رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ابن شقيق الأنبا كيرلس السادس: علاقته بـ«عبدالناصر» كانت قوية وبـ«شنودة الثالث» طيبة.. وأوقف «متى المسكين» عن الرهبنة

البابا شنودة الثالث
البابا شنودة الثالث - عبدالناصر

تُحيى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الأربعاء الموافق ٩ مارس الجارى، الذكرى ٥١ لرحيل البابا كيرلس السادس، بطريرك الكرازة المرقسية رقم ١١٦ فى تاريخ الكنيسة، الذى استحق عن جدارة لقب «رجل الصلاة»، نظرًا لحبه للطقوس والصلوات الكنسية، وكان له العديد من المواقف التى سجلت اسمه بأحرف من نور فى سجلات الكنيسة الوطنية المصرية.

وتمتلئ حياة البطريرك الراحل بالكثير من الكواليس، عن حياته الرهبانية، وتنقله بين الأديرة فى العديد من أنحاء الجمهورية، وصولًا إلى توليه الكرسى المرقسى، رغم عدم ترشحه من الأساس، فى قصة نكشف تفاصيلها خلال السطور التالية، مع الكثير من الأسرار الأخرى، عبر حوار مع ابن شقيقه، عازر القمص ميخائيل.

■ كيف كانت نشأة البابا كيرلس السادس؟

- نشأ فى أسرة متدينة، وهو أخ أوسط بين شقيقين، وكان يغلب على شخصيته طابع الوحدة، وظهرت ميوله إلى الرهبنة فى وقت مبكر من حياته، فعاش «بتولية» الفكر والجسد، وقرأ العديد من التفاسير والكتب، وواظب على الصلاة وحضور القداسات، مع الوجود داخل الكنيسة دون السعى لأى مناصب.

ولد البابا كيرلس عام ١٩٠٢، وكان يحمل الاسم العلمانى «عازر»، وبدأ «الرهبنة» فى دير «البراموس» عام ١٩٢٧، باسم الراهب «مينا المتوحد»، وخلال هذه الفترة أسس مجلة «ميناء الخلاص» وكان ينسخها بخط يده، واشتملت على تفاسير الكتاب المقدس وأقوال الأباء.

■ ما الذى دفعه إلى الرهبنة؟ وكيف عاش هذه الفترة؟

- قبل الرهبنة اهتم بقراءة «بستان الرهبان» وغيره كثير من الكتب عن الرهبنة، وكان لديه مرشد روحى وأب اعتراف، وعاش حياة الرهبنة قبل أن يترهبن، وعندما انتهى من دراسة البكالوريا عام ١٩٢٤، عمل فى شركة إنجليزية، وفوجئت أسرته فى هذا العام بأنه قرر الرهبنة والذهاب إلى دير البراموس، وهو قرار لم يكن سهلًا، خاصة مع صعوبة المواصلات وبُعد مسافة الدير ومشقة الطريق.

ومنذ اللحظة الأولى لدخول الشاب «عازر» إلى الدير ترك العالم، واكتفى بإرسال رسائل قصيرة وقليلة لأسرته، وبدأ فى توجيه اهتمامه بشيوخ الدير، وعمل على خدمتهم دائمًا بمحبة، حتى تمت رسامته قسًا باسم القس «مينا البراموسى»، على يد الأنبا ديمتريوس، مطران المنوفية آنذاك، فى ١٨ يوليو ١٩٣١، وهو الاسم الذى اختاره حُبًا فى الشهيد مار مينا العجائبى وكذلك مينا المصرى.

وداخل الدير، واظب على القداسات الإلهية وحضور العشيات، وذاع صيته لدى البطريرك وقتها، البابا يؤانس التاسع عشر، فانتدبه للدراسة فى كلية الرهبان اللاهوتية بحلوان، حيث يدرس الرهبان العقيدة والطقوس وغيرهما من العلوم المسيحية التى تؤهلهم لأن يصبحوا أساقفة فيما بعد، وتعرف أثناء دراسته على القمص كيرلس الأنطونى، الذى أصبح فيما بعد الأنبا كيرلس، مطران البلينا.

وحين علم بنية البابا يؤانس التاسع عشر تعيينه أسقفًا، هرب إلى دير القديس الأنبا شنودة، رئيس المتوحدين فى سوهاج، لرغبته فى أن يكون متوحدًا، فأمره البابا بالعودة إلى القاهرة، وعندما التقاه كشف عن رغبته فى الوحدة، فصرح له البابا بالعودة إلى ديره.

■ ما قصة المغارة؟

- عقب عودته إلى دير البراموس، كشف مينا البراموسى للقمص عبدالمسيح المسعودى، أحد شيوخ الدير وأب اعترافه، عن رغبته فى الوحدة داخل مغارة تبعد عن الدير ساعة سيرًا على الأقدام، لكن «المسعودى» رفض طلبه لصغر سنه، لكن مع إصرار «مينا» حصل على تزكية من البطريرك يؤانس التاسع عشر بأن يسكن المغارة، تحت إشراف أب الاعتراف.

