رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سفير مصر فى بولندا: نساعد من فقدوا أوراقهم ونضمنهم لدى السلطات

حاتم تاج الدين، سفير
حاتم تاج الدين، سفير مصر فى بولندا

كشف حاتم تاج الدين، سفير مصر فى بولندا، عن أن أكثر من 900 مصرى وصلوا إلى بولندا قادمين من أوكرانيا، منذ بداية الأزمة في 24 فبراير الماضى.

وقال «تاج الدين»، فى حواره مع «الدستور»، إن السفارة تتابع أعداد العابرين المصريين على مدار اليوم لتتأهب لتقديم الرعاية اللازمة لهم، حيث رصدت تدفق الاعداد في بعض الأحيان بينما انخفضت في أحيان اخرى مـتأثره بتطور الأوضاع الأمنية والتحركات العسكرية في أوكرانيا، لذا فان الحفاظ على سلامة المواطنين المصريين وخروجهم بأمان الى دول الجوار ومنها بولندا كان هو الهدف المنشود.

■ بداية.. ما مستجدات إنقاذ المصريين العالقين فى أوكرانيا؟

-أود أن أوضح أن الوضع الصعب الذى تشهده الأحداث بالمنطقة أدى إلى تدفق سريع وكبير للنازحين من أوكرانيا الى دول الجوار، وكان لذلك بالغ الأثر على بولندا التي فتحت حدودها أمام كل الجنسيات وأزالت العديد من العقبات حيث استثنت العابرين من تقديم الشهادات الصحية الخاصة بجائحة كورونا، كما سمحت بدخول البلاد لمدة 15 يومًا بدون تأشيرة ولحين إتمام إجراءات المغادرة النهائية الى بلادهم.

وأدى هذا الموقف إلى توافد الكثيرين على الحدود واصطفت السيارات على بعض المنافذ الحدودية لمسافة بلغت 20 كيلومترًا، وبما أسفر عن استقبال بولندا قرابة 2 مليون لاجئ منذ بداية الأزمة وحتى الآن، معظمهم من الأوكرانيين.

في هذا السياق، حاولت السفارة توجيه المصريين للمعابر الأقل ازدحامًا، والتأكيد على أهمية مراعاة أمنهم بالدرجة الأولى عند التحرك تجاه الحدود البولندية.

وقد عبر المصريون من أوكرانيا إلى بولندا مع جنسيات أخرى من خلال 8 معابر، الأمر الذى تطلب متابعة حثيثة من قبل فريق العمل بالسفارة لحركة العبور من كافة المعابر على مدار الساعة، حيث تمكن  912 مواطن من عبور الحدود البولندية حتى تاريخ إتمام هذه الحوار.

■ كيف يجرى التواصل مع المصريين العابرين إلى بولندا؟

-عززت السفارة من إمكاناتها للتواصل مع المواطنين وأعلنت عبر وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعى المختلفة عن تخصيص عدة أرقام موبايلات للطوارئ، حيث قام فريق عمل السفارة بالتواصل من خلالها والرد على كافة الاستفسارات سواء للمواطنين العابرين من أوكرانيا أو أسرهم في مصر الذين يتواصلون للاطمئنان على ذويهم.

وتم تلقى صور الوثائق الخاصة بالمواطنين عبر تطبيق الواتس اب وموقع السفارة على الفيسبوك للتعرف على المشاكل التي قد تواجههم عند العبور نتيجة لفقد البعض منهم لجوازات السفر او كان يحمل جواز منتهى الصلاحية، وهى العقبات التى أمكن للسفارة التغلب عليه وتذليلها عبر التواصل مع الجانب البولندى وتأكيد مسئوليتنا عن اصدار وثائق سفر للمواطنين المعنيين بعد السماح لهم بالعبور الى بولندا.

وفي ضوء توجيهات القيادة السياسية لبعثاتنا في دول الجوار الأوكرانى بتقديم كافة وسائل الرعاية للمواطنين واعادتهم لأرض الوطن بسلام، قامت السفارة باتخاذ الترتيبات اللازمة لتوفير الإقامة بالفندق والوجبات اللازمة للمواطنين الذى تواصلوا مع السفارة تمهيدًا لإعادتهم للقاهرة.

وشهدت الفترة الأخيرة تطورًا هامًا على صعيد جهود الاغاثة المصرية في مواجهة الأزمة، حيث وصل فريق الهلال الأحمر المصرى إلى بولندا، وبالتنسيق مع الصليب الأحمر البولندى تمكن من وضع نقطة ثابته للتمركز عند منفذ «ميديكا» البولندى الذى يعتبر أكثر منافذ العبور ازدحامًا، بما يسهم في تقديم المساعدة والرعاية الطبية للمصريين والعرب العابرين من هذا المنفذ.

■ كيف يجرى نقلهم من الحدود إلى أماكن الإقامة المؤقتة؟

-توفر السفارة الاحتياجات اللازمة عند الضرورة مع الاستعداد للتعامل مع أى حالة صحية تتطلب نقلها من المعابر على الحدود الى العاصمة وارسو، وقد تم بالفعل التعامل مع حالتين وتماثلا للشفاء، كما يتوفر أيضًا على الحدود عدة وسائل مناسبة للانتقال إلى العاصمة وارسو، ويقدم الهلال الأحمر المصرى خدماته في هذا الشأن.

ووفرت السفارة أيضًا السكن بالفنادق والوجبات، الأمر الذى كان محل تقدير من المواطنين لشعورهم بالرعاية التي وفرتها الدولة المصرية لهم ولحين تأمين وسيلة عودتهم لأرض الوطن.

ورصدنا تعاون إيجابى من الشباب المصرى المقيم فى بولندا، إذ ساهموا بجهود ذاتيه في تقديم  المساعدة للمواطنين القادمين من أوكرانيا، وحرصوا على تنسيق تلك الجهود مع السفارة وإخطار القادمين بأرقام التواصل معنا وهنا تظهر «الشهامة المصرية».

■ وما تفاصيل الترتيبات لإعادة المواطنين إلى مصر؟

-تم تصميم استمارة الكترونية مبسطة يسهل على المواطنين وأسرهم استيفائها بكافة البيانات اللازمة مما يسر حصر الأعداد استعدادًا لنقلهم لمكان هبوط طائرة الاجلاء، ووفرنا حافلات لتجميع المواطنين من الفنادق التي تم تسكينهم فيها والتحرك إلى المطار المخصص للإجلاء عند هبوط طائرتي الإجلاء الأولى والثانية فى مطار مدينة «كاتوفيستا» الذى يبعد 315 كيلو متر عن العاصمة وارسو.
وتم ترتيب وسائل الانتقال إلى مطار وارسو بالتعاون مع الهلال الأحمر المصرى، وذلك عند وصول طائرة الاجلاء الثالثة التي هبطت في مطار القاهرة يوم 12 مارس، وعلى متنها المواطنين المصريين وزوجاتهم الأوكرانيات وأبنائهم.