رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث بـ«المصرى للفكر والدراسات»: الجيش الروسي يتبع تكتيك «الصدمة والرعب» للسيطرة على أهدافه

الجيش الروسي
الجيش الروسي

مع استمرار العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا لليوم الثاني على التوالي، على الجبهات الثلاث الرئيسية للهجوم شمالاً وشرقاً وجنوباً، اتضحت بشكل كبير طبيعة الأهداف الميدانية المرحلية للوحدات الروسية المتقدمة على الأرض، والتي يواكبها نشاط جوي وصاروخي كثيف، واستخدام متزايد للقوات المحمولة جواً.

- تكتيك الصدمة والرعب

وقال الباحث فى المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية محمد منصور، يمكن القول أن الجيش الروسي يتبع تكتيك جامع بين مبدأ "الصدمة والرعب" ومبدأ "تعدد الجبهات"، مما يساهم في إرهاق القوات الأوكرانية، وشل فعالية منظومة القيادة والسيطرة الخاصة بها، والتي تلقت ضربة موجعة أمس عبر استهداف أكثر من 80 مركز عسكري أساسي في كافة مناطق أوكرانيا، عبر الصواريخ الروسية الجوالة، والضربات الجوية.

- التحركات العسكرية الروسية أسرع في الجبهة الشمالية من الجبهات الأخرى

وتابع الباحث فى المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، في الجبهة الشمالية، كانت التحركات العسكرية الروسية أسرع وتيرة من الجبهات الأخرى، وكان الهدف من هذه التحركات مزدوجاً، فمن ناحية استهدفت القوات الروسية تأمين منطقة "تشيرنوبل"، والاقتراب بشكل كبير من التخوم الشمالية للعاصمة كييف. 

 وأضاف ومن ناحية أخرى وصل هذه الجبهة بالمحور الشمالي الشرقي "خاركوف"، الذي تستمر عمليات الجيش الروسي فيه بهدف السيطرة على المدن الرئيسية "خاركوف - سومي"، وسيساهم التقدم في الجبهة الشمالية، في الضغط بشكل أكبر على المناطق الشمالية لمدينة "سومي" وحلحلة المقاومة الأوكرانية في هذا المحور.

- قتال عنيف على الجبهة الشرقية

ولفت منصور إلى أن الجبهة الشرقية تشهد قتالاً عنيفاً في محورها الأساسي شمال "لوجانسك"، حيث تستهدف القوات الانفصالية تشتيت القوى الأوكرانية في إقليم الدونباس، التي باتت تقاتل في هذه الجبهة، وفي المحور الشمال الشرقي، وفي الجبهة الجنوبية تبدو الأهم والأكثر زخماً خلال الساعات الماضية، فبعد نجاح القوات الروسية في عبور قناة "القرم" التي تفصل بين شبه جزيرة القرم والأراضي الأوكرانية، انفتحت هذه القوات بشكل أكبر نحو محاور ثلاثة رئيسية، المحور الأول شمالاً نحو مدن وقرى منطقة "خيرسون"، والنقاط العسكرية الأوكرانية جنوب نهر "دنيبر"، خاصة مدينة "ميكوليف"، والمحور الثاني شرقاً نحو مدينة "ميليتوبول" التي تمكنت القوات الروسية من دخولها، ويتوقع تطوير الهجوم أكثر نحو الشرق للسيطرة على مدينة "ماريوبول" الأستراتيجية، وعزل الساحل الأوكراني على بحر آزوف بشكل كامل، وتحقيق الإتصال البري بين جنوب الدونباس وشبه جزيرة القرم.

وتابع  أن "المحور الثالث هو نحو مدينة وميناء أوديسا على البحر الأسود، وهي مدينة أستراتيجية أيضاً تعرضت أمس لقصف عنيف طال المواقع البحرية المحيطة بها، لكن يبدو التقدم الروسي نحوها بطيئاً نوعاً ما".

- الجيش الروسي طبق أسلوبا استخدمته القوات الألمانية في الحرب العالمية الثانية 

وأوضح "منصور" أن الجيش الروسي طبق أمس أسلوبا استخدمته القوات الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية في عدة دول بأوروبا الشرقية، وهو أسلوب الإنزال المظلي على المطارات بهدف السيطرة عليها والتموضع داخلها، لإستخدامها في نقل القوات إلى العمق المعادي، وهذا حدث في عدة مناطق بالعاصمة الأوكرانية وضواحيها، خاصة مطار "أنتونوف" العسكري، الذي تمكنت القوات الروسية من الإنزال فوقه والسيطرة عليه لفترة، لكن تم إخراجها منه في ما بعد، في حين تمكنت بعض الوحدات المظلية الأخرى من الدخول إلى بعض مناطق العاصمة، وشنت عمليات اشبه بـ "العمليات التخريبية" ضد الوحدات الروسية المتواجدة هناك . 

وأشار إلى أنه من اللافت ايضاً ان الدفاع الجوي الأوكراني استخدم الصواريخ المحمولة على الكتف، خاصة صواريخ "ستينجر" الأمريكية، تمكنت من إلحاق بعض الخسائر في الدبابات والمروحيات الروسية، لكن لم يكن هذا عامل فاصل في التطورات الميدانية، حيث حققت القوات الروسية تقدم كبير جنوباً، وتقدم أقل وتيرة في الشرق، بجانب عمليات كر وفر في الجبهة الشمالية، خاصة ان السيطرة على منطقة "تشيرنوبل" تمت وفق إتفاق مع القوات التي كانت متمركزة داخلها.