرضواني، أستاذ العقيدة والمذاهب ومقارنة الأديان وصاحب قناة "البصيرة" الفضائية واحدا من أكثر الذين وقعوا في مواجهة مباشرة مع كل الجماعات الإسلامية بلا استثناء، خاصة جماعة الإخوان المسلمين التي يرى أنها أصل كل شر في العصر الحديث، وأن كل الجماعات الإرهابية تعمل لصالحها، ويعتبر أن جميع من يحاولون الظهور الآن بأنهم يقودون عملية مراجعات فكرية من المقربين للجماعة في الخارج، أخطر منها بكثير، الأمر الذي جعله دائما في مرمى هجماتهم وصار مشهورا بين أتباع الجماعات الإسلامية بأنه يحارب كل الشيوخ.. في الحوار التالي يفضح الرضواني الدولة الباطنية الخفية لجماعة الإخوان وجرائم أتباعها من كل الفصائل التي تتمسح برداء السلفية.. فإلى نص الحوار:

لماذا هذا الكره الكبير بينك وبين كل فصائل التيار الإسلامي رغم أنك واحد من المحسوبين على السلفية؟

أنا لا أكره أحدا لشخصه، لأنني بكل بساطة ليس بيني وبين أحد منهم نسب أو مصاهرة أو نزاع على تركة أو ميراث، ورغم ذلك قدمت النصح كثيرا لهم ولكن لا أحد يستجيب،سواء من الناحية العلمية التي أظهرت لي أنهم جميعا يعملون كـ "عصابة" الولاء والبراء لكل ما يحقق مصالحها حتى وإن صادم أصول العقيدة مثلما كان الحال معي في محنة بحث "أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة" التي اعترف بها العالم كله، كما أقرها مجمع البحوث الإسلامية في مصر، وكشفت لي هذه المحنة كوارث وأسرارا، لم أكن أتخيل أن أراها بين من يحملون لواء العلوم الشرعية، فقد تحدى الجميع نصوص الكتاب والسنة، لمجاملة بعضهم البعض على حساب العقيدة، وبدأت من هذه اللحظة تلمس الخريطة والشبكة العنكبوتية التي تجمع كل عناصر التيار الإسلامي الحركية والجهادية في مصر والخارج بجماعة الإخوان، ورغم محاولاتي الكثيرة لنصحهم على مدى أكثر من 7 سنوات إلا أن الكل أصر وظل على عناده، في مخالفة تلو أخرى، أريقت بسببها دماء المسلمين ما ترى، وكنت واحدا من الذين كشفوا تفاصيل وأسرار دولة الإخوان الباطنية التي تعيش في الخفاء وتسعى لهدم العالم الإسلامي كله من أجل الظهور للعلن، وأصبح لدي يقين أن الإخوان تعيش وتحيا في الخفاء وتذبل وتموت إذا ظهرت في العلن.

ولذلك فكل من له علاقة بها يعتبرونني عدوا لهم، وحينما أنتقدهم وأبين انحرافهم وضلالهم واستغلالهم للدين في تحقيق أهدافهم يتهمونني بأني أسب وأشتم، ودائما أدعوهم لمناظرتي على قناة البصيرة وجها لوجه فهي مفتوحة 24 ساعة ليأتي من يريد أن يدافع عن نفسه، ولكن لا أحد يجرؤ، لأنهم يعلمون يقينا ما هم عليه من ضلال وأعيد النداء من خلال منبركم هذا، إذا كان من بينهم رجل فليأتي إلي ويناظرني الحجة بالحجة.

كل هؤلاء ينتمون إلى مذهب السلف الذي تعتبر نفسك أحد أتباعه فلماذا تهاجمهم دائما؟

والله لقد أهان كل هؤلاء كلمة "السلف" التي بات يأنفها الناس من أفعال من ينسبون أنفسهم إليها، السلفية الحقيقية تتلخص في كلمتين، تصديق خبر الله، وتنفيذ أوامره ونواهيه، فإذا فعلت ذلك فأنت سلفي، أما الكيانات التي تسمى نفسها سلفية اليوم فليعطونني "أمارة" على ذلك، وأتوجه إليهم بالسؤال، هل أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتأسيس جماعات؟ وما حكم من لا ينتمي لجماعة منها؟ هل هو مسلم أم ماذا يكون من وجهة نظرهم؟ فليراجع كل منهم نفسه وانتماءاته ومواقفه التي نفرت المسلمين من دينهم وشككتهم في شريعة ربهم، وامتدت إلى إراقة الدماء في كل شبر من بلاد المسلمين تحت زعم المنهج السلفي وهو منهم براء.


