«حتى لو بلغت عنان السماء».. الشيخ يسري عزام يكشف أدلة غفران الذنوب للعبد
قال الشيخ يسري عزام، الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف، إن سيدنا عمر بن الخطاب كان يقول دائما "اجلسوا إلى التوابين فإنهم أرق أفئدة" ومعنى أرق أفئدة أي مرهف الأحساس يندم ويتوب ويستغفر بصفة مستمرة.
وأضاف “عزام” في مقطع فيديو مصور له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن الإنسان مهما بلغت ذنوبه فالله يغفر له، حيث قال تعالى: "وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا"، فقد أوضح الله صفات عباده التوابين، وهى كثيري التوبة والأوبة والرجوع إليه في كل وقت وحين، لافتا إلى أن الله يغفر حتى صغائر الذنوب.
وأشار إلى أن رسول الله كان يحثنا دائما على ترديد هذا الدعاء في ليالي رمضان، وبخاصة الإكثار منه في ليلة القدر"اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا" فسيدنا النبي علم هذا الدعاء للسيدة عائشة، وأوضح أن معنى غفر ستر، وإنما العفو معناه أزال ومحى، وهى إزالة الذنب نهائيًا.
وأوضح أن باب التوبة مفتوح للعبد بصفة دائمة، وأن الله يغفر للعبد الذنوب مهما بلغت عنان السماء، لافتا إلى أن سيدنا النبي سن لنا صلاة التوبة، حيث قال في الحديث الشريف:"مَا مِنْ رَجُلٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ - وَقَالَ مِسْعَرٌ ثُمَّ يُصَلِّي - وَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، ويقول الله أقم الصلاة، فإن الحسنات يذهبن السيئات.
مستشهدة بعدد من الآيات التي ينبغي على المسلم الحرص على ما فيها من معنى وتطبيقه حتى يغفر الله له ذنوبه، منها قوله تعالى: "وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ".
كما استشهد بحديث الشريف، أن سيدنا رسول الله قال: "اتق الله حَيْثُما كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالق النَّاسَ بخُلُق حَسَن".
