رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مشروع القرن».. «الدستور» تتابع العمل فى المتحف الكبير

 المتحف الكبير
المتحف الكبير

يتواصل العمل داخل المتحف المصرى الكبير، على قدم وساق؛ استعدادًا للافتتاح الذى ينتظره العالم كله، باعتباره أضخم مشروع ثقافى معاصر.

وحالت جائحة «كورونا» دون افتتاح المتحف، على مدار العامين الماضيين، ويجرى العمل حاليًا بكل انتظام، تحت رعاية الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار والسياحة، وإشراف اللواء عاطف مفتاح، المشرف العام على مشروع المتحف المصرى الكبير والمنطقة المحيطة، وبجهود رجال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ووزارة الآثار والسياحة والمجلس الأعلى للآثار.

ويحظى المشروع بمتابعة مستمرة من الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى كلف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالإشراف على المشروع وإدارته، فى فبراير ٢٠١٦، مع ترشيد التكلفة اللازمة لتنفيذه دون الإخلال بأى جزئية فيه، أو المساس بالمسطحات ومستوى التشطيب.

وبعد عقبات استمرت سنوات بات المتحف الآن كما خطط له، قلعة ثقافية وسياحية تنتظر الافتتاح، ليتحول والمنطقة المحيطة به إلى وجهة لجميع البشر. 

نسبة الإنجاز تصل 99%.. جارٍ إنهاء «التشطيبات».. وإتمام العمل فى الساحات الخارجية والمساحات الخضراء بنسبة ٩٨%

بلغ إجمالى نسبة إنجاز الأعمال فى موقع المتحف المصرى الكبير ٩٩٪، وما يتبقى مجرد أعمال خاصة بالتجهيزات النهائية، بعد تحديد الموعد النهائى للافتتاح. 

وتم الانتهاء من أعمال الهيكل الإنشائى بنسبة ١٠٠٪، ومن التشطيبات الداخلية بنسبة ٩٩.٨٪، كما وصل حجم الإنجاز فى تنفيذ الأنظمة الإلكتروميكانيكية إلى ٩٦٪، وفى تنفيذ أنظمة الاتصالات والتأمين «ICT» إلى ٩٠٪. 

كذلك انتهى العمل فى الساحات الخارجية والمساحات الخضراء بنسبة ٩٨٪، ووصل حجم الإنجاز فى الطرق الخارجية المحيطة إلى ٩٢٪، وفى الواجهة المطلة على الأهرامات إلى ٩٩.٨٪، إضافة إلى الانتهاء من أعمال الهيكل الخرسانى والمعدنى لـ«متحف مراكب خوفو» بنسبة ١٠٠٪، وجارٍ تنفيذ التشطيبات اللازمة للمبنى. 

أما بالنسبة للشق الأثرى، قال الدكتور الطيب عباس، مساعد وزير السياحة والآثار للشئون الأثرية بالمتحف المصرى الكبير، إنه تم الانتهاء من ترميم ٥٦ ألف قطعة أثرية، داخل معامل ترميم المتحف الكبير، وكلها جاهزة للعرض خلال افتتاح المتحف.

وأضاف: «تم الانتهاء من تثبيت وعرض أكثر من ٤٧٠٠ قطعة أثرية من كنوز الملك توت عنخ آمون داخل ٨٦ (فاترينة عرض) من أصل ١٠٧ قطع، علاوة على الانتهاء من تثبيت ١٠٠٪ من جميع القطع الثقيلة، فى البهو والدرج العظيم المؤدى لقاعات العرض بالمتحف».

ووفقًا للدكتور الطيب عباس، تم تسجيل ما يتجاوز الـ٨٢ ألف قطعة على قاعدة بيانات المتحف الكبير، منها ما تم نقله للمتحف بالفعل، ومنها يجرى نقله، لاحقًا خلال الفترة المقبلة، طبقًا للجدول الزمنى لأعمال نقل القطع الأثرية من المواقع والمتاحف المختلفة للمتحف المصرى الكبير. 

حلول مبتكرة لتجهيز المنطقة المحيطة دون المساس بـ«نادى الرماية»

المتحف المصرى الكبير يقع على مساحة ١١٨ فدانًا، وأمامه أرض نادى الرماية للقوات المسلحة على مساحة ١١٧ فدانًا، ويفصل بين نادى الرماية والمتحف من جهة، ومنطقة هضبة الأهرامات من جهة، طريق الفيوم، وتلك كانت مشكلة مركبة. 

فحتى ينجح ربط المنطقتين وتوفير طريق آمن للزائر من منطقة المتحف مرورًا بنادى الرماية وصولًا لمنطقة هضبة الأهرامات، كان لا بد من إزالة نادى الرماية بشكل كامل، وجرى التغلب على هذه المشكلة بإنشاء مجموعة من الطرق، وتوسعة أخرى موجودة. 

وشمل ذلك إنشاء طريق شمالى بإجمالى ٤ حارات فى كل اتجاه، وتوسعة طريق إسكندرية ليصبح ٤ حارات فى كل اتجاه، إضافة إلى حارتى خدمة، وإنشاء طريق جنوبى فاصل بين المتحف ونادى الرماية بـ٤ حارات فى كل اتجاه، وتطوير الطريق الغربى الفاصل بين إسكان نادى الرماية والمتحف؛ ليصبح حارتين فى كل اتجاه، وإنشاء نفق الفيوم الذى سيطلق عليه «نفق الأهرامات» بطول ١.٢ كم، وربط الهضبة- لأول مرة فى التاريخ- مع أرض نادى الرماية التى ستجرى الاستفادة بها فى إقامة مشروعات استثمارية، وقد جرى الانتهاء من تلك الطرق بنسبة ٩٠٪. 