نراك لا تفرق بين الإخوان وكل التيارات الأخرى فكيف ترى الجماعة بين الفرق الإسلامية؟

تكمن خطورة جماعة الإخوان في أنها جماعة سرية باطنية، تفوق خطورتها الماسونية، وهو ما يجعل من الصعوبة التعامل معها، وفهم توجهاتها بشكل دقيق، أو توقع حجمها الحقيقي على وجه التفصيل، فالمعروف عن الجماعات السرية أنها تجيد التخفي والتلون في أشكال كثيرة، وقد لاحظنا ذلك بالفعل على الجماعة، حينما بدأت تظهر للعلن بعد أحداث "الربيع العربي" التي فضحت الكثير من الأمور التي لم تكن معلومة عنها، والتي كانت تمارسها في الخفاء منذ تأسيسها على يد حسن البنا، وقد وصل الحال بمؤسس الجماعة إلى أن أصبح يجهل كثيرا مما يدور داخلها.
وبعد ثورة 25 يناير، ظهرت علاقات لم تكن معروفة للجماعة بالفعل بشخصيات وكيانات أبعد ما تكون عن التيار الإسلامي التي أعلنت التحالف مع الجماعة، والحقيقة هناك من أصابتهم الصدمة لذلك، لأنهم لا يعرفون طبيعة هذه الجماعة التي تجيد فن التسلل للممنوع، أو الوصول إلى أبعد ما يمكن تصوره من التربيطات والعلاقات السرية فلديهم قدرة عجيبة على التحالف مع الأضداد، حتى إنهم يستطيعون التحالف مع الشيطان نفسه، وهذه طبيعة الجماعات السرية، التي تحكمها مبادئ الميكافيلية النفعية التي طبقها حسن البنا بالفعل، وجعلها مبدأ رئيسيا للجماعة في قاعدته الذهبية التي تعتبر دستورا للجماعة الآن، والتي تقول: "نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه" فلا تستغرب إذا وجدت تحالفا بين الجماعة وبين أي من الشخصيات أو التيارات السياسية التي تخالف مبادئها سواء كانت من اليمين أو اليسار أو من أي جهة كانت، حتى تلك التي تكفرها الجماعة.

وهل من المنطقي أن يستطيع حسن البنا فعل هذا وحده دون الاعتماد على أحد؟

مسألة وجود داعمين لحسن البنا في مرحلة تأسيس الجماعة ليست مستبعدة ولكن ليس هذا هو المهم رغم خطورته، دعني أقول لك إن حسن البنا كان مجرد "عيل صغير" كغيره من الشباب الذين يطمحون إلى الزعامة، وقد نظر كغيره من الشباب صغير السن إلى نظام الحكم وقال لماذا لا أكون ملكا أو رئيسا؟ أوليس هذا الملك والرئيس "بني آدم مثلي" فلماذا لا أكون أنا مكانه، بل ولماذا لا أكون خليفة للمسلمين جميعا، وما المانع أن أكون قائدا للعالم كله؟
وكلها من نوعية الأسئلة التي تدور في ذهن الشباب في مرحلة ما، لكنها عند حسن البنا انتقلت من حالة الحلم التي يمكن أن تراها لدى الكثير من الشباب الصغير إلى منطقة الفعل، والأخطر أن حسن البنا لم يكن بعد قد بلغ سن العشرين عندما أسس الجماعة، واستطاع التأثير في "شنبات" وأصحاب "لحى وعمائم" من الشيوخ والعلماء والسياسيين الذين ساروا خلفه وكأنهم مخدرون، وبدأت دعوته في الانتشار، وهو ما جعلها محط أطماع جهات خارجية قد أحاطته برعايتها ومنها بريطانيا على سبيل المثال التي استطاع الحصول منها على دعم مادي لبعض أنشطته، وهذا هو الأخطر.

