رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في يومها الثامن.. أين وصلت العمليات العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية؟

القصف الروسي علي
القصف الروسي علي أوكرانيا

دخلت الخميس العمليات العسكرية الروسية فى الأراضى الأوكرانية يومها الثامن، بالإعلان عن السيطرة على مدينة خيرسون الأوكرانية بشكل كامل من جانب القوات الروسية التي بدأت زحفها فى الشرق الأوكراني 24 فبراير، معلنة أن عملياتها تأتي لحماية المدنيين فى إقليم دونباس الذى يضم جمهوريتى دونتسك ولوجانسك اللتين اعترفت موسكو الشهر الماضى باستقلاليهما.

وترصد “الدستور” تحركات الأطراف الرئيسية في الصراع اليوم الثامن:

روسيا

أعلنت وزارة الدفاع الروسية تشكيل مركز عمليات مشترك مع وزارات أخرى لتقديم المساعدات للسكان فى المناطق الخاضعة لسيطرتها فى كل من جمهوريتي دونيستك ولوجانسك الشعبيتين.

وقال رئيس مركز إدارة شؤون الدفاع التابع لوزراة الدفاع، العقيد ميخائيل ميزينتسيف، إن روسيا أنشأت مركزا مشتركا مع الوزارات الأخرى لتقديم المساعدة للسكان فى جمهوريتى دونيستك ولوغانسك.

وأوضح أن ممثلو الإدارات الفيدرالية والشركات الحكومية والأقاليم يعملون على مدار الساعة فى المقر الرئيسي.

وأكد أن المهمة الأساسية الآن، لهياكل هذا المركز هى ضمان الإخلاء الآمن للمدنيين والأجانب، مشيرا إلى أن "نظام الاستقبال اللائق على أراضى روسيا يعمل حاليا بنجاعة وسلاسة، ويتم العمل على وجه السرعة لإلحاق الأطفال بالمؤسسات التحضيرية والمدارس، والطلاب فى المؤسسات التعليمية".

وشدد على أنه سيتم تزويد جميع سكان المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الروسية فى أوكرانيا بكل ما هو ضروري.

كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تسليم 30 طنًا من المساعدات الإنسانية إلى منطقة (خاركيف) الأوكرانية.

وقال متحدث باسم الوزارة، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء سبوتنيك الروسية عبر موقعها الرسمي: "قام العسكريون الروس بتسليم شحنة من البضائع الإنسانية من منطقة بيلجورود الروسية إلى إقليم خاركيف الواقع بالقرب من الحدود الروسية الأوكرانية وتم تسليم أكثر من 30 طنًا من المساعدات الإنسانية إلى مدينة فولتشانسك وبلدة كازاتشيا لوبان، الحضرية، من منطقة بيلجورود المجاورة، بناء على طلب السكان المحليين".

أوضح المتحدث، الذي لم يعلن عن اسمه، أن الشحنة تشمل منتجات غذائية - من بين ذلك لحوم وأسماك وحلويات ومنتجات مخابز ومياه الشرب المعبأة، وأنها سُلمت كاملة إلى البلدات الحدودية لمساعدة النساء والأطفال وكبار السن من السكان، مشيرًا إلى تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن "الهدف من العملية العسكرية الروسية هو حماية الأشخاص الذين يتعرضون للاضطهاد والإبادة الجماعية من قبل نظام كييف منذ ثماني سنوات".أكدت الخارجية الروسية أنه لا يمكن لبلد واحد التحكم بالعالم بأسره، في إشارة إلى الولايات المتحدة.

وشدد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال مؤتمر صحفي اليوم الخميس على أن لافروف العالم يستمع لمطالب بلاده ولكنه لا ينصت فعلا إليها، مضيفا أن "هناك خطط في الغرب للتحضير لحرب"، وفق تعبيره.

أما بشأن السلاح النووي، فأكد أن لدى بلاده عقيدة عسكرية تتحكم وتفصل شروط استخدام هذا السلاح. وقال رداً على سؤال حول القلق الدولي من استخدام موسكو للنووي، " الرئيس الأميركي جو بايدن كان أول من لوح بحرب عالمية ثالثة، لكنني أكدت له أنها إذا اندلعت فستكون نووية بلا شك، وانتقد السياسة الأميريكية التي وصفها بالاستئثارية، متسائلا " كيف يمكن لأميركا أن تحدد إن كان الغاز الروسي مناسب لأوروبا أو يمكن الاستغناء عنه.

