رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«من سيرة المدينة لسيرة المفكر».. 3 أعمال أدبية تتنافس على جائزة «زايد للكتاب»

جائزة الشيخ زايد
جائزة الشيخ زايد

أعلنت جائزة الشيخ زايد للكتاب، في مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، اليوم، عن القوائم القصيرة في فروع «الآداب، والمؤلف الشاب وأدب الطفل والناشئة» في دورتها السادسة عشرة.

وضمّت القائمة 9 أعمال من جمهورية مصر العربية والمملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة وتونس والمملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية.

وجاء ضمن القائمة القصيرة ثلاثة أعمال اختيرت من بين 15 عملاً وقعت في القائمة الطويلة، حيث ضمت رواية "غربة المنازل" للروائي عزت القمحاوي، وكتاب" مقهى ريش ..عين على مصر" للكاتبة الروائية والتشكيلية ميسون صقر القاسمي، وكتاب "وتحملني حيرتي وظنوني، سيرة التكوين"، للناقد والأكاديمي المغربي سعيد بنكراد. 

وفي سياق ذلك، يلقى “الدستور” الضوء على الأعمال الثلاثة التي وصلت للقائمة القصيرة لفرع الآداب لجائزة الشيخ زايد في التقرير التالي:

مقهى ريش عين على مصر

كتاب مقهى ريش عين على مصر للكاتبة الروائية ميسون صقر القاسمي يعد بمثابة سيرة مدينة، وتطوف معرفي وثقافي وفني وسياسي واجتماعي للحياة في مصر.

جاء مقهى ريش بمثابة مدخل ونافذة على تاريخ مصري في جميع المجالات وصولا للتاريخ المعماري، ورصد حركة وهجرة التماثيل التي زينت شوارع القاهرة، واسباب وجودها وغيابها.

قدم الكتاب تفاصيل جديدة عن الصالونات الثقافية التي تبناها المقهى وأشهرها ندوة الكاتب نجيب محفوظ وجلسات يحيى حقي ويوسف إدريس وسليمان فياض وإبراهيم منصور، بالإضافة إلى صراعات المثقفين داخل المقهى الذي شهد أيضًا ميلاد العديد من المجلات الطليعية وأشهرها مجلة الكاتب التي أصدرها عميد الأدب العربي طه حسين و"جاليري 68 "التي دشنت ميلاد ظاهرة أدب جيل الستينيات.

يقاوم الكتاب ذاكرة المحو ويواجه بالحكاية انزواء المقاهي ويعتني بالتفاصيل ويستند على الهامش ويعيد الاعتبار للتاريخ المهجور من السرد العام.

ويقدم الكتاب رؤية مختلفة ومغايرة للحياة في القاهرة، ويرصد بالوثيقة ويربطها بتاريخ  الحياة الاجتماعية والثقافية في مصر على مر تاريخها . 

 

"وتحملني حيرتي وظنوني "

أول الدكتور سعيد بنكراد في سيرته الفكرية «وتحملني حيرتي وظنوني»، مواجهة خبث البداهة والجاهزية الكامنة في سؤال السيرة العلمية والفكرية المقتضبة والمختصرة. فخلفياته الفلسفية والفكرية، والأيديولوجية السياسية، انفجرت من حيث لا يحتسب، دون أن يكون مفكرا، ومخططا لذلك بشكل مسبق.

نقرأ من مقدمة الكتاب: يمثل هذا النص حالة من حالات بوح فكري لم يكن من الممكن أن يستقيم إلا من خلال ما يبيحه السرد ويكشف عنه. وهذه طريقة أخرى لتشخيص المعرفة وتحويلها إلى فرجة، وتلك أيضا وظيفة التوسط التي يقوم بها السرد. 

فهو لا يكتفي، على خلاف ظاهره، برواية وقائع وأحداث تنتمي إلى ماض لن يعود أبدا، إنه يقوم في المقام الأول بتشخيص الخبرة الإنسانية وإدراجها ضمن تفاصيل «فرجة حياتية» هي السبيل الأمثل إلى تعميمها. إنه يقوم بذلك استنادا إلى إكراهات زمنية تُعاش في «اليومي» في غفلة من الفرد ومن قدرته على إعادة صياغتها في مفاهيم تُجرِّدها. وبذلك نُظر إليه منذ القديم باعتباره تمثيلا زمنيا لعالم لا يمكن أن يوجد إلا داخل محكيات تُفَصِّل القول في حالاته وتحولاته وتُحصي آثارها في الكائنات والأشياء؛ فهو «حارس أمين» على زمنية إنسانية تُدرك في هذه المحكيات وحدها.

 

غربة المنازل 

غربة المنازل هي الكتب السادس عشر في مجمل أعمال عزت القمحاوي ما بين القصة والرواية، وقدمها الناشر «تجربة جديدة، قوامها الصمت الذي فرضته عزلة كورونا، وفي ظل تعطل الكلام تتمدد مساحة الحواس، حيث يفسح السرد مجالاً لملمس الحياة ورائحتها وطعمها وألوانها، مما يجعل من القراءة عملا لكل الحواس، ورحلة نكتشف من خلالها عالمًا صاخبًا بالأحلام ومعجزات الحب، تحت المظهر المخادع لهدوء العزلة الحزين».

وأضاف الناشر: «عطر مريضة شابة يغمر عيادة طبيب النساء الأعزب، ويقلب حياته رأسًا على عقب، معتزلا الطب متفرغًا للحب. نظرة متفحصة من امرأة في عربة ترام تصل إلى سر ما عاشته امرأة أخرى في ساعة حب. موسيقار عرف العديد من النساء وانتهى مقيدًا بسطوة امرأة يحاول الإمساك بجملة لحنها الأولى مكتفيًا ببهجة الشيخوخة بجوارها. مؤرخ يعتزل قبل الوباء، لأنه لا يخشى سوى التاريخ عندما يعطله الخوف، وباحث يخسر حربًا طويلة الأمد مع الذباب، لكنه يستميت في معركة أخيرة من أجل الحب!».