إذن فإلى أي مدى تصل خطورة الإخوان؟

الجماعة تسير على مبدأ السرية، وهو مكمن خطورتها فهي لا تجيد العمل في العلن، مثلها مثل الكيانات الباطنية، تحيا وتقوى في الخفاء، وتذبل وتموت إذا ظهرت للعلن، والجماعة تسير على هذا النمط منذ ما يقرب من 90 عاما وبالتالي فإن هذه الفترة الزمنية الطويلة من العمل السري الباطني جعلها تتخفي داخل مؤسسات الدولة بهدف هدمها، والإعلان عن نفسها في الوقت المناسب، وهو الأمر الذي تم اكتشافه بعد أحداث 25يناير، حينما بدأت الجماعة تعلن عن نفسها وتستعرض قوتها على الأرض تمهيدا لمرحلة التمكين التي شاء الله تعالى ألا تتم لهم.
وخطورة الجماعة إذن في أنك لا تشاهدها، أو إنكار أعضائها انتماءهم لها، في مرحلة الضعف كما ترى الآن فالجماعة تظهر أمامك في صور متعددة لا تكاد تستطيع أن تلمسها.

مثل ماذا؟

على مدار الأعوام الستة الماضية أخذت على نفسي عهدا لكشف خطورة هذه الجماعة المارقة، وبالفعل استطعت كشف كل كبيرة وصغيرة تتعلق بها وبجميع الفصائل التي تنتمي لها، وبفضل الله تعالى، كنت سببا في فضح أدق تفاصيلها في كل الدول التي لها أفرع بها خاصة مصر والسعودية ودول المغرب العربي، ومن خلال هذه المعايشة العلمية مع واقع الجماعة تبين أن هناك صورا عديدة لها مهما اختلفت المسميات ومهما ادعت فيما بينها من عداوات فيمكنك أن ترى الجماعة في صورة الدعوة السلفية، والجمعية الشرعية، وجميع كيانات التيار الإسلامي من أحزاب وجمعيات وشخصيات، كما يمكن أن تظهر الجماعة في صورة الشخص الليبرالي أو اليساري أو العلماني أو حتى الملحد ولا نتفاجأ أبدا بوجود أسماء بعيدة كل البعد عن العمل الإسلامي في صفوف الجماعة فهي موجودة حولك في كل مكان في شكل دولة باطنية خفية داخل الدولة، وقد رأيت بالفعل أشخاصا ظهر انتماؤهم للجماعة وكانوا مفاجأة للجميع مثل سامي عنان وهشام جنينة وغيرهما.

ماذا تعني بالدولة الباطنية الخفية؟

الحقيقة المرة أن الإخوان دولة قائمة بالفعل، ولها مؤسسات موازية لمؤسسات الدولة، فهي دولة بكل ما تعنيه الكلمة لها حاكم فعلي ونظام سياسي واجتماعي شامل، ولها قانون ومجالس نيابية وتشريعية ومحاكم وكل ما يمكن أن تتوقعه في دولة قائمة على الأرض.
فالحاكم الحقيقي لدولة الإخوان في أي دولة من الدول ال95 التي أعلن عنها محمد بديع في تصريح له بقسم نشر الدعوة بعد ثورة يناير، هو المراقب العام للجماعة بها، فمثلا عندك في مصر الحاكم الفعلي لهذه الدولة مازال هو خيرت الشاطر رغم أنه محبوس الآن، وقد كان كذلك حتى بعد وصول محمد مرسي للحكم، فكان محمد مرسي يحكم الدولة الظاهرة، وخيرت الشاطر يحكم الدولة الباطنية وقس على ذلك أي دولة أخرى من الدول التي أعلن عنها بديع، وهو أمر في منتهى الخطورة على أية دولة.