وبالفعل بدأ حياة الوحدة فى المغارة، التى أقام فيها طوال الأسبوع، ولم يكن يذهب إلى الدير إلا لحضور العشية يوم السبت، والمشاركة فى القداس الإلهى يوم الأحد، ومن هنا ظهرت البذرة الأولى التى جعلت منه قديسًا.

كان يأخذ احتياجاته أسبوعيًا من الدير، وفى وحدته داخل المغارة ينسخ العديد من الكتب، ولم يتواصل مع أى شخص، حتى من أفراد أسرته، إلا عبر خطابات قصيرة، وظل بها ٤ أعوام، فى الفترة من ١٩٣٢ لـ١٩٣٦، اكتسب خلالها العديد من الخبرات فى الحياة الروحية.

■ ماذا عن طرده مع الرهبان السبعة من دير البراموس؟

- فى عام ١٩٣٦ حدثت مشكلة بين ٧ رهبان ورئيس الدير، وتزامنت مع نزول مينا البراموسى من المغارة، الذى حاول التوسط بين الطرفين، لكن رئيس الدير طرده مع الرهبان. ولم نعرف تفاصيل طرده مع الرهبان بشكل واضح، لكن يمكن أن تكون بسبب إصرار «أبونا مينا» على حياة الوحدة فى المغارة.

وبعد الطرد ذهب مع الرهبان السبعة إلى كنيسة «الملاك ميخائيل» فى مصر القديمة، وبعد فترة وجيزة سمح البطريرك بعودتهم إلى الدير، وهذا دليل على أنهم لم يخطئوا خطأ جسيمًا، لكن مينا البراموسى استأذن البطريرك أن يبقى فى كنيسة «الملاك ميخائيل»، فسمح له البابا بذلك.. وفى ظنى أن قصة الطرد كانت بتدبير إلهى وإرادة من الله رسمها لخطة الكنيسة.

■ كيف عاش حياته الجديدة فى مصر القديمة؟

- أرى أن هذه الفترة هى المحطة الثانية فى حياة الراهب مينا المتوحد، واتبع خلالها الأصول والتقاليد الرهبانية، وتردد على الطواحين الموجودة فى المنطقة، واستأذن من البابا يؤانس التاسع عشر أن يعيش فى إحداها، وحين وافق البابا قرر بناء واحدة وسكنها عام ١٩٣٦، ومن هنا بدأت علاقته بمار مينا والقديسين. 

وعلى الرغم من أنه لم يكن مهندسًا، أظهرت حياته فى الطاحونة موهبته فى التعمير، فقد بنى طابقًا علويًا جعل منه كنيسة لإقامة القداسات والتسبحة يوميًا، أما الطابق الأرضى فجعله للسكن والمعيشة، وساعدته وزارة الآثار فى توصيل المياه. 

وقديمًا لم تكن الكنائس تُقيم قداسات يوميًا، ويعد مينا المتوحد أول من أدخل فكرة إقامة القداسات اليومية، وبدأت شعبيته تزداد خلال وجوده فى الطاحونة، وبدأ المسيحيون يتوافدون إليه لصلاة القداس معه، والشباب المتعلمون يلتفون من حوله، ومن بينهم شاب يدعى «رمزى» كان يريد أن يترهبن، ووافق مينا المتوحد على ذلك بشرط أن يرعى والديه أولًا، ويعد «رمزى» تلميذه الأول، الذى أصبح فيما بعد مسئولًا عن دير الأنبا صموئيل فى القلمون.

وفى إحدى المرات زار «رمزى» والديه فى الصعيد، وتأخر فى المجىء إلى الراهب مينا المتوحد، فبعث برسالة اعتذار، ورد عليها الراهب مينا بأخرى جاء فيها: «اطمن.. مار مينا ومار جرجس بيحرسونى وطول الليل بيسبحوا معايا».

وفى أثناء إقامة الراهب مينا المتوحد فى الطاحونة نشبت الحرب العالمية الثانية، وأصبحت منطقة الطواحين فى مصر القديمة منطقة عمليات، لذا كان يجب أن يغادر الطاحونة، وذلك فى ١٩٤٢، بعد أن مكث بها ٦ سنوات. وبعد رسامته بطريركيًا كان دائم الاشتياق لحياة الطاحونة ويردد دائمًا: «ولا يوم من أيام الطاحونة».

