رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث في التَّاريخ القبطي يسَلِّط الضَّوء على جُهود المُترجمين الأقباط في القرن الحادي عشر

الباحث شريف رمزي
الباحث شريف رمزي

ضمن أعمال الدورة الـ٣٠ لمؤتمر أصدقاء التُّراث العربي المسيحي، والذي احتضنه مسرح سان چورچ بمصر الجديدة، شارك الباحث في تاريخ الكنيسة وعضو لجنة التّاريخ القبطي، شريف رمزي، بورقة بحثيَّة تحت عنوان: «إطلالةٌ تاريخيَّة على جُهود المُترجمين الأقباط في القرن الحادي عشر».

أشار «رمزي» إلى التحديات التي واجهت الأقباط إزاء سياسة التَّعريب التي انتهجتها الدولة الإسلامية في مصر، بداية من قرار تعريب الدواوين الحكومية في عهد الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان. واتجاه الأقباط في مرحلة ما بعد ذلك إلى ترجمة تراث الأدب القبطي إلى اللُّغة العربيَّة كوسيلة دفاع عن الوجود والهوية.

لا يتوفر وصف.
الباحث شريف رمزي

وفي السِّياق نفسه استعرض الباحث جُهود أبرز المُترجمين في تلك الفترة، وفي مُقدِّمتهم الشمَّاس الإسكندراني «موهوب بن منصور بن مفرّج» مُحرّر كتاب «سير البيعة المقدَّسة»، ورفيقه الشمَّاس «ميخائيل بن أبادير الدًَمنهوري» وآخرين، منوهًا إلى عمله على دراسة وتحقيق نَصّ ذلك الكتاب الهام وإصداره في طبعة نقديَّة تعتمد على عدَّة مخطوطات يعود أقدمها لعام ١٢٦٦م. 

 وفي تصريحات خاصّة للدستور، قال «رمزي»: إنَّ التَّراجُع والانحصار التَّدريجيّ للُّغةِ القبطيَّة في مواجهة اللُّغة والثَّقافة الوافدة مثَّل تحدِّيًا كبيرًا بالنِّسبة للأقباط، وتهديدًا حقيقيًّا لتُراث هذه الأُمَّة العظيمة وتاريخ كنيستها المجيد، بل وقد امتدّ أثر ذلك إلى العقيدة المسيحيَّة نفسها، وتشوَّشَت مفاهيم إيمانيَّة تُعَدّ من ركائز الإيمان المسيحي القويم. وكما كان التَّدوين باللُّغة العربيَّة ضرورةً فرضها الأمر الواقع، كان الاتِّجاه إلى ترجمة تُراث الأدب القبطي أيضًا ضرورةً مُلِحَّة لحفظه من الضَّياع.

لا يتوفر وصف.
الباحث شريف رمزي

وتابع: يُحسَب لأفاضِل البيْعة في ذلك الزمان- من كهنة ورُهبان وعَلمانيِّين- حِرصهم على التَّزوِّد بالعِلم وإتقان اللُّغات المُختلفة، ما أسهَم في حفظ تُراث البيْعة من الضَّياع.