رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل ختن النبي صلى الله عليه وسلم بناته؟

جريدة الدستور

يعتبر الختان من أكثر المسائل الخلافية التي أثيرت في الأعوام الأخيرة، وقد اختلف الفقهاء في حكمه، ورغم أن الختان لم يرد ذكره في القرآن الكريم كان الاعتماد في حكمه على ما ورد في السنة ومنها حديث أم عطية التي كانت تعمل في ختان الإناث، ومن ضمن ما أثير في هذا الموضوع هل ختن النبي بناته أم لا؟

الداعية الإسلامي أيمن عيسى يؤكد أن الختان كان عادة العرب قبل البعثة، وقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم، بينهم، ولم يمنعهم من ذلك، فقد روى الحاكم في مستدركه والطبراني في معجمه الكبير عن الضحاك بن قيس قال: كان بالمدينة امرأة يقال لها أم عطية تخفض - أي تختن - الجواري، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أم عطية: اخفضي ولا تُنهِكيِ، فإنه أنضر للوجه، وأحظى عند الزوج".
وقال عيسى إن هذا الحديث يدل على إقرار الرسول صلى الله عليه وسلم على ما كان يفعله العرب قبل البعثة، من ختان الإناث، مشيرا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يطلب من أم عطية شيئا لا يفعله، أو يرى تحريمه، فمن يطلب الشيء ويقره فهو بالضرورة قد فعله، وإن لم يصرح به، وليس هناك دليل شرعي على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يختن بناته. والأقرب أنه قد فعل ولم يصرح بذلك، لدلالة حديث أم عطية على إقرار النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.

وأضاف أن حديث أم عطية يحمل الأحكام الفقهية الخمسة "التحريم والكراهة والإباحة والجواز والوجوب"، ولا ينبغي أبدا أن يؤخذ بحكم منها وأن يترك الآخر، وهو ما قرره الأئمة الأربعة وفتاوى شيخ الأزهر الأسبق الشيخ جاد الحق على جاد الحق، الذي أتى بفتوى جامعة مانعة في هذه المسألة.

وأشار إلى أنه من قبيل التشدد القول بالوجوب على الإطلاق أو المنع على الإطلاق، لأن الأمر فيه متسع، وقد ذكر ذلك الإمام الألباني في رده على من أطلق الحكم فقال: "ليس هذا على إطلاقه، فقد صح قوله صلى الله عليه وسلم لبعض الختانات في المدينة: "" اخفضي ولا تنهكي، فإنه أنضر للوجه، وأحظى للزوج ".