رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبرزها البراءة والبركة.. هانى تمام يوضح أسماء ليلة النصف من شعبان وفضلها

هاني تمام
هاني تمام

قال الدكتور هاني تمام، أستاذ الشريعة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين بجامعة الأزهر فرع القاهرة، إن الله اختص الأمة المحمدية بجملة من الخصائص والنعم التي لا تُعد ولا تُحصى، ومن هذه الخصائص والنعم: مواسم الخير والبركة التي تتنزل فيها رحمات الله وبركاته ونفحاته على عباده.

وتابع: «قد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى اغتنام هذه المواسم والأوقات وتعريض أنفسنا لنفحات الله فيها بالقرب منه والإكثار من فعل الطاعات والصالحات والبعد عن المعاصي وكل ما يغضب الله تعالى، فعسى أن تصيب أحدنا نفحة في هذه المواسم والأيام الفاضلة فلا يشقى بعدها أبدًا».

واستدل بما جاء في حديث النبي حيث قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِرَبِّكُمْ فِي أَيَّامِ الدَّهْرِ نَفَحَاتٌ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ نَفْحَةٌ فَلَا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا» (المعجم الأوسط) ومن هذه المواسم الفاضلة: ليلة النصف من شعبان، تلكم الليلة التي يتجلى الله فيها على عباده بالرحمة والمغفرة والفضل الكبير والعتق من النار.

أسماء ليلة النصف من شعبان

وأضاف في تصريحات لـ«الدستور»: قد سُميت ليلة النصف من شعبان بأسماء عدة، وكثرة الأسماء تدل على فضل وشرف المسمى، منها: ليلة براءة وسُميت بهذا؛ لأن فيها براءة من الذنوب، ولأن الله تعالى يكتب للمؤمن فيها براءة من النار، والليلة المباركة، لكثرة البركة فيها. وليلة التكفير؛ لما فيها من تكفير الذنوب والآثام. وليلة الإجابة؛ لإجابة الدعاء فيها، وغير ذلك.

فضل ليلة النصف من شعبان

وأوضح أنه جاء في فضلها، قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يَطَّلِعُ اللهُ عَلَى خَلْقِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ، إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ» (صحيح ابن حبان ، سنن ابن ماجه).

وأشار إلى أن المشاحن هو الذي امتلأ قلبه عداوة وكرهًا وحقدًا لغيره، وهذا ما صرح به النبي صلى الله عليه وسلم في حديث آخر حيث قال: «يَطْلُعُ اللهُ عَلَى عِبَادِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَيُمْهِلُ الْكَافِرِينَ، وَيَدَعُ أَهْلَ الْحِقْدِ بِحِقْدِهِمْ حَتَّى يَدْعُوهُ» (المعجم الكبير) فمن أراد المفغرة فليحرص على تنقية وتصفية قلبه في هذه الليلة من كل الأحقاد والضغائن والكراهية، وليسامح جميع الخلق رجاء أن يسامحه الله ويغفر له.

وتابع: مما ورد في فضل هذه الليلة المباركة ما جاء عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : «فَقَدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم لَيْلَةً فَخَرَجْتُ، فَإِذَا هُوَ بِالبَقِيعِ، فَقَالَ: أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ تبارك وتعالى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ». (سنن الترمذي) وكلب اسم قبيلة ، وهذا كناية عن كثرة مغفرة الله لعباده وتعطفه عليهم في هذه الليلة المباركة.

واستشهد بقوله صلى الله عليه وسلم: «إِذا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا، فَإِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ أَلَا كَذَا أَلَا كَذَا، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» (سنن ابن ماجه).

بينما استشهد أيضا بما جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: «خَمْسُ لَيَالٍ لَا يُرَدُّ فِيهِنَّ الدُّعَاءُ: لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ، وَأَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبَ، وَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَلَيْلَةُ الْعِيدِ وَلَيْلَةُ النَّحْرِ» (شعب الإيمان).

وأكد أنه كان بعض التابعين يجتهدون في هذه الليلة بالعبادة والتقرب إلى الله تعالى، فيُستحب الاغتسال في هذه الليلة وإحيائها بالذكر والتسبيح والدعاء والصلاة وقراءة القرآن وفعل الخيرات، والدخول فيها بمسامحة الخلق وتصفية القلب من كل حقد وغل وحسد وضغينة وكراهية، فهي ليلة المغفرة والرحمة، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهلها وأن يتعطف علينا فيها بالرحمة والمغفرة.