■ ماذا حدث بعد أن ترك الطاحونة فى مصر القديمة؟

- توجه إلى دير الأنبا صموئيل فى جبل «النقلون» ببنى سويف، الذى كان يعانى من الإهمال، وكثيرًا ما حاول البابا كيرلس الخامس، والأنبا إبرام، مطران الفيوم، جمع تبرعات لتعميره، لكن دون جدوى، حتى وصل إلى حالة يُرثى لها، وكانت به مجموعة صغيرة من الرهبان، يصلهم الطعام عبر قافلة تسير ١٢ ساعة فى الصحراء.

وبسبب هذه الصعوبات، اختار الراهب مينا الدير مكانًا للتوحد، مثل مرحلتى «المغارة» و«الطاحونة»، وكتب رسالة إلى الأنبا أثناسيوس، مطران بنى سويف آنذاك، طلب فيها أن يذهب للتوحد فى الدير، ورد الأنبا أثناسيوس بالموافقة.

ولم يكن سهلًا أن يسند الأنبا أثناسيوس دير الأنبا صموئيل لشاب صغير فى عمر الراهب مينا، لكن الأخير استطاع تنفيذ حركة تعميرية ورهبانية كبيرة به، وجمع له الكثير من الموارد، وأعاد بناء «القلالى» وغيرها من محتويات الدير، كما أنه رسم تلميذه «رمزى» راهبًا ثم قمصًا. 

وعندما أصبح الراهب مينا بطريركًا باسم الأنبا كيرلس السادس، أصدر فى أول اجتماع للمجمع المقدس، فى ديسمبر ١٩٥٩، قرارًا بالاعتراف بدير القديس الأنبا صموئيل، واعتباره من ضمن الأديرة القبطية بشكل رسمى.

■ هل لك أن تروى لنا قصة اختياره بطريركًَا؟

- لم يتقدم الراهب مينا المتوحد للترشح على كرسى مار مرقس، بعد نياحة البابا يوساب الثانى، وقبل غلق الباب بيوم واحد، قدم الأنبا أثناسيوس، القائمقام وقتها، تزكية للراهب مينا، رغم رفض الأخير.

ظهرت مشكلة هنا، هى أن ترتيب الراهب مينا هو السادس بين الرهبان المرشحين، وكان الأساقفة والأراخنة اتفقوا على تقديم ٥ فقط، لكن على آخر لحظة ولظروف خاصة، تم استبعاد الراهب الخامس، ليحل محله مينا المتوحد.

أُجريت الانتخابات بين الرهبان الخمسة لاختيار ٣ منهم لـ«القرعة الهيكلية»، وحصل الراهب مينا على أقل نسبة من الأصوات بين الثلاثة الأوائل، لكنها كانت كافية لدخوله «القرعة» التى جرت فى أبريل ١٩٥٩.

وبعد أن طويت الأوراق الثلاث أمام الشعب بيد القائمقام، ووضعت فى الصندوق المخصص، جاءوا بشماس صغير اسمه رفيق باسيلى الطوخى، وكان عمره نحو ٥ سنوات، وحملوه ليختار ورقة من الثلاث أمامه، لكنه حمل بين يديه ورقتين ثم ٣، فطلبوا منه اختيار واحدة وأغمضوا له عينيه، فاختار ورقة واحدة كانت باسم الراهب مينا البراموسى، لتختاره يد الله ليكون البابا الـ١١٦، كيرلس السادس.

حقًا عمل الله عجيب! فالراهب مينا لم يترشح رغم طلب الناس منه ذلك، وفى آخر لحظة يزكيه القائمقام، ثم يكون ترتيبه السادس، ويشاء الله أن يتنحى راهب ويحل مكانه، ثم يحصد أصواتًا قليلة، لكن لله نظرة وترتيب آخر.

■ ماذا حدث بعد ذلك؟

- بعد اختياره عن طريق «القرعة الهيكلية»، تمت سيامة البابا كيرلس السادس خلال الأسبوع الأول من «الخماسين المقدسة»، وتحديدًا يوم ١٠ مايو عام ١٩٥٩، وكان يومًا مميزًا فى تاريخ الكنيسة، وتسبب موكب استقباله قبيل السيامة فى ارتباك مرورى. وأول طقس أداه عند السيامة كان إقامة صلوات العشية فى الكنيسة، تأكيدًا لحفاظه على الطقس الكنسى فى كل مراحل حياته. ورغم أنه أصبح راعيًا للكنيسة، لم تتغير حياته كثيرًا عن حياة الرهبنة التى عاشها قبل السيامة البطريركية، ولم يكن سعيدًا باختياره بطريركًا من الأساس، نظرًا للمسئولية التى ستقع على عاتقه وأمام الله، عن كل شخص مسيحى.

■ وماذا عن مساهمته فى عودة رفات القديس مار مرقس إلى مصر؟

- قبيل افتتاح الكاتدرائية الجديدة فى العباسية، بعث البابا كيرلس السادس إلى بابا روما بولس السادس برسالة، طلب فيها إعادة جزء من جسد مار مرقس الرسول، فاستجاب بابا روما للطلب، وسافر وفد من الكنيسة القبطية يضم ١٠ من الآباء المطارنة والأساقفة و٨٠ من الأراخنة.