وبعد هذه الجهود، ستكون رحلة السائح: يصل إلى مطار «سفنكس» الواقع فى أقصى شمال المنطقة، ثم يتحرك من طريق إسكندرية وصولًا للفندق الذى من الممكن أن يكون فى منطقة نادى الرماية، ومنه سيمكنه زيارة المتحف وهضبة الأهرامات، دون المرور بأى طرق مزدحمة، ثم العودة للسفر مرة أخرى من المطار، وستجرى إزالة طريق الفيوم والاستعاضة عنه بنفق تحت الأرض يمر من تحت المنطقة، وتبلغ نسبة تنفيذه حتى الآن ٥٪، لأننا بدأنا فيه منذ فترة قريبة، لكن من المقرر أن ينتهى بالتزامن مع افتتاح المتحف، كما جرت إزالة ١٨ إشغالًا فى جنوب طريق الفيوم، وصدر قرار من رئيس الجمهورية بنزع ملكية تلك الإشغالات والتنازل عنها للمنفعة العامة. 

وهناك منطقتان يمكن أن تقام عليهما مشروعات استثمارية، هما نادى الرماية والـ٥٢ فدانًا، وصدر قرار من رئيس الوزراء بإعادة تخطيطها بمساحة ٩ آلاف و٤٠٠ فدان، علمًا بأن الحد الشمالى لها هو القوس الشمالى للطريق الدائرى، والجنوبى هو القوس الجنوبى للطريق الدائرى، والشرقى هو ترعة المنصورية، والغربى هو تقاطع طريق الفيوم مع طريق الواحات. 

وبهذه الرقعة من الأرض سيتغير وجه مصر السياحى، ويجرى تحويل المنطقة لتصبح «العاصمة السياحية لمصر».

حفل افتتاح بحضور رؤساء وملوك.. و«كورونا» يحدد الموعد النهائى لليوم المنتظر

حول الاستعدادات لافتتاح المتحف المصرى الكبير، قال الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، إن الأمر يتوقف على انتهاء أزمة «كورونا» على مستوى العالم؛ من أجل تحديد موعد افتتاح المتحف، خاصة أن الدولة تستهدف دعوة الزعماء والملوك وقادة ورؤساء الحكومات والمشاهير على مستوى العالم لحضور حفل الافتتاح.

وأضاف «العنانى»: «ننتظر التوقيت المناسب للإعلان عن افتتاح المتحف»، مؤكدًا أن العمل به يجرى على قدم وساق للانتهاء من هذا الصرح السياحى الثقافى الحضارى بشكل تام فى أقرب وقت.

وذكر أن المتحف يتميز بالعديد من الجوانب المهمة، والتى يأتى فى مقدمتها موقعه المتميز، حيث يطل على العجيبة الوحيدة الموجودة من عجائب الدنيا القديمة، وهى الهرم الأكبر، إلى جانب العمارة المتميزة للمتحف والتصميم الجيد.

كما ستعرض بالمتحف، لأول مرة، مجموعة الملك توت عنخ آمون كاملة، ومركبا خوفو الأولى والثانية، فضلًا عن المساحات الضخمة لعرض الآثار، وما يحتويه المتحف من التكنولوجيا الحديثة المتطورة التى ستكون الأفضل فى العالم، وفق «العنانى».

ومن المقرر أن تستمر فعاليات الافتتاح لمدة ١٠ أيام، وينظم هذه الفعاليات شركات متخصصة، وفقًا لسيناريو وافق عليه رئيس الجمهورية خلال زيارته المتحف فى ديسمبر ٢٠١٨، ولاقى استحسانه بالفعل.

ويتضمن هذا السيناريو استقبال الرئيس السيسى ملوك ورؤساء العالم فى الساحة الرئيسية الخارجية للمتحف، بمراسم استقبال رسمية، ثم يلقى كلمة الافتتاح، ويصطحب بعدها الضيوف إلى جولة تبدأ بـ«بهو رمسيس الثانى»، ثم الصعود إلى «الدرج العظيم» والدخول إلى القاعة الرئيسية للملك «توت عنخ آمون» ومشاهدة العرض المتحفى لها، ثم المرور سريعًا على قاعة العرض الرئيسية، ثم الخروج لاستكمال باقى المراسم الاحتفالية. 

ويشتمل باقى المراسم على العديد من المفاجآت، إذ جرى التنسيق مع الجانب اليابانى للاستفادة من التكنولوجيا اليابانية فى الألعاب النارية، وتصوير الحدث بتقنية «8K»- وهى تقنية متقدمة للغاية لا تُستخدم سوى فى اليابان فقط، فيما ينقل بقية العالم فعالياته الكبرى بتقنية «2K» أو «4k»- مع نقله وبثه مباشرة على شاشات عملاقة فى ميادين عالمية.

ومن المقرر أن تكون فعاليات اليوم الأول بين ٣ و٤ ساعات، أما باقى الأيام فتشمل فعاليات خاصة بحضور كبار الشخصيات العالمية، ولتحقيق أعلى استفادة، ستجرى طباعة تذاكر دخول مميزة تحمل أرقامًا محددة للاحتفاظ بها، ومن الممكن أن يبلغ سعر تلك التذاكر من ٥٠٠٠ حتى ١٠٠٠٠ دولار، وستكون هناك شركات عالمية ورعاة لتحقيق أعلى عائد وترويج للدولة المصرية وللمشروع.