رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قمة الألفية الثالثة بين بايدن-بوتين.. ودوائر النار تتسع

.. وسط تكتم واسع، وحذر سياسي، بدأت الإدارة الأميركية، بتفعيل  ثقلها السياسي والدبلوماسي لوضع الأطر الخاصة لأهم قمة بين زعماء العالم، حساسية اللحظة السياسية والعسكرية،بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة وأوروبا وحلف الناتو. 
ضمانة عقد  القمة بين( بوتين وبايدن)،  يعمل عليها سرا وزيرا الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والروسي سيرغي لافروف، عبر قنوات استخبارية وأمنية أوروبية وشرق أوسطية، تقدم تقاريرها النهائية، في  اجتماع تمهيدي دعت إليه فرنسا، بصفتها [الوسيط الأوروبي]وسيكون للحدث ( لقاء  بلينكن الأميركي، والروسية  لافروف، ظهر  الخميس،، استنادا للحالة العسكرية على جبهة روسيا-أوكرانيا، في مناطق الشرق التي بدأت بالانفصال. 
.. مؤشرات القمة بين بايدن وبوتين، أثارت مجلس الأمن الدولي، والأمم المتحدة ومنظمات أوروبية عسكرية وأمنية، التي وجدت في اشتراطات، ما قبل عقد القمة مستحيلة، لأنها تستند إلى أن التصعيد العسكري الروسي، دخل في نقطة اللاعودة، وهذا ما حاولت المبادرة الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي التحذير منه. 
فرنسا كشفت وبعد زيارة موسكو أوائل شباط/فبراير،  التي حققها، في وقت دقيق الرئيس ماكرون، ما اعتبر خرقا ونصرا للدبلوماسية الفرنسية الغامضة. 
بوتين وماكرون، استنادا، مساء الأحد،  إلى أسرار فضلت فرنسا جعلها خفية، فبعد اتصال  الرئيس الفرنسي مع نظيره الأميركي، حسمت الإدارة الأميركية، مجلس الأمن القومي، حرية قرار بايدن في عقد القمة، مثمنا  الوقت، والوساطة الفرنسية، وتغليب تفتت كل عوامل نجاحها، اذا توغلت روسيا في العمق الأوكراني المتوقع خلال الساعات القليلة المقبلة.

فرنسا، والاتحاد الأوروبي، كما الناتو،  أحلاف، وأحيانا "أخلاف" يعنيها وقف نذر الحرب، في ذات الوقت الذي، تبحث الولايات المتحدة، عن  (وسيط أمني عسكري)، في وقت واصلت روسيا وأوكرانيا، وحركة الانفصال في الشرق، ما أدى إلى تبادل الاتهامات بشأن المسؤولية عن المعارك، والتوغل العسكري وانتشار المعدات في شرق اوكرانيا الانفصالي.
الشروط الأميركية لعقد القمة بين  بايدن وبوتين، تشبة صراع الديكة المكسيكية او تلك التي اشتهر بها الكابوي الأميركي، وهي ذات اللعبة الروسية، حيث ينتصب "الديك" ثم  يتوقف في وسط الدائرة ، يرفرف بـ "الأجنحة" ويصرخ، يصرخ، إلى أن يعلو الصدى عبر الجبال. 
.. 50ساعة تفصلنا عن إمكانية عقد القمة الساخنة الأولى بين روسيا واميركيا، قمة حاسمة لشكل الألفية الثالثة، بما في ذلك الخوف من الابادة البشرية.

 شبكة هيلThe Hill، الأميركية واسعة الاطلاع، نقلت عن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، تأكيدات، تبدو قاتمة بشأن الوضع، وقال سوليفان:إن الولايات المتحدة تعتقد أن روسيا تخطط لغزو "شديد العنف" لأوكرانيا ، قائلا إن موسكو ستسعى إلى "سحق" الشعب الأوكراني.

عمليا، وفي استراتيجيات جيوسياسية الأمن، فأقوال "سوليفان"، تطلق إشارات ان لا قمة، إلا بعد الحرب، التي اختارها بوتين(.....)، أو كما وضع لها المستشار سوليفان الصورة :"نعتقد أن أي عملية عسكرية بحجم ونطاق وحجم ما نعتقد أن الروس يخططون له ستكون عنيفة للغاية. وستكلف أرواح الأوكرانيين والروس والمدنيين والعسكريين على حد سواء." 
سوليفان، وهذه ملاحظة مهمة جدا، أدلى بتصريحاته، بعد ما ان كشفت الاليزيه  عن وساطتها.

.. عمليا، وافق الرئيس جو  بايدن بالمثل على قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. 
القمة بحسب الإدارة الأميركية ستكون مشروطة:"من حيث المبدأ"، وبشرط ألا يقود الرئيس الروسي جيوشه  في غزو أوكرانيا.
.. خط النار، أقرب إلى ثلاث دوائر تغلى:
*الدائرة الاولى:
.. واقع ما تم تحشيده من قوات روسية تزيد، بحسب المصادر الأمنية الأميركية عن 190 ألف جندي، عدا المعدات والطيران والغواصات البحرية.، وهي دائرة نار برغم ثلوج تتراكم على الحدود الروسية الأوكرانية. 
*الدائرة الثانية:
دائرة الانفصاليين التي تتوسع في شرق أوكرانيا، لقد شعرت الولايات المتحدة وحلفاؤها بالقلق من أنه إذا اعترفت موسكو بالجيبين ، في المنطقة المعروفة باسم دونباس ، فقد يفتح ذلك الباب أمام روسيا للتحرك أكثر القوات في أوكرانيا ".  
بوتين، في جلسة متلفزة لمجلس الأمن  ليعلن أن اتفاقية سلام للأراضي الانفصالية المدعومة من روسيا ماتت بالفعل ".  
*الدائرة الثالثة:
تنوع شكل الحروب، التي قد تبدأ عنفها بين حروب من الجو والتوغل برا وبحرا، وايضا الحرب الرقمية و السيبرانية التي بدأت خلط الأوراق.