رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

علي جمعة: شق صدر النبي في بني سعد وقبل رحلة الإسراء

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، لقد شق الصدر الشريف لسيد الخلق سيدنا محمد ﷺ مرتين، مرة وهو في بني سعد عند مرضعته حليمة، ومرة قبل الإسراء، –وقيل أن شق الصدر وقع ثلاث مرات؛ المرة الثالثة عند المبعث، عن ميسرة أنه قال له متى وجبت لك النبوة يا رسول الله ؟ فقال: وآدم مجندل في طينته.

وتابع "جمعة" عبر صفحته الرسمية قائلا: وشق الصدر يتكلم عنه علماء المسلمين بأنه تهيئة لهذا الطفل الوليد ليتحمل الجهد البليغ الذي عليه، فقد كان قيام الليل فرضًا عليه وليس نافلة كما هو في حقنا، وفي الصيام الذي كان يصومه حتى إنه كان يصل بين يومين ويقول: «إنما أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني»، ورحلة الإسراء والمعراج مجهدة للغاية، لأن طبقات الجو فيها ضغط، وهذا الضغط المفروض إن الجسم البشري لا يتحمله، فكيف يتحمل هذا؟ ثم في الوحي كان إذا نزل عليه الوحي وهو على دابة -جمل قوي-، الجمل ينخ من ما يحدث في جسده من تلقّي الوحي، إذًا هذه عملية مجهدة للغاية، ولذلك كان شق الصدر.

وأوضح "جمعة" قائلا في بعض الروايات أن شق الصدر كان هدفه نزع نصيب الشيطان من قلبه، والناس تتفهم هذه العبارة على ظاهرها كأن قلب رسول الله فيه جزء مثل ما هو موجود عندنا يعني تسمع للشيطان وكذا إلى آخره، لكن أهل الله قالوا: لا ليس معناها هكذا لأن قلبه كله رحمة، وهذا هو الجزء من الرحمة الذي كان يخص الشيطان، يعني لو لم يتم نزع هذا الجزء كان الرسول سيرحم الشيطان، فأخرج الله من قلبه الرحمة لمن لم يرحمه الله سبحانه وتعالى، لأن الله الحكيم لم يرحم إبليس بعد كل طغيانه هذا.

وأشار: وفي التراث الإسلامي أشياء تُفهم هذا المعنى، هل يمكن لأحد أن يرحم إبليس؟، روي أن موسى عليه السلام لقيه إبليس فقال له: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالته وكلمك تكليما، وأنا خلق من خلق الله أذنبت وأريد أن أتوب، فاشفع لي إلى ربي أن يتوب علي. فقال موسى: نعم. فلما صعد موسى الجبل وكلم ربه عز وجل وأراد النزول قال له ربه: أد الأمانة. فقال موسى : يا رب عبدك إبليس يريد أن تتوب عليه. فأوحى الله تعالى إلى موسى : يا موسى قد قضيت حاجتك ، مره أن يسجد لقبر آدم حتى يتاب عليه. فلقي موسى إبليس فقال له : قد قضيت حاجتك، أمرت أن تسجد لقبر آدم حتى يتاب عليك. فغضب واستكبر وقال: لم أسجد له حيا أسجد له ميتا. [إحياء علوم الدين]، لا فائدة {إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة:34]  إذًا سيدنا النبي ﷺ بقلبه الرحيم كان ممكن يحصل معه هكذا فنزعوا له نصيب رحمته لإبليس، فبقى كل قلبه رحمة باستثناء ما يخص إبليس فكان كاملًا مكمّلًا، فشق الصدر له فوائد كثيرة، منها طهارته ﷺ ظاهرًا وباطنا، فكان طاهرًا بكله عرقه طاهر، ودمعه طاهر، ودمه طاهر، كله طاهر، وهكذا كان شأن الأنبياء.

وأضاف: حدثت مرة أخرى تهيئة لسيدنا النبي ﷺ لهذا الحدث الجلل الإسراء والمعراج؛ لأنه سيخترق السماء، واختراق السماء لا يتناسب مع الجسد البشري، فلابد من إعداد خاص، وسيرقى إلى سدرة المنتهى، ثم إلى البيت المعمور، ثم إلى العرش، وهذا شيء لا يتحمله البشر المعتاد قبل التهيئة، فكان لابد من تهيئة ذلك الجسد الشريف لهذا الحدث الجلل، فحدث حادث آخر لشق الصدر، فجاءت الملائكة، وشقت صدره الشريف، مثل ما حدث له وهو صغير؛ تهيئةً لتنزل الوحي وللنبوة، الناس الماديين يقولون لا أحد يستطيع أن يرقى في مراقي ومعارج السماء بهذا الجسم، يجب أن يلبس أشياء تقيه الضغط، وهناك مرض اسمه "مرض الصندوق"؛مرض الصندوق أن تعرق دمًا، وهذا يأتي عندما تصعد في السماء بدون تهيؤ، وبدون لبس مخصوص، فيحصل مرض الصندوق، فكان ولابد أن يتهيأ هذا الجسم الشريف الْمُنِيف لهذه الرحلة العجيبة التي تحتاج إلى مزيد استعداد، ثم حدث أن أسري برسول الله ﷺ ، وذلك أن جبريل جاء النبي ﷺ وهو نائم في فراشه، فأخذه وذهب به إلى الكعبة، وكان البراق وهو دابة، يكون حيث ما يكون نهاية بصره؛ نهاية البصر المعتاد 30 كيلو، فأنت عندما تقف تري قبة السماء نازلة على الأرض، هذه حوالي 30، 40 كيلو ، ولكن كلما ارتفعت زادت مساحة الرؤية ، يمكن أن يرى لـ 60 كيلو لأنه مرتفع، فيأتي فورًا، يعني أقل من ثانية يكون حيث ما يكون نهاية بصره.