رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المجتمع .. ورؤى الفاعلية


سعت الجماعة الإرهابية بعد سقوط الأخ العياط على تحطيم أسس ومكتسبات المجتمع.. وكانت تنشد من حكم العياط زرع ثقافة ونظام فكر الجماعة .. لكننا اليوم بتساؤل: أين رؤى الفاعلية بتوجه اقتصادى.. اجتماعى.. سياسى.. ثقافى.. إلخ لغرس قيم وأفكار جديدة لتحقيق أهداف المجتمع.. ورؤى الفاعلية.. لها مفاهيم من القيم والمبادئ.. والتصورات من أجل النظرة المستقبلية .. كفانا ما مضى من سنوات منذ يناير 2011.. لأن التنمية الجادة هى التى تتشكل من أرض الواقع.. وبأشكال تنظيمية وسياسات عملية لمواجهة المشكلات المجتمعية.

وهنا بلاشك سيولد إحساس متزايد لدى أبناء المجتمع بأنها تعبر عن مصالحهم.. وتقدم حلولا لمشكلاتهم.

كفانا سياسات عقيمة وغير صالحة للمرحلة الجديدة والقادمة من تطور المجتمع .. والحاجة ملحة لرؤى الفاعلية .. لأننا منذ سبعينيات القرن الماضى.. ومقولة الانفتاح استفحلت الأزمات المجتمعية .. وأيامها وضع مصير الاقتصاد المصرى بأيدى الطبقات الطفيلية لتندفع مصر نحو مزيد من الفوضى الرأسمالية.. والنهب من ثروات المجتمع.. وجاءت الخصخصة مع عاطف عبيد يوم أن كان وزيرا لقطاع الأعمال.. لتدمر ما تبقى لمصر.. وتتخلى الدولة عن مسئولية التنمية الاقتصادية .. مثلما تخلت عن تعيين الخريجين منذ العام 1999.. ليصبح دور حكومات مصر مجرد إدارة المرافق العامة وليتها تحسنت .. ولكنها هى الأخرى تائهة.

المجتمع.. وغياب رؤى الفاعلية.. عنوان لركود الإنتاج الصناعى.. بل والزراعى حتى أصبح المجتمع يعتمد على ثلاثية عائدات قناة السويس.. السياحة.. تحويلات المصريين فى الخارج .. وعجزت السياسات الحكومية .. ولم تكن تقرأ ما نكتبه وقتئذ من مقالات.. ودراسات.. عن تحقيق أى تنمية مستدامة .. واستفحلت المديوينة الخارجية والداخلية .. وحدث التدهور لقيمة الجنيه المصرى أمام العملات الأخرى.

وضاع القطاع العام الذى كان يتحمل وحده عبء التنمية .. واندفع المجتمع نحو الجنون الاستهلاكى.. مع استيراد السلع الرديئة الصنع بصورة لا يتصورها عقل من الصين وتنتشر ظاهرة التوك توك الهندى.

وتتسع حدة الفوارق بين الطبقات.. وأصبح العجز فى موازنة الدولة العامة أمرا مخيفا بلغة الأرقام .. وتجىء الدولة وتتحدث عن الدعم .. وتنتشر أذون الخزانة .. وفقدنا كيفية تحقيق الاعتماد على الذات.. ويزداد الأمر سوءا.. مع ارتفاع ظاهرة البطالة .. وارتفاع الأسعار لندخل زمن الحصاد المر.. سبحانك ربى.

■ كاتب وباحث