رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المرأة المصرية «ست الستات» «1»

 

وفى يوم المرأة العالمى اللى هيحتفل بيه العالم يوم ٨ مارس، اخترت أكتب عن الست المصرية من خلال ذكر مجموعة ستات مصريات من بين آلاف النماذج المبهرة للمرأة المصرية، عشان نستوعب إن ستات مصر كانوا- وما زالوا- مشرقات قبل ما تشرق شمس الوجود.

أول الستات دول المُغنية «أتى» فى عصر الأسرة الخامسة بالدولة القديمة، يعنى من ٤٥٠٠ سنة، وهى كمان أول مُلحّنة ومغنية معروفة فى تاريخ العالم، ودائمًا ما كانت تصاحب «أتى» صديقتها وزميلتها «حِكنو» واللى كانت أول عازفة لآلة الهَارب.

«أتى» و«حكنو» كونوا أول فرقة فنية موسيقية غنائية نسائية فى التاريخ، وتم تصوير «أتى» وهىّ بتغنى، بينما تعطى إشارات خاصة بيدها لزميلتها عازفة الهارب «حكنو»، زى ما بيعمل المايسترو حاليًا وهوّ بيوجه العازفين بإشارات مشابهة، وكمان فى رسوم تانية بتحط إيديها على ودنها زى ما بيعمل مغنيين المواويل.

ومن الفن إلى العدالة، لنعود فى الزمن لأكثر من سبعتلاف سنة لنتقابل مع «نبت»، وتعنى باللغة المصرية «الربة»، عاشت فى الأسرة السادسة تحت حكم الملك «بيبى» الثانى وكانت تلقب بالقاضية «ساب»، والوزيرة «ثاتى»، والأميرة الوراثية.

وكانت أول قاضية وأول وزيرة عدل فى التاريخ، وكانت تحكم بين الناس بالمساواة والعدل، فتنصف المظلوم وتعاقب الظالم، ترأست المحكمة وكانت قراراتها نافذة وبتصدر وفقًا لبنود «قانون العدالة» المعمول به فى مصر القديمة واللى وضعه كبار حكماء ومستشارو ملوك مصر للفصل به فى المنازعات والمعاملات التجارية، ومنها قضايا التركة والميراث والمبانى والبيع والشراء اللى بتشبه المعاملات التجارية اليومية حاليًا.

ومن العدالة إلى الطب والتداوى، لنقابل طبيبتين مصريتين، الأولى هى الطبيبة «بيسشت» اللى عاشت فى عهد الأسرة الخامسة من الدولة القديمة، وحملت لقب «رئيسة الأطباء» وفقًا للنقش الموجود على تابوتها، وبحسب وصف ابنها اللى كان من الكهنة الكبار، وكان منصب الطبيبة «بيسشت» بيعادل منصب وزير الصحة حاليًا. والطبيبة «بيسشت» كانت ابنة للكاتب الأكبر اللى بيشرف على تدوين يوميات وإنجازات الملك، ولكنها اختارت طريقًا آخر مختلفًا عن والدها، اختارت أن تكون طبيبة لتصبح كبيرة الأطباء فى القصر الملكى بفضل نبوغها ومهارتها.

والطبيبة التانية هى «ميريت بتاح»، يعنى «محبوبة الإله بتاح»، عاشت فى عهد الأسرة التالتة فى عهد الملك زوسر، اشتهرت بكونها أول ست طبيبة يذكر اسمها فى عالم الطب، وأول ست فى التاريخ تعمل فى مجال العلوم، وكانت كمان أول كيميائية، حيث كانت تقوم بتحضير الأدوية والمستحضرات الطبية والتجميلية كمان، لتكون أول عالمة طبيبة.

وخلينا نعرف دلوقتى إن فى بداية الأسرة الثانية صدر قانون يحق للستات بمقتضاه إنهم يتولوا عرش مصر زى الرجالة بالظبط، القانون ده كان انتصار للحضارة البشرية كلها ولحق الستات فى المساواة مع الرجالة فى تولى الحكم.

بعض العلماء يرى أن السبب فى صدور القانون ده فى عصر مبكر فى بداية الأسرات هو وجود سابقتين تولت فيهما المرأة حكم مصر فى الأسرة الأولى من خمستلاف سنة، الأولى كانت الملكة «نيت حتب» زوجة الملك «نعرمر»، واللى أرسلت بعثة تعدينية لجلب النحاس والفيروز من مناجم سيناء قبل خمستلاف سنة، وعلى المكاتبات الأختام باسمها، وإنها كانت الحاكمة الفعلية اللى بتسيّر شئون الدولة بعد موت ابنها الملك «حور عحا» أو «المحارب»، تانى ملوك الأسرة الأولى، حيث كان ابنه وحفيدها «خنت جر» ما زال طفلًا صغيرًا.

والملكة التانية اللى حكمت مصر هى الملكة «مريت نيت»، واتولت منصب الحاكم بعد موت جوزها الملك «واجى»، أو «الثعبان»، وحكمت منفردة. وبنشوف إن الملكتين العظيمتين دول ماكنوش أول الستات الحاكمات فى التاريخ، بس لكن كمان كانوا سبب فى تغيير القوانين وإصدار القانون اللى أعطى للمرأة أحقية حكم الدولة والجلوس على العرش فى سابقة لم تعرفها أى حضارة تانية.

فى مقالات لاحقة هنتكلم عن مصريات كانوا وما زالوا «ست الستات».