واعتبر أن الولايات المتحدة تتحكم بأوروبا والعالم بأسره، مشيرا إلى أنها فرضت على الأوروبيين وقف مشروع الغاز "نورد ستريم"، وأن بلاده مستعدة للحوار بشأن أوكرانيا ولكن وفق قواعد الاحترام المتبادل.

أضاف لافروف، خلال مؤتمر صحفي اليوم الخميس، أنه لا يمكن تعزيز أمن دولة على حساب دولة أخرى، موضحًا أن الدول الغربية لا يمكن أن تحدد أولويات الأمن بالنسبة لروسيا.

وأشار إلى أن بلاده لديها عقيدة عسكرية واضحة تحدد شروط استخدام السلاح النووي، مؤكدًا أن لكل دولة حرية اختيار تحالفاتها الدولية ولكن دون تهديد لأمن الدول الأخرى.

أشار وزير الخارجية الروسي، ​سيرغي لافروف​، إلى أن بلاده تشترط أن ترى "رغبة أوكرانية حقيقية في وقف الحرب"، لافتاً إلى أن "السلطات الأوكرانية تماطل، لكن المفاوضات مستمرة على أي حال"، وأضاف: "​المفاوضات الروسية الأوكرانية​ يفترض أن تبدأ اليوم الخميس".

وأكد لافروف أنه "لا يحق لأي دولة تعزيز أمنها على حساب دولة أخرى"، موضحاً أن "الغرب لا يمكنه أن يحدد ما يضمن أو يؤثر على أمن روسيا".

وشدد وزير الخارجية على أن "الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينكسي، خالف التزام بلاده بعدم امتلاك ​أسلحة​ نووية"، مردفاً أن "حلف شمال الأطلسي ​الناتو​، لا يمكن أن يقرر نشر أسلحة نووية دون موافقة ​الولايات المتحدة​"

أوكرانيا

أعلنت الخارجية الأوكرانية، الخميس، أن 19 حكومة تقوم بتزويد أوكرانيا بالمساعدة العسكرية، بما في ذلك أحدث الأسلحة والذخائر والوقود، بصورة منتظمة.

وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية، في بيان أوردته وكالة أنباء (يوكرنفورم) الأوكرانية، إن "تسعة عشر دولة ترسل إلينا بانتظام أحدث الأسلحة والذخائر ومعدات الحماية والمعدات الطبية والوقود اللازم لتلبية احتياجات الجيش الأوكراني".

أضافت وزارة الخارجية أن الدبلوماسيين يجرون محادثات مكثفة للحصول من الشركاء على طائرات مقاتلة إضافية لدعم القوات الجوية في أقصر وقت ممكن.

أكدت وزارة الدفاع الأوكرانية أن مدن "خاركيف وتشرنيهيف وماريوبول" لا تزال تخضع للسيطرة الأوكرانية على الرغم من القصف الروسي في الأيام الأخيرة.

أقرت وزارة الدفاع، في بيان نقلته شبكة سكاي نيوز البريطانية، الخميس بدخول بعض القوات الروسية إلى مدينة (خيرسون)، إلا أنها أكدت أن القوات الروسية لم تتمكن من تحقيق هدفها بالاستيلاء على (ماريوبول).

من جانبه، وصف عمدة مدينة ماريوبول الواقعة جنوب أوكرانيا، فاديم بويشينكو، يوم أمس بأنه "الأصعب" منذ بدء العملية العسكرية الروسية، في ظل القصف العنيف وتزايد أعداد الجرحى المدنيين في المستشفيات.

وأشاد بويشينكو بشجاعة القوات الأوكرانية التي قاومت ببسالة، وبصمود الأوكرانيين في مواجهة القصف.

وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مقطع فيديو نشره على تطبيق "إنستجرام" ليل الأربعاء-الخميس بـ"بطولة" مواطنيه الذين أحبطوا المخطّطات "الخبيثة" لروسيا التي تشنّ منذ أسبوع عملية عسكرية واسعة النطاق ضدّ بلاده.

