رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«بي تي إس-bts» فتية أحبوا ذاتهم فمنحهم الفن جيشاً من المعجبين

بي تي اس - bts
بي تي اس - bts

كان للنهج الذي اتبعه أعضاء فرقة «بي تي إس» عبر خلق حالة جديدة من الاتصال المباشر بين الكيان الفني والجمهور، وإتاحة الفرصة لمعجيبهم بالشعور انهم كيان ضمن الفرقة المكونة من 7 فتيان كوريين، كان السبب الحقيقي خلف صعود هذه الفرقة بسرعة الصاروخ.

وتكرر الفرقة فاعليات تفاعلية عبر الانترنت، للاتصال مع جماهيرها أو كما يطلقون على أنفسهم جيش بي تي إس bts  army، من الحين للآخر، ولعل أبرزهم تنظيم اجتماعا مع 200 شخص محظوظ من جيش محبيهم وذلك عبر تطبيق زوم، وقد بدا الأمر كحفلة بملابس النوم «البيجاما»، حيث حضر أفراد بي تي إس مرتدين ملابس النوم وتحدثوا بصراحة ومرح كالمعتاد مع هؤلاء المعجبين.

وبالرغم من أن bts ارتبطت لدى الكثير بأنها فرقة تثير شغف المراهقين فقط، إلا أن معجبيها يزدادون من كافة الأعمار حول العالم أجمع، سواء لما يقدمه هؤلاء الشباب العشرينيين من موسيقى شعبية مثيرة، أو مادة مرئية مبهرة، إلى جانب الحرص الدائم على تشجيع الشباب للقيام بدور مجتمعي والاهتمام بالقضايا الإنسانية.

من هم bts؟

اكتشفت فرقة فرقة "بي تي إس" لأول مرة في عام 2010 من قبل شركة "بيغ هيت للترفيه" (Big Hit Entertainment) التي تدير أعمالهم حتى الآن؛ وهي شركة ترفيه كورية جنوبية.

على سبيل المثال، تم اكتشاف عضو الفريق "سوجا" (Suga) من خلال اختبار على الإنترنت في خريف عام 2010، بينما قال "جنج كوك" (Jungkook) لبرنامج حواري كوري إنه تم اكتشافه من قبل وكالات المواهب بعد الاختبار لبرنامج "سوبر ستار كيه" (Superstar K)، وهو برنامج كوري مشابه لـ" أميركان أيدول" (American Idol).

وبعد اكتشافهم، تلقى أعضاء الفرقة تدريبا لإعدادهم من أجل أن يكونوا نجوما. وشمل ذلك دروسا في الرقص والغناء والتمثيل والتدريب الإعلامي.

وكانت أعمارهم في هذه الفترة تتراوح بين 13 و15 عاما، حيث كان أصغر عضو من أعضاء الفرقة "جنج كوك" في ذلك الوقت بـ14 من عمره فقط، وقد ظهر للأضواء للمرة الأولى عندما بلغ الـ16 عاما.

استعد أعضاء الفرقة قبل إطلاقهم لمدة 3 سنوات من التدريب المستمر، وهي عملية شاقة للغاية، وكذلك تنافسية، فقبل الوصول إلى أعضاء الفرقة الحاليين، كان عدد المتدربين حوالي 80 شخصا، وتمت التصفية بينهم حتى وصلوا إلى العدد السحري 7، وهم أعضاء الفريق حتى الآن.

وكان الاتجاه في البداية إلى تكوين فرقة "هيب هوب" كورية، ترتكز على الراب، ولكن بعد ذلك تغير الأمر إلى فريق يجمع بين الرقص والغناء في عروضهم.

الظهور الرسمي

ظهرت "بي تي إس" كفرقة رسميا في صيف 2013، وشهد ألبومهم الأول قدرا لا بأس به من النجاح، حيث احتل المركز العاشر في مخطط الموسيقى الكوري الشهري بعد شهر من صدوره، وحققت أغنيتهم "لا مزيد من الأحلام" (No more dream) نجاحا بسبب موضوعها حول صعوبات فترة المراهقة والبلوغ في كوريا الجنوبية.

وانطلقت الفرقة بعد ذلك بعدد كبير من الأغاني حول المشكلات الاجتماعية للشباب، ويعتبر الكثيرون أغاني الفريق قصة متكاملة، فهي مترابطة مع بعضها البعض، لتقدم في النهاية قصة نضج أعضاء الفرقة وكذلك الشباب الكوري من معجبيهم.

