رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يهود المسلمين


وإذا نظرت إلى أخلاق الإخوان وطبائعهم تجد أنهم على صفات العبيد التى توافرت فيهم، إلا أنهم أيضاً اقترفوا كل أخطاء بنى إسرائيل، فأباحوا لأنفسهم ارتكاب كل ما يخطر على بالك من جرائم ضد غيرهم

صدق المتنبى شاعر العرب الأكبر حينما قال: لا تشترى العبد إلا والعصا معه.. إن العبيد لأنجاس مناكيد، وصدق المثل العربى القائل: من أمن العقاب أساء الأدب، هكذا هم جماعة الإخوان، أو على وجه الدقة «جماعة العبيد» فأخلاقهم أخلاق العبيد، وأفعالهم أفعال العبيد، تم تربيتهم فى مرابض الجماعة على السمع والطاعة، فلا عقل يفكر، ولا قلب ينبض، ولا حياة لمن تنادى، فالذى يعيش عمره على السمع والطاعة بحيث لا تكون له حيلة ولا خيار هو عبد جبل على العبودية وخنع لها، ومن خنوعه يبدأ سيده فى تلقينه ما يريد، ثم تدريبه على ما يريد، ثم يأمره بعد ذلك بكلمة كن فيكون، كن إرهابياً فيكون، كن دموياً وسفاكاً فيكون، خرب بلدك حتى لا يهنأ بها غيرك، فيخرب، دمر جامعتك وأضرب أساتذتك واحرق سياراتهم لتوجع قلوبهم، فيفعل، أما العقل الذى خلقه الله له فلا مكان له فى ذلك الجسد الذى استحال عبداً، استمرأ العبودية وتآلف معها حتى غدا مسخاً، وسبحان الله، فإنه مع ذلك يظن أنه يحسن صنعاً، وأنه يدافع عن الإسلام ويرفع رايته، فانطبق عليه قول الله سبحانه وتعالى «قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً* الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً».

ومع ذلك فإن لباس الدين والتقوى ليس لباسهم الحقيقى، بل هو المظهر والشعار فقط، ولعلنا كلنا قد استمعنا لهم من قبل وهم يهتفون ويقسمون بأغلظ الإيمان «على القدس رايحين شهداء بالملايين» فإذا بالقدس ينتهك من يهود، وإذا بالمسجد الأقصى يتدنس من المغتصبين، حتى إنك تكاد تسمع ثالث الحرمين وهو يناديهم: ألا أيها الإخوان تحركوا، وتعالوا، وقاتلوا من أجلى، وارفعوا عنى الدنس، فكانت البشرى! استجابت جموع الإخوان، فدمرت مديرية أمن المنصورة! وقتلت العشرات.. ممن؟ من المصريين الآمنين، ودمرت واجهة مديرية أمن القاهرة، وقتلت العشرات، ممن؟ من المصريين الآمنين، وألقت القنابل، على من؟ على الجنود المصريين الذى يحمون مصر والمصريين، وأين كان هذا، فى قلب مصر.

هل ضلوا الطريق أم ضلوا الإيمان؟ إنهم ضلوا الطريق والطريقة والإيمان والأيمان، فيوم أن قالوا سنذهب للحرم القدسى فنريق فيه دماء الكفار، فعلوا! نعم فعلوا، ولكنهم بدلاً من أن يذهبوا للحرم القدسى ضلوا الطريق فذهبوا للحرم الجامعى فى الأزهر، وجامعة القاهرة، وجامعة عين شمس، وأراقوا دماء بنى وطنهم! وعندما قالوا سنحارب اليهود الذين يحتلون فلسطين، فعلوا! نعم فعلوا، ولكنهم ضلوا الطريق والطريقة والإيمان، فقتلوا المسلمين الآمنين فى مصر على زعم قام على عقيدة مفسدة توهموا بها أن أبناء مصر - على تدينهم - هم أهل الجاهلية والكفر!.

وإذا نظرت إلى أخلاق الإخوان وطبائعهم تجد أنهم على صفات العبيد التى توافرت فيهم، إلا أنهم أيضاً اقترفوا كل أخطاء بنى إسرائيل، فأباحوا لأنفسهم ارتكاب كل ما يخطر على بالك من جرائم ضد غيرهم، واعتبروا أنفسهم شعب الله المختار، وادعوا أنهم احتكروا الخيرية فقالوا بلسان تنظيمهم «أنا خير منهم» أى من المصريين جميعاً، وكذبوا، ووعدوا فأخلفوا، وائتمنوا فخانوا، وادعوا أن مرسيهم له أفضلية على باقى البشر لدرجة أنهم يرونه فى أضغاث أحلامهم يؤم الرسول «صلى الله عليه وسلم» فى الصلاة، ثم بعد أن ارتكبوا كل جرائمهم تنصلوا منها ونسبوها لغيرهم.ومع ذلك فالعيب كل العيب على الحكومة الضعيفة التى تخشى إلى الآن عيون الغرب، وعيون أمريكا، فأصبحت تواجه الإخوان وكأنها تطبطب عليهم، رأت الحكومة جامعة الأزهر وقد تحولت إلى وكر للإرهاب ومخزن للأسلحة، فلم تفعل شيئاً حيال ذلك، واختبأ وزير التعليم العالى فى جلده من الخوف، فمنع الشرطة من دخول الجامعة للقبض على الإرهابيين، وكذلك سار رئيس جامعة الأزهر على نفس النحو، وفى جامعة القاهرة كان الأمر أنكى وأشد، ورئيس الوزراء لا حول له ولا قوة، أو قل لا مشيئة ولا رغبة! كل يخشى على نفسه، ومصر لا يخشى عليها أحد، كل يبكى على نفسه ومصر لا بواك لها.