رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عالم بالأوقاف: ترشيد الاستهلاك مسئولية مجتمعية والإسراف محرم شرعًا

د. جمال إبراهيم
د. جمال إبراهيم

قال الدكتور جمال إبراهيم، مدير عام بوزارة الأوقاف، ومسئول إدارة البحوث والفتوى في دائرة الشؤون الإسلامية الإمارتية، إن الأمة الإسلامية تعرف بأنها أكثر أمم الأرض إسرافاً، رغم أن الترشيد وعدم الإسراف ثقافة لا يعرفها إلا المميزون بعمق القناعة، فالغالبية العظمى من أفراد الأمة من الفقراء، والواقع يفرض مجموعة من الضوابط للحد من هذه الظاهرة، وهذه الضوابط ليست خياراً في سلوك المسلم، بل هي ضوابط واجبة فالله سبحانه يصف حالة المسلمين.

واستشهد  بقوله تعالى: "وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا".. ويقول آمراً المسلمين جميعاً بالاعتدال: "وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا".

وأوضح إبراهيم لـ"الدستور"، أن من هذه الأوامر الإلهية تظهر لنا: ثلاثة مستويات استهلاكية.

-1- مستوى التقتير الذي يقف بحجم الاستهلاك عند حد يقل عن المطلوب لبناء الجسم والمحافظة عليه، وهذا سلوك محرم  بنص الكتاب والسنة.

2- مستوى الإسراف الذي يصل فيه حجم الاستهلاك إلى حد يزيد على اللازم لطيب الحياة، وهو محرم شرعًا.

. 3- مستوى الاعتدال الذي يكون حجم الاستهلاك فيه أعلى من المستوى الأول ودون المستوى الثاني، والقرآن يصوره بقوله: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ".

واستشهد بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، "اتقوا الشح فإنه أهلك من كان قبلكم، أمرهم بالبخل فبخلوا وأمرهم بالقطيعة فقطعوا، وأمرهم بالفجور ففجروا".

وأوضح أن هذه النصوص كلها تؤكد أن هناك حداً أدنى من الاستهلاك هو الذي يقوم بالشخص، ويفي بحاجاته وحاجات من يعول، والإسلام كما واجه التقتير واجه الإسراف، والإسراف يعني تجاوز الحد في الإنفاق مطلقًا، والإسلام نهى عن ذلك فقال:"وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ".

وأوضح أن  الإسراف يعني تجاوز الحد في استهلاك المباحات، والاستجابة لرغبات النفس، التي لها أصل مشروع، الأمر الذي يخرج بالشخص عن حد الاعتدال والتوسط إلى الإسراف، وهو محرم، ففي الصحيح باب: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ} وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُوا وَاشْرَبُوا وَالبَسُوا وَتَصَدَّقُوا، فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلاَ مَخِيلَةٍ» وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: "كُلْ مَا شِئْتَ، وَالبَسْ مَا شِئْتَ، مَا أَخْطَأَتْكَ اثْنَتَانِ: سَرَفٌ، أَوْ مَخِيلَةٌ.