ما مدى خطورة ذلك؟

تخيل أن هناك نظامين للحكم داخل دولة واحدة، أحدهما يسير في اتجاه والآخر يسحبه في اتجاه معاكس، فماذا يمكن أن يكون حالها؟ أتعرف المثل الذي يقول: "المركب اللي عليها مركبين بتغرق" وهو سر الدمار الذي حدث للدول التي ظهرت فيها الجماعة.
وقولنا إن هناك دولة باطنية بالفعل شيء واقعي وليس على سبيل المبالغة، فهناك رئيس لها في مصر هو خيرت الشاطر وخليفة هو المرشد وهناك جيش فعلي يمثل 10% من أعضاء الجماعة، هو قواتها المسلحة الموجودة على الأرض في شكل ميليشيات مدربة، بدأت بالفعل فيما يطلق عليه "التنظيم الخاص"، وقد رأينا فصائل مسلحة تنتمي مباشرة للجماعة ومنها حسم و"لواء الثورة"، ولا يخفى عليك اعترافات المرشد العام السابق محمد مهدي عاكف حينما أعلن أن الإخوان مستعدة لإرسال 10 آلاف مقاتل لمساندة حزب الله خلال الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2009م، كما أن هناك نظاما اقتصاديا كاملا يسيطر على أغلب الكيانات الاقتصادية الموجودة من سلاسل محلات ومكاتب صرافة وشركات، وغيرها مما يجعل الجماعة تتحكم في الاقتصاد بدرجة كبيرة، وهناك جمعيات ومستشفيات ومدارس ومعاهد وغيرها من المؤسسات الاجتماعية والتربوية.
كما تمتلك الجماعة آلة إعلامية كبيرة تتمثل في قنوات الداخل والخارج والكثير من الصحف والمواقع الإلكترونية التي تستخدمها في تحقيق أهدافها.
وتهدف الجماعة من خلال هذه الكيانات إلى إسقاط الدولة، وإقامة دولة الخلافة على منهاج حسن البنا وسيد قطب، وقد انتبه الغرب بالفعل لهذه المسألة، ولذلك تراهم يدعمون هذه الكيانات التابعة للجماعة ليس بالطبع نصرة للإسلام بل لإضعاف أي بلد توجد فيه ولذلك تجد أغلب علماء الغلو في الإسلام عملاء للدول المعادية للإسلام والمسلمين التي تحرص على غرسها في جسد الأمة، ويمكنك أن ترى ذلك في الفضيحة التي لم تعد سرا والتي كشفها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما حول وثيقة بيع سيناء التي وقعها بالفعل خيرت الشاطر، وفي رحلات الحج المستمرة لقيادات التنظيم الدولي إلى الكونجرس والمنظمات الأمريكية.


وما قولك في الدعوات التي يطلقها منشقون عن الإخوان لقيادات الجماعة بترك العمل في السياسة؟

أريد منك أن تكون متأكدا من شيء واحد، ليس هناك منشقون عن الجماعة بهذه الصورة التي تراها، من ينشق عن الإخوان لابد أولا أن يعلن التبرؤ من حسن البنا وسيد قطب، وأن يخلع يده منها بالكلية، وأن ينضم إلى صفوف الجماهير ويجعل ولاءه لله تعالى، وليس كما نرى في تلك الصور الملونة التي نشاهدها كل يوم سواء في داخل مصر أو خارجها من أولئك المخنثين الذين يحاولون الظهور في صورة الناصح الأمين للجماعة بترك العمل السياسي.
وأقولها كلمة واحدة الإخوان لا تعرف شيئا اسمه ترك السياسة، كما لا تعرف شيئا عن الدعوة، فإلى أي شيء يدعون، وعن أية دعوة يتحدثون.
يا أخي أعزك الله، كل هذه وجوه متعددة للإخوان، وهي لعبة قديمة للجماعة التي تجيد الألاعيب الشيطانية فكل أولئك صور شيطانية لها، مثلهم مثل التنظيمات الإرهابية المنبثقة عنها والتي تعلن كثيرا تكفير الإخوان مثل داعش والقاعدة وغيرهما.

