رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى رحيله.. البابا شنودة أول بطريرك يزور الفاتيكان

البابا شنودة
البابا شنودة

تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، الذكرى العاشرة لرحيل البابا شنودة الثالث البطريرك الـ117.

وترصد «الدستور» أبرز المواقف للبابا شنودة الثالث البطريرك الـ117 في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية: -

لم يؤمن بثورة 25 يناير 

قال المرتل رشدي واصف مرتل الكاتدرائية في عهد البابا شنودة في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أنه عاصر البابا شنودة الثالث قبل رحيله بعام ثورة25 يناير ولكنه لم يؤمن البابا شنودة بأن ٢٥ يناير «ثورة».

وتابع أنه رأي البابا شنودة الثالث ثورة 25 يناير أنها عملية تخريب لمصر استغلها «الإخوان» لنشر الفوضى وجنى ثمارها.

وأضاف: «هو ما حدث بالفعل وأثبت وجهة نظره تلك، لكنه في الوقت ذاته، اعتبر أن الشباب المشاركين بها كانوا حالمين بمستقبل أفضل لمصر، لكن أحلامهم تلك سرقتها «الإخوان»، مُضيفًا: وكانت جماعات الإخوان المسلمين لم تحب البابا شنودة، وفى الوقت الذي كان الجميع يقول: «سيتم تسليم السلطة إلى الإخوان»، كان يدرك البابا شنودة أن الجيش المصري لن يترك المصريين وسينقذهم، وهو ما حدث عقب رحيله في ثورة ٣٠ يونيو.

مٌختتمًا: فقد خرج الشعب المصري على الجماعة، بعد عام واحد من حكمها البلاد، الذي كان سببًا في كشف وجهها الحقيقي أمام المصريين، ولولاه ما انكشفت أفعال التنظيم ونيته في تخريب مصر، وهو المشهد الذي أدركه البابا شنودة مبكرًا قبل الجميع، وتحقق على أرض الواقع بعد رحيله، فقد كان واثقًا في إخلاص الجيش المصري، وأنه كما حمى المصريين في الشوارع خلال «٢٥ يناير»، لا يمكن أن يترك مصر تسقط كما خططت جماعة «الإخوان».

علاقة محبة بالشيخ طنطاوي

 قال ماجد كامل عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي في تصريحات خاصة للدستور: أنه تمتع قداسة البابا شنودة الثالث بإنه كان محبوبًا من الجميع مصريين وأجانب مسيحيين ومسلمين آرثوذكس وغير آرثوذكس فالجميع أحب قداسته وافتخر به.

وتابع: وهذا واضح كأشد ما يكون الوضوح في محاضرات وقداسات قداسته الأسبوعية وكيف كان يستقبله يستقبله الشعب بالهتاف والتصفيق، ولقد حرص قداسته منذ بداية رسامته بطريركا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في 14 نوفمبر 1971 على حسن العلاقات مع الكنائس كلها؛ فقام بزيارة بطريرك موسكو عام 1972.

وتابع: «أعقبها بزيارة بطريرك بلغاريا في نفس السنة، وفي عام 1973 قام بزيارة تاريخية للفاتيكان تم على إثرها إحضار جزء من رفات القديس أثناسيوس الرسولي، كذلك تم توقيع اتفاقية إيمان مشترك بين الكنيستين تم فيها الاتفاق على تعاليم القديسين أثناسيوس الرسولي البطريرك الـ20، القديس كيرلس الكبير البطريرك الـ24، كأساس مشترك للإيمان بين الكنيستين».

وأضاف: «كذلك يرتبط قداسته بعلاقات محبة قوية مع رؤساء الطوائف الإنجيلية والأسقفية، أما عن علاقاته مع أخوتنا المسلمين، فهي واضحة كأشد ما يكون الوضوح في علاقات المحبة التي تربطه بشيخ الأزهر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي، كذلك سائر شيوخ ورؤساء الأزهر ومفتي الجمهورية، كذلك يرتبط قداسته بعلاقات محبة قوية مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والرئيس الحالي محمود عباس أبو مازن».

قدرته على كتابة الشعر بالمسحة الصوفية

وقال ماجد كامل عضو اللجنة البابوية أنه تميز البابا شنودة الثالث منذ شبابه في القدرة على كتابة الشعر فأطلع على كتاب “أهدي سبيل إلى علمي الخليل” مبنى دار الكتب المصرية بباب الخلق، فأنكب على دراسته يوميا إذ كان يذهب إلى دار الكتب يوميا في الصباح والمساء حتى أتقنه تماما.

