رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

توقيع «على عتبة المقام» لسهير عبد الحميد غدا

حفل مناقشة وتوقيع
حفل مناقشة وتوقيع "على عتبة المقام "

يعقد المركز الثقافي بمدينة الرحاب غدا السبت، في السابعة مساء ،حفل توقيع ومناقشة كتاب (على عتبة المقام) للكاتبة سهير عبد الحميد، و الذي صدر عن دار الرواق. وكتب له التقديم المفكر والمؤرخ الدكتور أحمد زكريا الشلق، ويتضمن اللقاء الذي يديره الكاتب والناقد عماد العادلي، عرضا لتاريخ التصوف في مصر منذ عهد قدماء المصريين.

و قالت سهير عبد الحميد، كانت النزعة الروحانية قوية في وجدان المصري القديم، وكانت علاقته  بالله شديدة السمو حتى إن عالم الآثار ماسبيرو يقول "هام المصريون بحب الله وذكره ، وامتلأت كتبهم بمحاسن أفعاله، هو الأصل والفرع لكل شىء".

- النزعة الصوفية جزء من الوجدان المصري

وهناك جدارية في كوم امبو كتب عليها ، "إنه السميع البصير الذي يجيب دعوة الداعي إذا دعاه" وبالتالي كانت النزعة الصوفية جزء من الوجدان المصري، لذا عندما اعتنق المسيحية ، ابتكر نظام الرهبنة كاختراع مصري صميم أهديناه للعالم أجمع 

 وفي ظل الإسلام  كانت مصر من أولى الدول التي ساهمت في التصوف فكريا ثم كانت البوتقة التي استقبلت تيارات التصوف من الشرق والغرب .

(على عتبة المقام) بطرح تساؤلات عدة، هل نحن شعب متصوف بطبعه ؟ كيف جاء هذا التشابه بين الموالد الإسلامية والمسيحية ؟ لماذا تتعلق المسيحية بشباك ضريح السيدة زينب وتشعل المسلمة الشموع للعذراء ؟ ما العلاقة بين "إيزيس" و"أم النور و "أم العواجز"؟

و  ما علاقة صلاح الدين الأيوبي بـ " تنابلة السلطان" ؟ ما قصة "الخانقاة " التي اشتق منها اسم  "الخانكة "، ومن هم " الدراويش " وموقف نابليون منهم، وما سر ضريح الولي داخل أحد الأندية الكبرى حاليا ؟

وعن هذه الأسئلة قالت  المؤلفة، إننا شعب متصوف بطبعه وقد حافظنا على هذا الميل حتى مع اختلاف الديانة التي اعتنقناها، بدليل هذا التشابه بين التصوف والرهبانية والذي انتقل إلى التشابه بين عالم الأولياء عند المسلمين والقديسين في المسيحية، وهو ما نتلمسه في التوقير الذي احتفظ به الوجدان المصري لثلاثة سيدات من عهود مختلفة " إيزيس وستنا مريم والسيدة زينب ".

- الكتاب يتناول نشأة وتطور دولة الأولياء والمشايخ 

وأشارت الكاتبة إلى أن الكتاب يتناول أيضا نشأة وتطور دولة الأولياء والمشايخ الذين صنعوا عالما من الأوهام والأكاذيب ، الكرامات والخزعبلات التي وقرت في الصدور وأقرتها كتاب السير والمناقب ، وكيف تلقفهم الساسة في بعض الفترات التاريخية ليروضوا بأفكارهم عقول الرعية ، وكانت البداية على يد السلطان صلاح الدين الأيوبي مرورا بالمماليك ثم العثمانيين الذين كانت ألوية التصوف تسبق رايات جيوشهم تمهد لهم العقول كى ترضخ .

 من اجواء الكتاب : منذ أكثر من مئتي عام قالها المستشرق البريطاني "إدوارد لين" مندهشا 

" يتبادل المسلمون والأقباط واليهود خرافات بعضهم البعض ، فالمسلم قد يطلب كاهنا مسيحيا أو يهوديا ليصلي له والمسيحي يزور أضرحة أولياء المسلمين يسألهم الدعاء ، والقبطية تنذر للولي المسلم صوم شهر رمضان إذا حقق رجاءها في الإنجاب ، والمسلمة تبتهل للقديس أن يتشفع لها فتنحل عقدتها وتلقي ابن الحلال ..صورة لن تقابلها سوى في مصر"

صورة تجعلك متيقنا أن الاعتقاد في الأولياء الصالحين ليس طقسا دينيا بقدر ما هو عادة اجتماعية وجدت جذورها القديمة لدى هذا الشعب منذ كان يعبد آمون رع ويتقرب لكهنة معابده، وظل المعتقد مستمرا في ظل المسيحية والإسلام وإن أخذ ثوب الديانتين الجديدتين .

وقد سجل هذه الظاهرة العديد من المستشرقين  ، ومنهم المستشرقة الإنجليزية " لوسي داف غوردون " فنقرأ في رسائلها قصة العامل المصري المسلم الذي زاره فى المنام القديس المدفون فى كنيسة ببا "إحدى مراكز بنى سويف الآن" ثلاثة أيام متتالية كى يذهب العامل ليقوم بترميم كنيسته ،فما إن رأى المنام حتى ترك كل شىء وذهب للمشاركة فى ترميم الكنيسة دون أجر تلبية لنداء القديس