وكان البابا كيرلس وعدد كبير من الأقباط فى المطار لاستقبال رفات القديس مار مرقس، وبعد هبوط الطائرة، تقدم البابا وصعد الطائرة بين ألحان وتسابيح الشمامسة، وتسلم جسد مار مرقس وحمله وسار به إلى سيارته، وعندما وصلت إلى الكاتدرائية المرقسية الكبرى دقت أجراسها، وأودع الجسد فى مقصورة خاصة، وفى صباح يوم الثلاثاء ٢٥ يونيو ١٩٦٨، تم الاحتفال رسميًا بافتتاح الكاتدرائية بحضور عدد كبير من الرؤساء والآباء المطارنة والأساقفة.

وفى اليوم التالى مباشرة، تواصل الاحتفال عبر إقامة الصلاة على مذبح الكاتدرائية، وفى نهاية القداس حمل البابا كيرلس السادس رفات القديس مار مرقس إلى مزاره الحالى تحت الهيكل الكبير فى شرقية الكاتدرائية.

■ جمعته علاقة خاصة بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر.. كيف كانت؟

- تعرضت الكنائس لبعض «المضايقات» فى بداية عهد البابا كيرلس السادس، كان من مشاهدها حرق كنيسة فى أسوان، وهدم أخرى فى حلوان، لذا دار أول اجتماع بين البابا وجمال عبدالناصر حول هذا الملف، وكان الرئيس يقول عليه: «والدى»، تأكيدًا للمحبة وقوة العلاقة.

ونتج عن اللقاء الثانى بين البابا والرئيس جمال عبدالناصر عدة قرارات، أهمها إنشاء لجنة للأوقاف الكنسية، وحل المجلس الملى الذى يُشكل بقرار رئاسى، مع السماح ببناء الكنيسة التى هدمها بعض المتطرفين، وتطوير الكنائس القائمة.

وعقب فترة من توليه السدة البطريركية، وافق الرئيس جمال عبدالناصر على تخصيص أرض كاتدرائية الأنبا رويس فى العباسية، وتبرع بـ٥٠ ألف جنيه لبنائها، لتتوالى التبرعات بعد ذلك حتى وصلت إلى ١٥٠ ألف جنيه، تم استخدامها لاستكمال أعمال بناء الكاتدرائية الجديدة، التى تم افتتاحها فى عام ١٩٦٨، بحضور «عبدالناصر» وإمبراطور إثيوبيا.

ووضع البابا كيرلس السادس بروتوكولًا خاصًا للكرسى البطريركى، كان من ضمنه عدم ذهابه لاستقبال أى شخصية عامة فى المطار، لكن علاقته الطيبة بالرئيس جمال عبدالناصر، التى غلب عليها طابع المحبة، جعلته يستقبله عقب عودته من رحلة علاجه فى روسيا.

■ وماذا عن علاقته مع البابا شنودة؟

- علاقة البابا كيرلس السادس مع البابا شنودة «طيبة»، علاقة الأب الحكيم الأكبر سنًا وهو البابا كيرلس، مع الابن الشاب المتحمس وهو البابا شنودة، وكانت تربطهما علاقة محبة طيبة، ورغم حدوث بعض الاختلاف فى وجهات النظر بحكم فارق السن، كان الود غالبًا بين الاثنين، وبعد رحيل البابا كيرلس، كان البابا شنودة يحرص على إحياء تذكار رحيله.

■ .. والأب متى المسكين؟

- علاقة البابا كيرلس السادس والأب متى المسكين كانت «غير مستقرة»، وتأرجحت بين «التقارب» و«التباعد»، وأبرز محطاتها بالطبع الاختلاف بينهما، وترك الأب متى المسكين الدير الذى كان يمكث به، وذهابه لتعمير دير غير موجود هو دير وادى الريان فى الفيوم، وإقامة بيت للتكريس فى حلوان برئاسته، كانت تصدر عنه بعض المنشورات الموجهة ضد الكنيسة، لذا تم إيقافه عن الرهبنة لفترة حوالى ١٠ سنوات فى عهد البابا كيرلس، حتى عاد للكنيسة من بوابة دير الأنبا مقار فى وادى النطرون.

■ أخيرًا.. ما وصية البابا كيرلس السادس قبل رحيله؟

- عاش البابا كيرلس السادس رجلًا للطقوس الكنسية، ورحل حريصًا عليها بقوة، لذا كانت وصيته- التى فتحت عقب رحيله- هى أن يدفن بزيه الرهبانى البسيط، الذى كان يحرص على ارتدائه فى حياته.