وهل هناك صلة بين هذه التنظيمات والإخوان؟

قولا واحدا، كل الكيانات الإرهابية خرجت من رحم الجماعة، والفروقات بينها مجرد صور لتوزيع الأدوار فقط لا غير، فكما ذكرت لك أن كل علماء الغلو في الإسلام عملاء للدول المعادية للإسلام بهدف تحقيق مصالحها مهما اختلفت المسميات، فقد أدرك هؤلاء أن أهمية الدور الذي يمكن أن تؤديه هذه الكيانات التي خرجت من عباءة الجماعة وكلها تُجيش لصالح الإخوان في النهاية حتي الجماعات الدعوية منها، خذ مثلا عندك في مصر الدعوة السلفية وقياداتها مثل ياسر برهامي واسماعيل المقدم وغيرهما من الأسماء التي تنتمي لهذا التيار مثل محمد حسان والحويني وحازم أبوإسماعيل، كلها وجوه مختلفة للإخوان، وكذلك إذا نظرت إلى المملكة العربية السعودية، فهناك التيار السروري، الذي لبس ثوب السلفية لنشر الفكر القطبي الإخواني في المملكة، وقد انكشف كل هؤلاء حاليا وصار النظام السعودي يتعامل معهم على المكشوف، وبالفعل فقد وضع عددا منهم في السجون مثل سلمان العودة وغيره من الذين يتاجر الإخوان بهم حاليا.

ما دليلك على أن الإخوان أصل التنظيمات الإرهابية في العالم؟

ذكرت لك أن الإخوان هي الجماعة الأم التي تدور في فلكها كل هذه التنظيمات مع اختلاف مسمياتها، لخدمة هدف واحد وهو هدم الدول الإسلامية من الداخل، وقد فطن لذلك أعداء الأمة فكان السبيل لتحقيق هذه الغاية هو دعم فصيلين نذوق منهما المرار ألوانا الآن، وهما أحفاد ابن سبأ اليهودي "الشيعة"، والخوارج، والأدلة على ذلك لم تعد تحتاج دليلا، وتمثل جماعة الإخوان العامل المشترك بين الفصيلين بكل تنوعاتها، فكما تعلم أن جذور تنظيم القاعدة إخوانية، باعتراف قادة التنظيم أنفسهم، ومنهم أيمن الظواهري، إضافة إلى العلاقة التاريخية بين الجماعة والشيعة منذ بداية تأسيس الجماعة على يد حسن البنا الذي لا يخفى دوره في محاولة تثبيت الشيعة في مصر والسعودية، كما ساند الإخوان نظام الملالي في محاولة القضاء على السنة في الخليج.
وقد فطن أعداء الأمة لهذه التركيبة السحرية التي يمكن استغلالها في تفتيت الأمة الإسلامية فنالت رعايتهم بشكل كبير، ويمكنك أن تشاهد ذلك بشكل معلن الآن فيما يجرى على الأراضي السورية.

ما تقييمك لدور الأزهر الشريف في مواجهة الإرهاب؟

المأمول من الأزهر أن يكون حائط الصد الأول في مواجهة التطرف والإرهاب، والوقوف بجوار الدولة في خندق واحد في معركتها الحالية، وليس مع مصر وحدها بل العالم الإسلامي كله، لكن للأسف حال الأزهر من الداخل لا يرتقي الآن لهذه المهمة العظيمة، وهو ما يحزنني كثيرا، ولا أريد أن أقول إن الأزهر مخترق بشكل كبير من جماعة الإخوان وذيولها، وهو ما انعكس على الخطاب السطحي الذي "لا تسمع منه إلا عجيجا ولا ترى طحنا"، يقولون نحن نحارب الإرهاب والتطرف، فماذا فعل الأزهر حيال ذلك، لم يقدم شيئا ذا قيمة في هذا الشأن سوى مؤتمرات وندوات وللأسف الشديد يتصدرها رموز الإخوان سواء من داخل مصر أو خارجها مثلما حدث في مؤتمر نصرة القدس الذي استضاف عددا كبيرا من أتباع الإخوان المتلونين الذين يظهرون العداء للجماعة رغم علاقاتهم معها.