رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عطية لاشين: 3 آراء فقهية في مسألة اختيار جنس الجنين

عطية لاشين
عطية لاشين

قال الدكتور عطية لاشين، عضو لجنة الفتوى بالأزهر، أستاذ الفقه المقارن بكلية أصول الدين بالقاهرة جامعة الأزهر، إن مسألة الخلق لجميع الكائنات الحية ليست بيد بشر كائنا من كان مهما حصل من تقدم في العلم بل ذلك بيده وحده سبحانه.

واستدل بما جاء في قوله تعالى: (يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له)، وقال أيضا: (أفرأيتم ما تمنون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون)٠

وأضاف في رده على سؤال ورد إليه من أحد المواطنين داخل اللجنة، يقول: ما حكم إجراء عملية جراحية يتم على أساسها التحكم في نوع الجنين؟ أن هناك 3 آراء لأهل العلم المعاصرين، وهم:

  1. يرى بعض أهل العلم جواز ذلك٠
  2. ويرى البعض الآخر من أهل العلم عدم الجواز٠
  3. بينما يرى فريق ثالث من أهل العلم القول بالتوقف أي لا يرون منعا ولا جوازا٠

وأشار إلى الرأي الراجح في نظرنا رأي من قال بالمنع فلسوف أقتصر على ذكر أدلتهم ومنها ما يلى:

 أولا: يستدل على المنع بمبدأ سد الذرائع لأن أهواء الناس في ذلك مختلفة فلو فتح باب الجواز لا يمكن غلقه ٠

ثانيًا: إن في القول بجواز التحكم في جنس الجنين تغييرا لخلق الله حيث إن التغيير في الخلق عام فكما يصدق على إنشاء خلق جديد يصدق أيضا على التدخل في الخلق الإلاهي بصرفه عن وجهته الصحيحة٠

ثالثًا: أن إرادة الله عز وجل اقتضت ان يهب إنسانا الذكور فقط ،وأن يهب آخر الإناث فقط ،وأن يهب ثالثا الاثنين معا الذكور والإناث وأخيرا اقتضت أن يجعل بعض الخلق عقيما لا يهبهم ذكورا ولا إناثا ابتلاء منه لعباده ليشكر من منح، وليصبر من منع قال تعالى: (ونبلوكم بالشر والخير فتنة)، والقول بجواز التحكم في تحديد نوع الجنين ينافي ما سبق قال تعالى: (لله ملك السماوات والارض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما)٠

رابعًا: إن جواز التحكم في تحديد نوع الجنين عن طريق المني يعد لعبا به مما يؤدي إلى نتائج خطيرة، وعواقب وخيمة ومنها اختلاط الأنساب٠

خامسًا: قال الله تعالى: (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام)، والقول بالجواز يتنافى واختصاص الله وحده بالعلم بما استكن في الأرحام٠