نجاح عالمي وأرقام قياسية

تحظى الفرقة بالعديد من الأغاني التي حطمت ترتيب التسجيلات الصوتية من مثل أغنية "دايناميت" (Dynamite) و أغنية "بوي ويذ لوف" (Boy With Luv) و"مايك دروب" (Mic Drop). وكما انتشرت هذه الأغنيات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبالأخص منصة تيك توك.

تحظى الفرقة بالرقم القياسي لأكثر بث على سبوتيفاي من قبل مجموعة (متغلبة على فرقة كولدبلاي البريطانية)، وكما أن الفرقة هي صاحبة أكثر عدد متابعين لفرقة موسيقية على إنستجرام.

وكما حققت أغنية "بتر" (Butter) والتي صدرت في مايو 2021 خمس أرقام قياسية، منها أكثر عدد مشاهدات لعرض أول لفيديو غنائي على يوتيوب. وكما حققت أكثر بث على سبوتيفاي لأغنية خلال أول 24 ساعة.

العمل المجتمعي 

ومن بين الأمور التي جعلت من بي تي إس هوية يجتمع عليها صغار الشباب، أنهم يصدرون أنفسهم كقدوة حسنة، ويحرصون على المشاركة في العمل المجتمعي.

وأشهر حملة يتبناها الفريق حملة «أحب ذاتي» التي أنطلقت في عام 2017، وفي العام الماضي، أحتفت اليونيسف، وشركة التسجيلات الموسيقية ’بيغ هيت ميوزيك‘ (BIGHIT MUSIC)، وفرقة بي تي إس، بالنجاح الكبير الذي حققته حملة ’أحبُّ ذاتي‘، إذ وصلت الحملة إلى جميع بلدان العالم تقريباً برسائل إيجابية حول حب الذات ورعاية الذات.

ومنذ عام 2017، اجتذبت حملة أحبُّ ذاتي، حوالي خمس ملايين تغريدة وأكثر من 50 مليون مشاركة، من قبيل الإعجابات وإعادة التغريد والردود والتعليقات، وذلك وفقاً لتحليل جديد ورد في التقرير الرئيسي لليونيسف.

وقالت فرقة بي تي أس: "لقد بدأنا حملة أحب ذاتي، كوسيلة للوصول إلى اليافعين والمساعدة في تحسين حياتهم وحقوقهم. وأثناء هذه العملية، سعينا نحن أيضاً لأن "نحب ذاتنا"، لذا فقد تطورنا كفرقة وكأفراد. ونحن نأمل بأن العديد من الناس شعروا كيف أن الحب الذي يتلقاه المرء من الآخرين يصبح قوة تتيح له أن يحب ذاته».

بي تي إس أرمي

بعد حوالي عام من ظهور "بي تي إس" لأول مرة، اجتمع نادي المعجبين الرسميين معا، وذلك تحت اسم آرمي (ARMY)، اختصار لعبارة (Adorable M.C. for Youth) بالإضافة إلى معنى إضافي وهو أن كلمة (Army) بالإنجليزية تعني جيش، للدلالة على أن هؤلاء المعجبين وهذه القاعدة الجماهيرية ستكون دوما بجانب وفي صف فريق بي تي إس.

وفي الآونة الأخيرة، تلقى جيش معجبي الفرقة اهتماما عالميا ربما يكون مماثلا لما يحصل عليه الفريق نفسه، بسبب نشاطهم الكبير مثل جمعهم لتبرعات قدرها مليون دولار لصالح حركة حياة السود مهمة (Black Lives Matter).

جيش لا يمكن هزيمته

واستطاع معجبو الفرقة إحداث تغيير كبير في ثقافة الاستهزاء بالجماهير والمعجبين، حيث اتحد هؤلاء الشباب في أنحاء العالم، قادمين من خلفيات وثقافات ولغات مختلفة في حب 7 من الفتيان الكوريين الذين يتحدثون بلسانهم عن شؤون تتعلق بحياة الشباب والمراهقين من كل جنس ولون.

الشعبية الجارفة التي تتمتع بها هذه الفرقة، جعلت من الصعب أن يمر أي هجوم عليهم مرور الكرام، إذ قوبل انتقاد المذيع الألماني ماتياس ماتوشيك، براديو «بايرن 3» للفرقة، ووصفه أعضائها بالفيروس، بحملة انتقادات عارمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ سخر من أدائهم إحدى الأغنيات الإنجليزية، واتهم من قبل محبي الفرقة بـ«العنصرية» وطالبوه بالاعتذار، واضطرت إدارة الإذاعة بعد تلك الحملة بالفعل إلى الاعتراف بالخطأ في النهاية، ولكنها نفت أن تكون نية المذيع توجيه أي إهانة.