وقال زيلينسكي:"نحن أمة حطّمت في أسبوع واحد مخطّطات العدو. مخطّطات مكتوبة منذ سنوات. مخطّطات خبيثة ملؤها الحقد لبلدنا ولشعبنا".

وأعرب الرئيس الأوكراني عن "بالغ التقدير للسكّان الأبطال" الذين يقاومون القوات الروسية ويحاولون صدّ تقدّمها في للغزو الذي بدأته موسكو لبلاده.

أكد زيلينسكي أن نحو 9 آلاف عسكري روسي قتلوا في أوكرانيا خلال هذا الأسبوع من الغزو، في حصيلة لا يمكن التحقّق من صحّتها في الحال من مصدر مستقلّ.

أمريكا

في سياق متصل، شجبت الولايات المتحدة "الخطاب الاستفزازي" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الأسلحة النووية، وأعلنت بدافع "المسؤولية" تأجيل اختبار لصاروخ بالستي كان من المقرر إجراؤه هذا الأسبوع.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إنّ إعلان بوتين الأسبوع الماضي أنّ بلاده التي تمتلك أكبر عدد من الرؤوس الحربية النووية في العالم وضعت قواتها النووية في "حالة تأهب خاصة" يمثّل "ذروة عدم المسؤولية".

وأضاف "بلينكن"، خلال مؤتمر صحفي، أن مثل هذا الخطاب "خطر ويزيد من مخاطر سوء التقدير ويجب تجنّبه".

وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن البنية التحتية التي دمرتها روسيا في أوكرانيا ليست أهدافًا عسكرية، محذرا من أنّ الحصيلة المروّعة للضحايا المدنيين الذين سقطوا منذ بدء العملية العسكرية الروسية ستواصل الارتفاع.

وشدد وزير الخارجية الأمريكي في تصريحات، أوردتها قناة (الحرة) الأمريكية، اليوم الخميس، على أنّ البنى التحتية التي دمّرتها الضربات الروسية أماكن يعمل فيها مدنيون وتعيش فيها أسر، مؤكدا في الوقت ذاته أن واشنطن تدرس الوضع عن كثب.

أضاف "بلينكن"، إنّ "التكلفة البشرية للحرب غير المبرّرة والمجّانية التي يشنّها الكرملين مروّعة، هناك مئات إن لم يكن آلاف المدنيين قتلوا وجرحوا"، مضيفا أنّ عدد القتلى والجرحى المدنيين والعواقب الإنسانية لن تنفكّ تزداد سوءاً في الأيام المقبلة.

فيما أكد المفوض السامي لشئون اللاجئين بالأمم المتحدة فيليبو جراندي، أن أوكرانيا شهدت لجوء نحو مليون شخص إلى الدول المجاورة في 7 أيام فقط، وذلك في تغريدة له عبر تويتر.

وأعرب المفوض السامي لشئون اللاجئين بالأمم المتحدة فيليبو جراندي، عن القلق البالغ إزاء التدهور السريع للوضع والعمل العسكري المستمر في أوكرانيا.

وحذر المسؤول الأممي في بيان له أمس الخميس في جنيف، من أن العواقب الإنسانية على السكان المدنيين ستكون مدمرة، مؤكدا أنه لا يوجد منتصرون في الحرب ولكن سيتم تمزيق أرواح لا تعد ولا تحصى.

ونقلت قناة "فوكس نيوز" الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين توقعاتهم بتعرض مدينة أوديسا الأوكرانية اليوم الخميس لهجوم برمائي روسي، مشيرين إلى أن عدة سفن حربية روسية تتجه من شبه جزيرة القرم إلى مدينة أوديسا الأوكرانية.

وأفاد موقع أكسيوس الأمريكي أن الخارجية الأمريكية أرسلت برقية إلى دبلوماسييها في 50 دولة، ثم أمرت بسحبها بعد 24 ساعة من عملية الإرسال.

وذكر الموقع الأمريكي أن البرقية التي سحبتها وزارة الخارجية الأمريكية بعد إرسالها إلى دبلواسيها في 50 دولة تتضمن إبلاغ دبلوماسيين أبرزهم من الهند أن حيادهم تجاه أوكرانيا يضعهم في صف روسيا.