وتابع: كما تميز شعر قداسته بمسحة روحية وصوفية، وذلك بحكم تكوينه كراهب وأيضا كرجل دين مسيحي ولقد عبر قداسته عن شوقه المبكر لحياة الرهبنة في قصيدة شهيرة له بعنوان " غريبا عشت في الدنيا " نظمها قداسته عام 1946؛ علما بأن تاريخ رهبنته هو 18 يوليو 1954، أي قبل رهبنته بحوالي 8 سنوات.

مٌضيفًا: وفي نفس الشهر الذي ترهبن فيه "أي يوليو 1954 " كتب قداسته قصيدة "بعنوان سائح " والسائح هو أعلي درجات الرهبنة القبطية حيث يجول الراهب في الصحراء هائما في حب الله ليس له دير ولا حتى مكان للسكن، وأثناء وحدته في مغارة بالقرب من دير السريان؛ نظم قصيدة بعنوان "من تكون؟

البابا شنودة محبًا للرهبنة والتعليم

قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، نحتفل اليوم بقامة روحية كنسية قبطية عظيمة أثرت في التاريخ المصري والتاريخ القبطي، وهو المتنيح البابا شنودة الثالث، الذي كان محبًا للكتاب المقدس ومحبًا للرهبنة والدير ومحبًا للعلاقات المسكونية مع كنائس العالم.

وأشار البابا شنودة الثالث إلى العلامات الثلاث التي تميز بها، وهي: التعليم فاهتم بالتعليم وفسر الكتاب المقدس والموضوعات الإيمانية واللاهوتية بطريقة بسيطة، عميقة.

وأوضح أن التعمير الرهباني فأحب البابا شنودة الثالث الرهبنة من كل قلبه، فكان يقضي وقتًا كبيرًا في الدير، وهو أسقف وهو بطريرك، وعمر الأديرة داخل مصر وخارجها في أمريكا وأوروبا وأستراليا وأفريقيا.

وتابع: «حصل على أكبر جائزة في التعليم المسيحي تمنحها مؤسسات بروتستانتية مُنحت له باعتباره واعظ مسيحي متميز، وكان ذلك في أواخر السبعينات».

وتابع: «كان حضور البابا بما لديه من خبرة كبيرة في الكتاب المقدس وكتابات الآباء ومعرفة الإيمانيات وبما لديه أيضًا من مواهب أدبية في التاريخ وفي والشعر والأدب كل هذه كانت تتجمع فيه وتساعده وتقويه في أن تكون كنيستنا في الحوارات اللاهوتية لها مكانة، وجعل الكنيسة القبطية "منارة" لذلك عندما تتواجد في أي مكان لا تخشى من شيء بل تقدم خبرتها وتاريخها واختباراتها ومعرفتها وإيمانها المستقيم للجميع».

وتابع أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كانت من أوائل الكنائس التي شاركت في مجلس الكنائس العالمي في جنيف في سويسرا، أيام المتنيح البابا يوساب الثاني، واستمر العمل المسكوني أيام البابا كيرلس السادس، والبابا شنودة الثالث الذي عمل على تأسيس مجلس كنائس الشرق الأوسط في بيروت، وكذلك مجلس كنائس كل أفريقيا، في نيروبي في كينيا. وقبل نياحته بشهور معدودة بدأ مشاوراته وإعداده لتأسيس مجلس كنائس مصر واُفتُتِح المجلس بعد نياحته بحوالي سنة.

أول بطريرك يزور الفاتيكان

وتابع البابا تواضروس الثاني أن البابا شنودة هو أول بطريرك قبطي يزور الفاتيكان، ويقيم علاقات مع الكنيسة الكاثوليكية، في مايو ١٩٧٣ وتمخض عن الزيارة بيان رسمي وقعه البابا شنودة والبابا بولس السادس وهذا البيان يعتبر أساسًا قويًّا للعلاقات التي تقوم بين الكنيستيْن. وعلى أساس البيان قامت الحوارات اللاهوتية بين الكنائس الشرقية (الأورينتال) ومع الكنيسة الكاثوليكية. والثمرة القوية لكل هذا هو الفهم المتبادل بين الكنيستين، كما اهتم بالحوار مع الكنائس البيزنطية، وهذا الحوار أثمر عن اتفاقية حول طبيعة المسيح.

واختتم: «كما زار البابا شنودة الثالث معظم كنائس العالم الأرثوذكسية الخلقيدونية وغير الخلقيدونية والكاثوليكية والإنجيلية والأسقفية وتبادل الزيارات معهم وكان يهتم بهذه العلاقات الطيبة التي تجمع الجميع، واهتم بالحوارات اللاهوتية وزيارات المحبة واستقبال الآباء وقادة هذه الكنائس هنا في مصر ليطّلعوا على التاريخ القويم لكنيستنا المصرية، فكان بحق داعمًا قويّا لهذه العلاقات التي تشمل كنائس العالم».