رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الكاثوليكية تُحي ذكري رحيل القديس إندا.. تعرف عليه

كنيسة
كنيسة

تُحي الكنيسة الكاثوليكية، اليوم، ذكري، رحيل القديس إندا، إذ روي الأب  وليم عبد المسيح سعيد - الفرنسيسكاني، سيرته قائلاً:  وُلدَ إندا عام 450 م في إقليم "أولستر" شمال أيرلندا ، كأمير أيرلندي وثني – برغم انتشار المسيحية - لأبٍ هو "كونل ديرج".

وتابع: كبر "إندا" وأصبح محارباً شجاعاً، أن والده أورثه العرش، ثم ذهب والده لقتال أعداءه وتوفيَ خلال الحرب، كان لإندا شقيقة تُدعىَ الأميرة "فانشي" كانت قد تحولت من الوثنية إلى المسيحية وقرَّرت تكريس حياتها للربّ فترهَّبت بتقشُّف وعِفّة وصارت رئيسة الدير. لفت تصرفها هذا نظر "إندا"، فبدأ يسمع عن الإيمان المسيحي ويعرف مبادئه ومعتقداته، إلى أن اعتنقه.

وتابع: ذهب الملك "إندا" للقاء شقيقته في الدير، فحاولت إقناعه بالتخلّي عن طموحه في توسيع إطار سُلطته وضَمّ بلاد أخرى لملكه عن طريق الحروب والدماء، والاكتفاء برعاية مصالح بلاده. 

قَبِل "إندا" اقتراح شقيقته بشرط واحد: أن يتزوج إحدى راهبات الدير! أنه قرّر وضع شرط الزواج بأي واحدة منهن لتعجيز شقيقته، وتردّدت "فانشي" أمام شرط أخيها الغريب، وكملك إستطاع إجبار الجميع على تنفيذ رغبته، واختار فتاة صغيرة من الدير، وحدث ما لم يخطر ببال أحد، إذ توفيت هذه الفتاة قبل أن يتزوجها!.

مُضيفًا: وأصرَّت "فانشي" أن تجعل شقيقها يُبصِر جثّة الفتاة، حتى لا ينسى أنه هو أيضاً سيواجه الموت وتنقضي إحتياجات الجسد ولا يبقى إلا إحتياج الروح، وأعاد "إندا" حساباته بعد ما حدث، وأخذ فترة غير قصيرة من التأمل في حقائق الحياة، ثم قرَّر أن يصبح راهباً.
 

وتابع: بدأ دراسته بدير "القديس إلب" بـإملي. ثم أرسلته شقيقته إلى كانديدا كازا بجنوب غرب اسكتلندا لإستكمال دراسته، حيث كانت هذه المدينة مركز لعدّة أديرة ومدارس كهنوتية. وهناك أبدى نذور الفقر والطاعة والعفّة، وسُيِّم كاهناً، وبعد عودته ككاهن بنى "الأب إندا" كنيسة في "دروجايدا" بشمال أيرلندا، وفي عام 484م اُعطيَ أرضاً في جُزُر "أرِن" الواقعة غرب أيرلندا، عن طريق نسيبه "أيانجس" ملك "مونستر". جزر "أرِن" عبارة عن ثلاث أجزاء هي "إنِشمور"، "إنشمان"، و"إنشير"، مُصطفّة في مواجهة خليج "جالاوي" وتشكِّل حاجز طبيعي، في مواجهة المحيط الأطلنطي. كُبراهُنّ هي "إنشمور".
 

مختتمًا: كان الأب إندا متأثراً بقصص نُسّاك الصحراء في مصر، وبدأ يتخذ إسلوبهم النسكي وحياتهم البسيطة كقانون رهباني له، وأسّس على الجزيرة ديراً يعتبر هو أول دير أيرلندي، ثم أسّس عدة أديرة بجُزُر "أرِن" مع القديس "فاينانس من كلونراد" الذي يعتبر أبو الحياة الرهبانية الأيرلندية، كان ذلك التوسع في إنشاء الأديرة والقّليات بعد إمتداد سمعة إندا الناسك وذهاب كثيرين خلفه إلى هذه الجزر النائية للتعبُّد والصلاة والصوم والتأمل بالإنجيل. كان تقشفهم وتقشف الملك السابق إندا صرخة في وجه السلطان الجسداني المتحكم في البشر.

وقسَّم إندا اليوم بنظام ثابت موزع بين العبادة والتأمل والعمل، حيث كان كل دير يقيم ذبيحة القداس في كنيسته في نفس التوقيت، ثم يجتمعون من جميع الأديرة لسماع عظات وتأملات الأب إندا في الكتاب المقدس يومياً.

وكان توحيد الوقت مهماً جداً لإنتظام الحياة الرهبانية وحدوث شركة رهبانية حقيقية، وتوفيَ "الأب إندا" بعطر القداسة عام 530م في سن التسعين